رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بين الروحانية والدم.. قراءة فى التصوف ومواجهة التكفير بكتاب لـ أحمد عمر هاشم

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

فرق كبير بين المقاومة والإرهاب، فالإرهاب هو أن يحاول شخص ما قتلك وأنت آمن في بيتك أو في طريقك أو في أي مكان دون جريرة، أما المقاومة فهي الموت وأنت تحاول فك أسر دولتك أو مقاومة لطغيان، لذلك لا يمكن تعريف ما يقوم به الفلسطينيون بأنه إرهاب لأنهم ببساطة يدافعون عن أرضهم، أو بالأحرى عن عرضهم.

بتلك الكلمات بيّن الدكتور أحمد عمر هاشم، الفرق بين الإرهاب والمقاومة، في كتابه عن التصوف.

الدكتور أحمد عمر هاشم

وضرب الدكتور أحمد عمر هاشم، مثلًا بما يحدث في فلسطين وما يحدث في مصر للتفرقة بينهما، وهذا ما انتهى إليه في كتابه الذي صدر عن دار المعارف ضمن سلسلة "في ظلال الإسلام"، تحت عنوان "التصوف في مواجهة التكفير والتطرف" في تسعة فصول وعبر 60 صفحة من القطع المتوسط.

فصول الكتاب جاءت تحت عناوين "التصوف وأثره في مواجهة التكفير والتطرف"، و"نبذ الإسلام للإرهاب"، و"ظاهرة العنف والاغتيال"، و"الدعوة إلى المحافظة على حرمة النفس وحقها في الحياة"، و"الدعوة إلى المحافظة على حرمة الاموال"، و"الدعوة إلى المحافظة على حرمة الأعراض"، و"في منهج الإسلام أمان من الانحراف والضلال"، و"تحقيقًا لعلاج الانحراف نوضح أصول الأخلاق في الإسلام"، و"خاتمة عن ثمرات التصوف".

غلاف الكتاب

تحريم قتل النفس البشرية

ويناقش أحمد عمر هاشم، بالأدلة والبراهين تحريم الإسلام لقتل النفس البشرية إلا بالحق، ويستشهد "هاشم" بالأحاديث والقرآن الكريم في الاستناد، ويؤكد أن ما يحدث لا يمكن أن يكون من الإسلام في شىء".

ففي فصل نبذ الإسلام للإرهاب يؤكد عمر هاشم، أن الإسلام برىء من هذا الأمر وأكد أن من يحمل السلاح فليس من المسلمين ويبرأ منهم تمامًا، حيث يقول الرسول الكريم: "من حمل علينا السلاح فليس منا"، كما يستشهد بالآية الكريمة من سورة النساء: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

ونوه هاشم إلى أن الأمر حين يستفحل فإنه يتطلب وقوفًا واحدًا ضد هذه الممارسات، وأن تكون كل القوى صفًا واحدًا في مواجهتها وقال رسولنا الكريم في هذا الامر: "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض".

وفي كتابه، لم يرفض الدكتور أحمد عمر هاشم الأمر فقط، لكنه كتب فصلًا في تحقيق علاج الانحراف، وكيف على المؤمن أن يكون، واستشهد بالعديد من الآيات فيما على المؤمن أن يكون، وفي الأخير اختتم الدكتور بفصل عن ثمرات التصوف.

ويضع الدكتور أحمد عمر هاشم التصوف بقيمه الروحانية الأصيلة ودعواته لنبذ العنف وغيرها في مواجهة التطرف والتكفير الهدام لكل قيم المجتمع.

ويشرح ويبين هاشم كيف أن التصوف قام على رؤية، أما الإرهاب فهو يقوم على استخدام السلاح والترهيب به ومن ليس معي فهو ميت، وأمور كثيرة يرفضها العقل.