رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير الفيل: دخنت الشيشة مع خيري شلبي بينما فضل الحمامصي «الجوزة»

سمير الفيل
سمير الفيل

حول طقوس الكتابة، وهل ترتبط بأمر محدد كالتدخين مثلا، وهو ما أثاره نشر صورة للدكتور أحمد زويل وهو يدخن الشيشة بأحد المقاهي. 

وحول الأمر قال القاص والروائي سمير الفيل لـ“الدستور”: فترة ما قبل التجنيد كنت أكتب في أي مكان، دكان بيع الأحذية، ورشة الموبيليا، فوق سطح البيت، ولما انخرطت في كتيبة عسكرية بعد الحرب كنت أنتهز فترات الراحة بين طوابير التدريب فأكتب بقلم حبر على كراسة بسطور، حيث تصلني همهمات سرايا المشاة في تدريبات لا أحضرها فقد كنت ملحقا على سرية الهاون 82 مم، وعنها كتبت روايتي الأولى "رجال وشظايا".

وتابع “الفيل”: لم أكن أدخن، وفي الفترة من عام 1991 وحتى 1995 بدأت في تدخين الشيشة، وكانت مع صديقين عزيزين: فالح الصغير مدير تحرير جريدة  اليوم خارج مدينة الدمام، وأحمد سماحة في بيته قرب السوق العمومي.

واستطرد: لكنني عدت بهذه العادة وظللت على ذلك التوجه حوالي سنتين، وكان يأتي لدمياط في ملتقيات أدبية عدد من الكتاب المحبين للشيشة، منهم: خيري شلبي، ويوسف أبورية، أما عبدالعال الحمامصي ويسري العزب فقد كانا يفضلان "الجوزة" ويصحبهما في المشوار حسين البلتاجي.

تحولت كلية من الشعر إلى القصة، وإن كنت منذ التحول وحتى لحظتنا هذه أساهم في كتابة أغاني عدد من المسرحيات منها "خشب الورد"، "المجانين".

وتابع “الفيل”: طقوس الكتابة عندي خلت ومنذ عام 2000 من الدخان نهائيا، ولكنني أجهز بنفسي الشاي فأصبه في "كوباية" من الزجاج، ارتشف أول رشفة وهو ساخن ثم لا مشكلة في أن يبرد خلال كتابة النص. أخذت عن خالتي فاطمة مسألة غاية في الأهمية، وهي إمساك الكوب الزجاجي ووضعه في محاذاة مصباح مضيء لاعتدال المزاج برؤية اللون المائل للإحمرار.

وأضاف: تصاحبني حتى الآن عملية شرب أدوار شاي متعددة، تؤنسني في حالة الكتابة، التي أفضلها في الهزيع الأخير من الليل، حيث لا أحد مستيقظ سواي. هنا يشطح الخيال وأشاهد أبطال قصصي يتجولون في الساحات والأسواق وعبر الحدائق والمستشفيات، ومع دخول الكمبيوتر تخليت تماما عن الورقة والقلم وجاء ذلك بداية من العام 2002 وقتها تعرفت على "موقع القصة العربية" وكنت أقوم بتقديم نقد كامل عن القصص المنشورة يوميا.

لاحظ جبير المليحان مدير الموقع حين زار مصر أنني خلال الندوات أحرص على تدوين الأحداث، وهو شكل من أشكال التوثيق الذي يفيدني .

ولفت “الفيل” إلي: جربت الكتابة في المقهى، ولم أتوغل في التجربة لأن الكتابة عندي تتضمن السرية، وعدم اطلاع أي أحد على النص قبل اكتماله، وإلا فسد وطاله العطب. كنت قد التقيت صلاح عبد السيد وقال لي أنه يستحم ويتعطر قبل البدء في كتابة نصوصه القصصية.

وأتم: أنا واحد من الناس الذين يمكنهم الكتابة في أي وقت وتحت أي ظرف وهو ما تعلمته خلال عملي الصحفي بجريدة "اليوم" فترة التسعينيات. في فترات التوقف اتجه لعمل أشياء ثقافية أخرى، أهمها تحويل قصص الأصدقاء والصديقات إلى نصوص مسرحية، وهو الشيء الذي جمعني بمحمد الشربيني عندما حول ديوان "الخيول" إلى عرض مسرحي "غنوة للكاكي" في الهرجان الأول لنوادي المسرح 1990 والذي حضره حسين مهران وسعد أردش، وعبدالرحمن علي، وحمدي سرور مدير عام الرقابة.