هل يمكن أن يصاب الشخص بالاكتئاب والقلق في نفس الوقت؟
من الممكن والشائع أن يكون لديك مشاعر القلق والاكتئاب معًا، فبالنسبة لبعض الناس، تصبح هذه المشاعر تجربة يومية ويمكن أن تعطل الأنشطة العادية، فالقلق السريري والاكتئاب لكل منهما أعراضه الخاصة، ولكن قد تبدو الأمور أكثر ضبابية عندما تحدث معًا.
أوضح الخبراء بموقع «goodrx»، يمكن أن تؤدي أعراض القلق إلى الاكتئاب والعكس صحيح، ولكن قد تكون هناك أسباب أخرى تؤثر هذه الحالات على نفس الأشخاص، كما يمكن أن تكون العديد من العلاجات، بما في ذلك العلاج والأدوية مفيدة لكلٍ من القلق والاكتئاب.
أشار الخبراء، أن القلق والاكتئاب حالتان منفصلتان، ولكن بعض الأشخاص الذين يختبرون إحداها سيختبرون الآخر أيضًا، لذلك ليس من غير الطبيعي وجود العديد من أوجه التشابه بين الأعراض والعلاج لهاتين الحالتين.
الفروق بين أعراض القلق والاكتئاب:
للقلق والاكتئاب سمات نفسية وجسدية فريدة من نوعها، فالعَرَض النفسي الرئيسي للقلق هو الشعور بالتوتر والخوف المفرط، فقد يشمل ذلك القلق كثيرًا بشأن المستقبل أو بشأن التعرض للأذى، حيث يتجنب الأشخاص المصابون بالقلق أيضًا المواقف التي قد تثير القلق، أو قد يفكرون كثيرًا في حدوث أشياء سيئة.
كما يمكن أن يكون للقلق أعراضا جسدية، حيث يعاني الأشخاص المصابون بالقلق أحيانًا من اضطراب في المعدة، أو الشعور بالدوار، أو تسارع ضربات القلب.
أما الأعراض النفسية للاكتئاب هي مشاعر اليأس والحزن وانعدام القيمة، حيث تمثل الأعراض الجسدية عمومًا تحولًا في العادات اليومية، على سبيل المثال قد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من تغيرات في شهيتهم ونومهم، وقد يجدون أحيانًا صعوبة في التركيز على العمل أو الأنشطة.
ما مدى شيوع الإصابة بالاكتئاب والقلق معًا؟
القلق والاكتئاب من الحالات الشائعة، سواء على حدة أو معًا، فوفقًا لأخر الإحصائيات يعاني 1 من كل 3 بالغين من اضطراب القلق في مرحلة ما خلال حياتهم، وحوالي 1 من كل 5 سيصاب بالاكتئاب.
وفي دراسة بحثية أجريت على أكثر من 70000 شخص حول العالم ، كان ما يقرب من نصف الأشخاص الذين أصيبوا بالاكتئاب خلال حياتهم يعانون أيضًا من اضطراب قلق واحد على الأقل وغالبًا في نفس الوقت، كما أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالقلق كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم.
هل القلق يسبب الاكتئاب؟
أوضح الأطباء، أنه يمكن أن يعرضك القلق لخطر الإصابة بالاكتئاب، وليس من الصعب معرفة السبب، حيث يمكن أن يسبب القلق العزلة والتهيج والأرق والعديد من الأعراض الأخرى.
كما لا يعرف الباحثون السبب الدقيق للقلق والاكتئاب. لكن الشرطين يشتركان في العديد من أوجه التشابه في كيفية حدوثهما ومن يؤثران، حيث يمكن أن تفسر هذه الجذور المشتركة سبب حدوث الاكتئاب والقلق معًا في كثير من الأحيان، فقد تلعب المواد الكيميائية المماثلة في الدماغ دورًا في القلق والاكتئاب.
ويعتقد العلماء أن القلق والاكتئاب مرتبطان بالناقلات العصبية وهي المواد الكيميائية التي تدخل في الاتصال بين خلايا الدماغ، وقد يشمل ذلك السيروتونين والدوبامين والإبينفرين.
