رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بعد رئاسة «النيباد».. مصر تعزز الجهود لتنمية القارة الإفريقية وتحقيق الأمن الغذائى

السيسي
السيسي

شدد خبراء فى مجال السياسة الدولية على أهمية تولى مصر رئاسة وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية «النيباد»، لاستكمال دورها الإيجابى والمؤثر فى القارة الإفريقية، خاصة أنها من الدول المؤسسة للوكالة، التى تعد الذراع التنموية للاتحاد الإفريقى. 

وتوقع الخبراء أن تسمح هذه الخطوة لمصر بمتابعة تنفيذ أهداف وكالة «النيباد»، خاصة فى مجالات الزراعة والأمن الغذائى، وإدارة الموارد الطبيعية وتغير المناخ، والتكامل الإقليمى والبنية التحتية، وتنمية الموارد البشرية، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والحوكمة الاقتصادية.

وتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأربعاء الماضى، رئاسة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى «النيباد»، من الرئيس الرواندى، بول كاجامى، لمدة عامين، جاء ذلك بإجماع آراء أعضاء اللجنة، التى تضم فى عضويتها ٣٣ دولة.

وقال السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الإفريقية سابقًا، إن رؤساء الدول والحكومات الإفريقية تبنوا فى ٢٠٠١ فكرة «النيباد»، التى تم التصديق عليها من قِبل الاتحاد الإفريقى بعدها بعام، وكانت مصر من بين الدول المؤسسة للوكالة، الهادفة للبحث عن تمويل المشروعات الإفريقية، بالتواصل مع البنوك والمؤسسات المالية العالمية.

وأضاف «حجاج» أن رئاسة مصر «النيباد» ستكون فاعلة، فى ظل ما تتمتع به من خبرات وقدرات وكفاءة فى ضبط الأمور، ما يسمح لها بإدارة عملية التطور والتنمية فى إفريقيا، وهو ما سبق لها فعله، خلال فترة تولى الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى وبعدها.

وكشف عن أن رئاسة مصر الوكالة ستركز على محور التحول الصناعى، والبناء على ما تحقق فى القمة الإفريقية الاستثنائية عام ٢٠٢٢، وتطوير سلاسل القيمة المضافة، بما أصبحت تمثله من ضرورة قصوى فى ظل تداعيات الأزمة الأوكرانية، مع تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية، بإنهاء مفاوضات بروتوكولاتها الإضافية، ودعم دول القارة لتعظيم الاستفادة من الاتفاقية وفرص الاندماج فى الاقتصاد العالمى.

ونبه إلى أهمية ما أعلنه الرئيس السيسى من كون مصر على استعداد لمشاركة خبراتها مع الدول الإفريقية، وتكثيف التعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين ومؤسسات التمويل، لسد الفجوة التمويلية، والاستفادة من المبادرات الجديدة المطروحة خلال قمم الشراكات التابعة للاتحاد الإفريقى.

وقال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الإفريقية، إن تولى الرئيس السيسى رئاسة «النيباد» لمدة عامين، يسمح لمصر أن تلعب دورًا محوريًا وأساسيًا فى عملية التنمية المستدامة داخل القارة. 

وأضاف «حليمة»: «الرؤية التى طرحها الرئيس السيسى خلال كلمته فى الدورة الـ٤٠ للجنة رؤساء دول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى، الأربعاء الماضى، أشارت إلى أن مصر ستعمل على توفير ما يلزم لدعم عملية التنمية المستدامة فى القارة، والتركيز على تطوير البنية التحتية والاقتصادية لدولها، وفق البرنامج المقرر لذلك منذ عام ٢٠١٩».

وبيّن أن رؤية الرئيس السيسى تستهدف تحقيق التنمية واغتنام الفرص وتعزيز التجارة، مع مواجهة التحديات فى الدول التى تأثرت بأزمة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية وغيرهما، وتوفير الموارد المالية لمشروعات التنمية، خاصة البنية الأساسية فى القارة الإفريقية.

وتابع: «وتستهدف كذلك التأكد من أن منطقة التجارة الحرة الإفريقية الشاملة التى تشمل كل دول القارة دخلت حيز النفاذ، بالإضافة الى تعزيز الصناعة، فى ظل ما تملكه القارة من إمكانات كبيرة فى مجالات الصناعة والتجارة واللوجستيات».

وتتضمن الرؤية أيضًا الدفع لتنفيذ مشروعى الربط بين بحيرة «فيكتوريا» والبحر الأبيض المتوسط، وطريق «القاهرة- كيب تاون»، والربط الكهربائى بين الدول الإفريقية، فضلًا عن بلورة وتمويل وتنفيذ البرامج التى سيضطلع بها مركز الاتحاد الإفريقى للتنمية وإعادة الإعمار فيما بعد النزاعات، الذى تستضيفه القاهرة، وفق مساعد وزير الخارجية الأسبق.

وشدد على أن «كل هذه المشروعات تحتاج إلى تمويل واستثمارات ضخمة، سيتم توفيرها بالتعاون مع الجهات المختلفة، فضلًا عن إسقاط الديون ومواجهة العديد من التحديات، وهو أمر تدركه مصر التى تعى جيدًا حقيقة الظروف فى القارة وتحديات الأزمات المختلفة، مثل تغير المناخ وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية».

ونوه إلى إشارة الرئيس السيسى لأهمية تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية، بإنهاء مفاوضات بروتوكولاتها الإضافية، واصفًا الرؤية المصرية بأنها تمثل خارطة طريق قارية لدفع عملية التنمية المستدامة، ودعم التنسيق والتشاور بين مختلف الدول الإفريقية.

وقال محمد تورشين، الباحث فى الشئون الإفريقية، إن مصر ستلعب دورًا كبيرًا فى دعم التنمية بالقارة الإفريقية من خلال رئاستها «النيباد»، فى ظل كونها أحد مؤسسى الوكالة، وعلى ضوء ما تلعبه من دور مهم فى الموضوعات التى تهتم بها الوكالة، وعلى رأسها مكافحة الفقر والحد من المجاعات وتحقيق الأمن الغذائى والتنمية فى عموم القارة.

وأضاف «تورشين»: «الرؤية المصرية كان لها دور مهم فى تطوير الوكالة منذ تأسيسها، ورئاسة مصر (النيباد) ستعيد إليها دورها الإيجابى فى توجيه الوكالة نحو تنفيذ أهدافها، خاصة أنها تمتلك الموارد والكفاءات اللازمة لذلك، خلافًا لكثير من دول القارة».

واختتم بقوله: «قضايا (النيباد) مهمة، وإذا تم تفعيلها بشكل جاد ستحقق الاستقرار داخل عموم القارة، فى مجالات رئيسية مثل الأمن الغذائى والأمن ومكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، وغيرها من الجرائم العابرة الحدود، والناجمة عن الفقر ونقص التعليم والخدمات».