رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث فى الشأن الإفريقي يكشف لـ«الدستور» أهداف الرؤية المصرية لرئاسة النبياد

نبيل نجم الدين
نبيل نجم الدين

قال نبيل نجم الدين الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية إنه لا شك أن تسلم مصر رئاسة النيباد والمبادرة التي تتضمن رؤية الاتحاد الأفريقي لتنمية القضية التنموية في أفريقيا أمر يستحق كثير من التأمل، لافتا إلى أن القاهرة تسعى إلى تطوير واستثمار القارة الأفريقية من خلال مشروعات شراكة كبيرة.  

وأضاف نجم الدين في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال السنوات الثماني الماضية، فتح آفاق جديدة في علاقات مصر الخارجية مع القارة الأفريقية، وزار دولا لم يزورها أي رئيس مصري من قبل. 

وأعاد الرئيس السيسي الدور المصري إلى أفريقيا وكان من نتيجة تلك الجهود تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وكذلك استضافتها لعدد من الأنشطة الأفريقية. 

وتابع نجم الدين أن مصر خلال ثمان سنوات الماضية حققت أكبر إنجاز في تاريخ البنية الأساسية المصرية، وعلى سبيل المثال هناك أربع قطاعات هي مشروعات الطرق القومية ومشاريع الطاقة والمجتمعات العمرانية الجديدة، ومشاريع المزارع السمكية والبرية، وهذه الخبرة تؤهل مصر للقيام بدور مميز في رئاسة النيباد.

أهداف الرؤية المصرية في النيباد 


واستعرض نبيل نجم الدين أهداف رئاسة مصر في النبياد التي حددها الرئيس السيسي خلال كلمته التي ألقاها عبر تقنية الفيديو كونفرس لرئاسة مصر للنبياد:

الأول هو حشد تمويل الموارد المالية في المجالات ذات الأولوية في دول القارة الأفريقية ومنها مشاريع البنية الأساسية وان هذا يعني أن رئاسة مصر ستعمل على تحفيز مراكز التمويل العالمية والدولية وستعمل على فتح مسارات مع المؤسسات والمنظمات الدولية منها مجموعة العشرين والجي 7 بأن تحفزها لتمويل مشاريع البنية الأساسية في القارة الأفريقية.

الثاني هو التركيز على تحويل النشاط الاقتصادي في أفريقيا من مجرد تصدير المواد الخام بأرخص الأسعار إلى التحويل الصناعي بمعنى أن رئاسة مصر للنيباد ستعمل على وضع أسس للنشاط الصناعي في دول القارة الأفريقية، بحيث يتم تصنيع المواد الخام فيها بدلا من استيلاء الدول الصناعية شرقا وغربا على المواد الخام الأفريقية وتصنيعها وإعادة تصديرها لدول أفريقيا بأعلى الأسعار.

الثالث في رئاسة مصر للنيباد، هو تطوير استفادة أفريقيا من اتفاقية التجارة الحرة بمعنى تعظيم اندماج الأنشطة الأفريقية التجارية مع الأنشطة التجارية العالمية من خلال الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة.

الرابع وهو مشاركة دول أفريقيا في المشروعات التنموية بمعنى أن مصر تمتلك الطاقة البشرية والخبرات الهندسية والخبرات الفنية التي اكتسبتها من خلال تنفيذ مشروعات البنية الأساسية في مصر وتستطيع مصر أن تصدر هذه الخبرات إلى دول أفريقيا، مثال تلك الشراكة المصرية في تشييد سد جوليوس نيريري الذي أشار إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه، والذي تم إنشاؤه بشراكة مصرية مع تنزانيا وهذا النموذج يمكن أن يطبق. في دول أفريقية عديدة.

الخامس أن مصر تسعى لمشاركة دول أفريقيا في المشروعات التنموية، هذه هي الأهداف الخامسة التي حددتها أوليات الرئاسة المصرية في النيباد، والتي ستمتد لمدة عامين.

ولفت الكاتب المتخصص في الشأن السياسي الدولي والأفريقي: “تأتي أهمية كل هذه الأهداف التي تسعى مصر إلى تحقيقها خلال رئاستها في النيباد أنها تتيح للخبرات المصرية أن تنخرط في أنشطة مشروعات البنية التحتية مما ينتج عنها تدفق كبير من العملات الحرة إلى الاقتصاد المصري، يعود على العملة المصرية بكثير من القوة ويحميها من الضغوط الشديدة التي تعاني منها فحينما تنجح مصرفي الشراكات الأفريقية سيتم إدخال تدفقات نقدية هائلة إلى البنك المركزي تلك التي ستنعكس على استعادة العملة المصرية لقيمتها وسينتج عن كل هذا تحسين المستوى المعيشي وتخفيف صعوبات الاقتصاد المصري”.