رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول مركز لابتكارات الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط.. ما قصته؟

الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر

في 18 يناير 2023 ، عُقدت النسخة الأولى من قمة الإمارات للهيدروجين الأخضر كجزء من أسبوع أبوظبي للاستدامة تحت عنوان: "الطريق إلى صافي الصفر: رؤية الإمارات لتصبح مركزًا عالميًا لاقتصاد الهيدروجين الأخضر".

"نتطلع إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط؛ لأن هذا النوع من الطاقة هو أفضل حل لأزمة المناخ"، هكذا قال شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة الإماراتية، موضحًا خطة حكومة الإمارات لإنشاء مركز تحكم رئيسي لاقتصاد الهيدروجين الأخضر.

تفاصيل الأمر عُرضت أمام كافة المشاركين خلال القمة الافتتاحية للهيدروجين الأخضر، والتي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، للإعلان عن أن دولة الإمارات تهدف إلى قيادة مستقبل الهيدروجين الأخضر في العالم، من خلال الشراكات مع المؤسسات الدولية الكبرى، وجذب الاستثمارات المختلفة في هذا المجال.

يرى "الشريف" أن بلوغ هذا الهدف يتطلب مشاركة القطاع الخاص في تيسير جميع الإمكانيات التي تحتاج إليها مشروعات الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك توفير آليات بسيطة للنقل والتخزين على أساس التكنولوجيا الحديثة في تطوير البنية التحتية، الأمر الذي سيجعل التكلفة أقل من ذي قبل.


أول مركز لابتكارات الهيدروجين الأخضر

 

وشهدت القمة إطلاق مركز ابتكار الهيدروجين الأخضر الأول من نوعه ، بالشراكة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، والذي يلعب دورًا مهمًا في تقديم حلول سريعة ومبتكرة في هذا القطاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وتتضمن المهمة الجمع بين التقنيات الرئيسية اللازمة لإنتاج ونقل وتخزين واستخدام الهيدروجين الأخضر.

 

وتبين أن المركز يضم عددًا من المتخصصين من دول مختلفة (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وجنوب إفريقيا)، يعملون على تقديم السبل المناسبة لتمويل مشروعات الهيدروجين الأخضر وإنتاجها بأفضل شكل ممكنـ وتقديم كافة الاستشارات الممكنة في هذا الشأن.

 

كان الهدف من إنشاء المركز هو تطوير بعض القطاعات الرئيسية مثل استهلاك الطاقة في المباني، والتغلب على أزمة انبعاثات الكربون من عمليات الإنتاج الصناعي، وكذلك تقنيات تحويل النفايات إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا.

 

من المتوقع أن توفر شركة "Alai Power" ، إحدى الشركات الرائدة في مركز الهيدروجين الأخضر، منصات تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين في أسواق الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في أوائل عام 2024.

 

وأشار ألفريد والت الرئيس التنفيذي لشركة "Alai Power"، إلى أهداف توقيع هذه الشراكات بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من أجل تحسين البنية التحتية من خلال تزويدها بطاقة خلايا الوقود الهيدروجينية، والتي بدورها تولد الكهرباء من التوربينات البخارية التي تتفاعل مع خليط من الألومنيوم والصوديوم، لإطلاق الحرارة والهيدروجين في نفس الوقت دون إنتاج ثاني أكسيد الكربون.


حلم المستقبل

 

وكان أكد سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، وأحد المتحدثين في القمة، أن دولة الإمارات تمتلك الموارد الطبيعية والتكنولوجية التي تساعدها على تطوير عملية إنتاج الهيدروجين الأخضر، واستغلاله بشكل جيد للحصول على الطاقة النظيفة والمتجددة.

 

كما أشار إلى تطوير الاستراتيجية التي تتبناها دولة الإمارات بالتعاون مع المؤسسات الدولية، والتي تهدف إلى الاستحواذ على 25٪ من حصة سوق الهيدروجين العالمية بحلول عام 2050؛ من أجل إنتاج الهيدروجين النظيف وتقليل انبعاثات الكربون.

 

واختتم المزروعي في مؤتمر قمة الهيدروجين الأخضر بقوله: "قد يبدو الأمر صعبًا بالنسبة للبعض، لكن الإمارات لديها فرص ثمينة في تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر وسوق الطاقة العالمي بشكل عام".


تحديات الهيدروجين الأخضر

 

جواد خراز، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) وأحد الحاضرين في قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، يشرح في حديثه لـ "الدستور"، التحديات التي تواجه اقتصاد الهيدروجين الأخضر، بما في ذلك الاعتماد الكبير على الطاقات المتجددة والمياه لتسريع انتقال الطاقة، والاستثمار في طاقة إنتاجية ضخمة من الطاقة المتجددة، بحيث يتم تشغيل المحولات الكهربائية المسؤولة عن إنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يجعله مكلفًا للغاية.

 

كما يشير "الخراز" في حديثه مع "الدستور" إلى تحدي المياه، حيث يعاني الشرق الأوسط من ندرة المياه، ومن أجل إنتاج كيلو واحد من الهيدروجين الأخضر، نحتاج إلى حوالي 10 لترات من المياه النظيفة، ولكن من الناحية الفنية، يرى أن تحلية المياه تكفي لحل هذه المشكلة، وهذا بالفعل ما اتجهت الدول العربية إلى تنفيذه في السنوات الماضية.

 

ويوضح أيضًا أن التحدي الآخر هو أن تقنية الهيدروجين الأخضر ليست ناضجة بما يكفي دوليًا، لذلك نأمل أن يكون المركز الجديد مصدرًا لاستخدام التكنولوجيا في ابتكارات الهيدروجين الخضراء، حيث أن الإمارات العربية المتحدة رائدة في المنطقة العربية على الانتقال إلى اقتصاد الهيدروجين الأخضر، وتقليل الهيدروجين الكربوني.

 

وفي ختام حديثه، يؤكد "الخراز" أن دولة الإمارات تمتلك موارد ضخمة من شأنها أن تساعد في إنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التسهيلات التشريعية التي تقدمها حكومة أبوظبي، والشراكات التي وقعتها الحكومة مع المؤسسات الدولية في الشرق الأوسط؛ من أجل الوصول إلى حلول مبتكرة تساعد على توفير الهيدروجين الأخضر بتكلفة أقل وإنتاجية أعلى.