رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوالغيط: على العالم أن يرى الحقيقة المخجلة وخطورة ما يسعى إليه الاحتلال فى القدس

أبوالغيط
أبوالغيط

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن القدس اليوم تئن تحت الوطأة الثقيلة لاحتلالٍ غاشم لا يكتفي بالاستيلاء على الأرض، وإنما يسعى أيضًا لتبديل الهوية وسرقة الذاكرة، وطمس التاريخ.

واعتبر الأمين العام، أن مؤتمر دعم القدس بحضور الزعماء الثلاثة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، يُعقد تنفيذًا لقرار اتخذته القمة العربية في الجزائر في نوفمبر الماضي، بدعم صمود أهل المدينة المقدسة.

وأضاف في كلمته خلال المؤتمر: «أهلنا المرابطون في القدس، والصامدون بكرامة في مواجهة سياسات وإجراءات إسرائيلية بالغة التطرف تهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية، وطمس الوجه التعددي للمدينة، وتهويدها، بشرًا وحجرًا، وإفراغها من سكانها الفلسطينيين، عبر القمع وتضييق الخناق وهدم المنازل وغير ذلك من الإجراءات المنافية للقانون الدولي الإنساني».

وشدد أبوالغيط، على أن هدف المؤتمر هو تعزيز صمود المقدسيين على أرضهم، مضيفًا: «لأنهم أصحاب هذه الأرض، تلك بيوتهم التي يُراد إخراجهم منها على مرأى من العالم كله، وهذا هو تاريخهم الذي يُراد محوه.. تاريخهم وتاريخنا جميعًا، نحن العرب، مسلمين ومسيحيين، الذين نتطلع إلى المدينة المقدسة بخشوع بالغ ومحبة راسخة في القلوب لأنها جزء من ذاتنا وهويتنا الدينية والحضارية والقومية». 

وأردف: «إننا، ومن خلال هذا المؤتمر، نخاطب العالم كله.. ونسمعه صوتنا: القدس مدينة تحت الاحتلال بواقع القانون الدولي، لا مجال للجدل في هذا، ولا يُمكن تغيير وضعها التاريخي أو مركزها القانوني بإجراءات أحادية، أو باستعراضات سياسية لا هدف لها سوى مكاسب داخلية يسعى لها أعضاء في حكومة يمينية متطرفة يهدفون لتسجيل النقاط مع ناخبيهم».

وأضاف الأمين العام: «نريد من العالم أن يرى الواقع على حقيقته، المخجلة والمُفزعة، وأن يُدرك خطورة ما يسعى الاحتلال إلى تكريسه في القدس الشرقية، وفي البلدة القديمة، وفي الأقصى المبارك.. وهنا أقول إن التطرف لا يولِد إلا تطرفًا مضادًا، والسعي إلى "تقسيم" الأقصى وطمس وجهه الإسلامي والعربي، لن يقود سوى إلى إذكاء الاضطرابات والعنف بلا نهاية».

كما لفت إلى مخاطبة العالم كله من خلال هذا المؤتمر، بمحاوره الثلاثة؛ السياسي والقانوني والتنموي، لكي نسمعه صوت الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال والعرب الذين يدعمون صمودهم النبيل، مضيفًا: «نقول إن تعزيز هذا الصمود هو واجب ومسئولية على كل العرب بل هو واجب على محبي السلام وداعمي التسامح والانفتاح في العالم على اتساعه».

وأوضح: «فالقدس جزء عزيز من تراث الإنسانية وإرثها الحضاري.. وضمان استمرار الوضع التاريخي والقانوني فيها دون تغيير لحين التوصل إلى سلام دائم ونهائي هو صمام أمن للاستقرار الإقليمي والعالمي».

واستطرد أبوالغيط: «إن هذا الحضور الكثيف، وتلك المشاركة على أعلى مستوى من القيادات العربية وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، لا بد أن توصل رسالة للعالم أجمع بأن القدس، بأهلها وتراثها ومقدساتها، تتعرض للخطر، وأن استمرار الأوضاع الحالية، واستمرار السياسات القمعية التي يتبعها الاحتلال، سيفضي إلى مزيد من التوتر والعنف والكراهية». 

كما أكد أن حل الدولتين، وهو البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يتعرض لتقويض ممنهج ومستمر على يد الاحتلال الإسرائيلي، ومن دون أفق لإنهاء الصراع وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقتنا.

واختتم: «إننا لا نترك للفلسطينيين سوى الإحباط واليأس.. وعلى محبي السلام في العالم السعي والعمل بجدية من أجل إنقاذ حل الدولتين من أيدي المتطرفين وكارهي السلام».