رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التغير الديموغرافي الإخواني لمصر


نجحت الصهيونية العالمية في اختراق الهوية المصرية وتغيير الكثير ‏من جوانبها التاريخية في المكون الشخصي،‎`‎ذلك الاختراق جاء عن ‏طريق عوامل كثيرة ومتنوعة اجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا، والأداء الأهم ‏التي استخدمتها الصهيونية في ذلك الاختراق كانت جماعة الإخوان ‏الإرهابية، تلك الجماعة هي مكون ثقافي واجتماعي غير مصر، صناعة ‏بريطانية باعتراف جون كولمان، وهو ضابط سابق ووكيل المخابرات ‏البريطانية‎ «MI6» ‎الذي بحث إنشاء جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم ‏سري ماسوني، بدعم من مجموعة ضباط في الجهاز منهم‎ T. E. ‎Lawrence ‎وBertrand Russell ‎وSt John Philby، بهدف إبقاء ‏الشرق الأوسط إلى الوراء وتحت السيطرة.‏

‏ يذكر التاريخ ارتباط بريطانيا بتنظيم حسن البنا، الأمر الذي لا يمكن أن ‏ينكره شخص ولد بعد ظهور العلاقة السرية بين التنظيم والاستخبارات ‏البريطانية، منذ أن أسس حسن البنا التنظيم في مصر في مارس عام ‏‏1928 في الإسماعيلية بتمويل بريطاني بلغ 500 جنيه، وحينها كان ‏الجنيه يساوي 7.5 غرام ذهب، مما يعني أن المبلغ يساوي قرابة ‏مليوني جنيه، بل ومشاركة في التأسيس والدعم باعتراف البنا نفسه‎.‎
فهناك مقال كتبه سيد قطب يوضح انتمائه الماسوني بكل وضوح ‏وشفافية دون مواربة في مجلة "التاج المصري" لسان حال المحفل ‏الماسوني في عدد الجمعة 23 أبريل عام 1943، وصدرته المجلة ‏ليكون افتتاحيتها وكان عنوانه لافتا "لماذا صرت ماسونيا؟".‏
يقول سيد قطب في المقال: "السؤال سهل ميسور، والجواب من القلب ‏إلى القلب، فعرفت عندئذ أنى صرت ماسونياً، لأنني أحسست أن في ‏الماسونية بلسماً لجراح الإنسانية، طرقت أبواب الماسونية لأغذي ‏الروح الظمأى بالمزيد من الفلسفة والحكمة، ولأقتبس من النور شعلة ‏بل شعلات تضيء لي طريق الحياة المظلم، ولأستمد قوة أحطم بها ما ‏في الطريق من عراقيل وأشواك، ثم لكي أكون مجاهدا مع المجاهدين ‏وعاملا مع العاملين".‏

ومنذ تكوين تلك الجماعة  "الصهيوماسونية" منذ اكثر من مائة عام ‏استطاعت بقوة تغيير مكون الهوية داخل الشخصية المصرية، وقد ‏ساعدها علي ذلك توافر الإرادة السياسية لبعض أنظمة الحكم، وكانت ‏البداية من عند الرئيس السادات الذي تلاحمت قناعته الايدلوجية مع ‏تلك الجماعة فسمح لهم باختراق الثقافة المصرية وإدارة مناهج التعليم ‏والسيطرة علي النقابات، ومن ثم جاء نظام مبارك الذي هو امتداد ‏أصيل لنظام السادات فتغافل عن تواجدهم وترك لهم المجتمع بكل ‏مكوناته في مقابل ان يتركوا له كرسي الحكم، حتي انتزعوا منه ‏الكرسي فيما بعد.‏

وطوال سنوات تواجدهم إلي اعتلائهم كرسي حكم مصر فعلوا كل شيء ‏في مكون الشخصية المصرية، إلا شيء واحد وهو التكوين القبلي ( ‏العائلات ) للمجتمع المصري ظل راسخ قوي ممتد متماسك، وكان هناك ‏علاقة قوية بين مكون العائلات وبين جهاز امن الدولة العظيم تلك ‏العلاقة كان لها دور كبير في عدم ابتلاع الجماعة الإرهابية لكل مكون ‏الشخصية المصرية، وكان التخطيط الشيطاني لتلك الجماعة أثناء ‏اعتلاء كرسي حكم مصر هو فك العلاقة بين العائلات المصرية وبين ‏جهاز امن الدولة العظيم، فقاموا بمحاولة أضعاف هذا الجهاز الوطني ‏الكبير عن طريق تقليص تواجده في الشارع، وعملوا علي اختراق ‏المكون العائلي المصري القوي، كيف حدث ذلك؟ ‏

القاعدة الشعبية في القري والنجوع والأحياء الفقيرة للجماعة الإرهابية ‏ليس لهم ثقل عائلي لان الجماعة اعتمدت علي التمدد الاحتياجي ‏للمواطن فاستقطبوا الأيتام والفقراء والمهمشين، ولكن بدأت الخطة بعد ‏‏25 يناير 2011 مباشرة، عن طريق أرسال الأموال من الخارج للقاعدة ‏الشعبية للجماعة في القاع المصري ليقوموا بشراء الممتلكات وعمل ‏المشاريع وركوب السيارات الفارهة، وبذلك النفوذ المالي يستطيع ‏أولادهم الزواج من أولاد العائلات الكبيرة والتواجد المؤثر في القرار ‏العائلي للقرية أو النجع أو الحي، ورويدًا رويدًا بعد فك العلاقة بين تلك ‏العائلات وجهاز الأمن الوطني العظيم يحدث تغيير طبقي فيصبح هؤلاء ‏المهمشين وأولاد الفقراء والأيتام هم العائلات المؤثرة مستقبلًا في ‏القاع المصري بل والحاكمة له.‏
‏ ‏
والغريب والعجيب والمدهش ان تلك الخطة ما زالت تعمل بكفاءة وقوة ‏وسرعة بعد ثورة 30 يونيو، أمام صمت وتواري متعمد من مؤسسات ‏الدولة بل المدهش أيضًا ان عناصرهم الإرهابية التي كانت مشتركة في ‏جرائم أثناء وبعد ثورة 30 يونيو، تم رجوعهم إلى أعمالهم بكل سهولة ‏ومن تلك الأعمال (التربية والتعليم) والسؤال اطرحه دائما وانتظر إجابة هل الإجراءات التي تمت اثناء وبعد ثورة ٣٠ يونيو العظيمة كانت تهدف إلى إنقاذ الشعب من حكم الاخوان ام انقاذ الاخوان من ثورة الشعب ؟