رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. كيف حصل«مويان» على جائزة نوبل؟

الكاتب الروائي الصيني
الكاتب الروائي الصيني مو يان

ما إن أعلن عن فوز الكاتب الروائي الصيني “مو يان”، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1955، تناقلت وسائل الإعلام تصريحاته التي أشار خلالها عن قراءته لرواية “أولاد حارتنا” للحاصل مثله على جائزة نوبل الأديب المصري نجيب محفوظ.

 

ومن أبرز أعمال مو يان الروائية، روايته “الذرة الرفيعة الحمراء”، والتي كانت من أوائل أعماله الأدبية التي تعرف عليها القارئ المصري، فهي أولي أعماله المترجمة إلي اللغة العربية.

 

 ويدحض الناقد دكتور “محسن فرجاني”، مترجم رواية “الثور” لـ مو يان، أسباب حصول الأخير على جائزة نوبل في الآداب، مشيراً إلى أن ذلك يرجع لانتماء أدبه إلي “أدب  البحث عن الجذور”، وأن مويان واحد من الوجوه الأدبية الجديدة في الصين التي أسست لموجة أدبية جديدة بدءا من العام 1985، والتي سميت بـ “الموجة الجديدة”.

 

يصف “فرجاني” هذه الموجة بأنها: "بدت غريبة على أجواء الكتابة الروائية، وغمرت الساحة وشكلت اتجاها جماليا مختلفا عن الواقعية التقليدية، كان من روادها: هان شاوكون، آتشنج، جنغ وانلون، ليو سولان، و مو يان. حيث شقوا لأنفسهم مرحلة مختلفة من الوعي الجمالي الروائي، تنأي عن الوضوح والخط السردي الواحد، وأهملت القالب الروائي المكثف المكتمل الأركان، فأخذت بنصيب وافر من الدلالة الفلسفية الحديثة، وبنصيب أعظم من التلوين الأسطوري، واستقصاء اللاوعي الضمير الجمعي وأعماقه غير العقلانية، في منحي يكاد يتناقض مع منظومة الإبداع القصصي عموما.   

 

ــ عالم مو يان الروائي 

ويلفت “فرجاني” إلي أن في عالم مو يان الروائي، فإن الخلفية والحدث، وفصول الكتابة، وطبائع الشخصيات، والتعيين الوصفي للبيئة، كل ذلك يتحول إلي صيرورة استجابة عفوية لأحاسيس ذاتية، والفرق بينه وبين باقي الكتاب يتمثل في عدم وقوفه طويلا أمام جذوره الثقافية القديمة يتأملها بلا نهاية، حرصا علي اكتشاف ونشر وتعميم طاقة الحياة المستمدة من الجدود الأقدمين، لذلك فهو يجعل من تاريخ حياة الذين مضوا منذ زمن بعيد، لحظة بينية تنقضي سريعا في حاضر من يتناولهم السرد مما يخلق توترا حادا بين الشخصية في القصة والراوي في الحكاية، ومن ثم، فالوعي يمثل جسر انتقالي، عبر الرؤية السحرية، بين الموتي والأحياء، بين الأولاد المعاقين والأبطال الراحلين، فيتخلق عالم رابط بين نقيضين.  

 

ــ مو يان .. كنت أقوم بدور حكاء شعبي

في خطابه خلال تسلمه جائزة نوبل في الآداب عام 2012، وهو أول صيني يفوز بها، قال “مو يان”: في أعمالي الأولي، كنت أقوم بدور حكاء شعبي يتناول نصوصا حديثة، ويتواري بين ثنايا سطورها، حتي إذا جاء وقت كتابة رواية “الإعدام فوق خشب الصندل”، أخرجت الراوي من مخبئه ليتربع في صدارة المشهد، ولئن كنت في كتاباتي القصصية الأولى، مكتفيا بالمناجاة الذاتية، مغضيا عن الانتباه إلي القارئ، فقد بدأت من تلك الرواية تحديدا أشعر كأني وسط ساحة عريضة وأمامي جمهور حاشد ينصت لما أقصه عليه من متن روائي نابض بالحياة.

 

وشدد “مو يان” علي: أنا مشتغل بالحكي والرواية. ولأني مشتغل بالحكايا، فقد حصلت علي جائزة نوبل. 

 

تبقي الإشارة إلي أن من أشهر روايات الكاتب الصيني مو يان: الذرة الرفيعة الحمراء ، الثور ، الإعدام فوق خشب الصندل ، الضفادع ، لعبة الحياة والموت ، الصبي سارق الفجل ، مخدع من البللور ، ثلاثة عشر خطوة ، النجار وغيرها.