طارق زبادي: سعدت بتكريمي في «أجندة» والمعرض فرصة جيدة لشباب الفنانين

قال الفنان التشكيلي طارق زبادي، الأستاذ المتفرغ بكلية الفنون الجميلة قسم النحت، إن الفن يجعل هناك تواصل ما بين الأجيال، فلا يوجد جيل منفصل عن جيل، نحن تأثرنا بفكر من سبقونا الذين وضعوا مسارات نحن أضفنا إليها، والأجيال الشابة من تلاميذنا تواصل العمل والإبداع.

جاء ذلك على هامش مشاركته في معرض «أجندة» الفني، في دورته السادسة عشر  للفنون بمكتبة الإسكندرية، بمشاركة 158 فنان وفنانة من محافظات مصر.

وأعرب عن سعادته بدعوة منظمي المعرض بمكتبة الإسكندرية للتكريم والمشاركة بعرض عدد من  أعماله لمراحل مختلفة تلخص مسيرته، حيث شارك بـ 4 أعمال نحت، و3 أعمال رسم تصويري، مشيرًا إلى أن المعرض يتيح فرصة جيدة للفنانين وخاصة الشباب لعرض أعمالهم.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أن تجربته في النحت خاصة الأخيرة كان بها دمج بين خامة الخشب و خامة النحاس، حيث  نعتبر كل خامة لها طاقة ولها إشعاع، وأثبت من خلال دمجهما وجود تألف كبير جدا وتكامل بين الخامتين، مشيرًا إلى أن في الآثار القديمة نجد  قطع كثيرة من الأبواب الإسلامية تتكون من الخشب المصفح بالنحاس، وفي الآثار الفرعونية كان هناك أعمال نحت خشبية مُستكملة بالذهب، وهنا نجد أن بريق النحاس ودفء خامة الخشب  ينتج تكامل، وأصبح لزمة خاصة به في أدائه الأخير.

وتابع أننا وصلنا أن لغة التشكيل أو العمل الفني ذاته، يوازي العمل الموسيقى، حيث أنه لغة تعبر عن نفسها مثل النغمة المجردة، فهو علاقة تكامل العمل، شكل وفراغ، بروز وانخفاض، ملمس خشن وملمس ناعم، لكن الكيفية هي التي يكون بها الإبداع لذلك نجد هذه الظاهرة موجود في أعمال كثيرة بالفن التجريدي.

وأشار إلى أن هناك عملين من المعروضات، استشعر أن هناك علاقة بين العمل والساقية، مشيرًا إلى أن الخامة هي التي ساعدته، لأنه مقطع من شجرة ضخمة، وعند العمل بها بدأت تتشقق وهنا أوحت له بمسار معين في التشكيل، ليستجيب له ويحقق توازي بين إرادة الفنان وإرادة الطبيعة.

واستكمل أنه يشارك أيضًا بعمل نحت منذ 30 عام، وآخر عمره 50 عامًا وهو حالة نفسية سريالية، يعبر  كيف تخرج الفكرة من رأس الإنسان، وتم الرمز للفكرة بالطائر، ولكن المعالجة تشكيلية بحتة، حيث تبدأ الفكرة أدبية وتنتهي تشكيلية.

وأكد أن شباب الفنانين يحظون بفرص جيدة حاليًا، لم تتوفر لأجيال أخرى قائلًا: عندما تخرجنا لم يكن يوجد هذه الإمكانيات، لم يكن يوجد مكتبة الإسكندرية، والأنشطة المتعددة، والمسابقات الكثيرة، حيث يوجد سمبوزيوم أسوان لنحت الجرانيت، وقاعات عرض بمكتبة الإسكندرية، ومناسبات كثيرة واحداث في القاهرة وغيرها، ويجب على الفنان أن يتحرك ويكافح، لأن الفنان تحركه موهبته، فلا يستطيع السيطرة على نفسه، ولا بد أن يخرج الطاقة الفنية بأعماله.

وكان قد افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أمس الأربعاء، معرض «أجندة» الفني في دورته السادسة عشرة، بقاعتي المعارض الشرقية والغربية بمركز المؤتمرات بمبنى المكتبة، والذي يستمر حتى يوم السبت، 4 مارس المقبل.

وتحتفي مكتبة الإسكندرية من خلال الدورة السادسة عشرة لمعرض «أجندة» بعددٍ من ضيوف الشرف الذين صنع دأبهم تاريخًا وبصمة في ساحة الفن المصري المعاصر وهم: عصمت داوستاشي، وثروت البحر، وطارق زبادي، ومحفوظ صليب، أطال الله أعمارهم. فضلاً عن ذلك، فكان للراحلين الكبار أحمد نبيل سليمان، ومحمد الطراوي، وحسن الشرق نصيبًا من التكريم الذي يعكس الاهتمام عينه، فليس ثمة شك في أن تجاربهم تستحق كل تقدير.