رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 أضعاف عن غيرهم.. سكان تركيا وسوريا الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الصدمة

زلال تركيا
زلال تركيا

على الرغم من أنه قد كتبت لهم حياة جديدة وسط 16 ألف ممن راحوا ضحية زلزال تركيا وسوريا إلى الآن إلا أن الناجين من هذا الزلزال سيواجهون بعد ذلك بآثار تدميرية ليست على المستوى البدني كما لاقوه الضحايا المتوفون، ولكنهم سيُواجهون بأثار نفسية خطيرة كما بيّن الأطباء، فيصبحون هم كذلك ضحايا لتلك الفاجعة، ولكن هم الضحايا الأحياء لها، وذلك من خلال ما يعرف بإصابتهم باكتئاب ما بعد الصدمة.

 

واكتئاب ما بعد الصدمة هو اضطراب القلق المرهق الذي يحدث بعد التعرض لحدث صادم أو مشاهدته، وقد يتضمن الحدث تهديدًا حقيقيًا أو متوقعًا للإصابة أو الموت، ويمكن أن يشمل ذلك حدوث كارثة طبيعية، أو حرب، أو اعتداء جنسي أو جسدي، أو وفاة غير متوقعة لشخص عزيز، أو أي صدمة أخرى.

 

"الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين وغيرها تترك بالطبع أثارًا على الناجين نفسية سيئة تجعلهم هم الأكثر عرضة للاكتئاب والقلق" يقول الدكتور هشام ماجد استشاري الصحة النفسية في حديثه لـ "الدستور" إن شعوب المناطق الأكثر عرضة لحدوث الزلازل والكوارث الطبيعية وجد العلماء أنهم هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق بمعدل 3 أضعاف الأشخاص المقيمين في أماكن غير معرضة للكوارث الطبيعية.

وتابع هشام، أن الأزمة في الآثار النفسية التي تتركها الكوارث الطبيعية في نفوس الناجين منها لا تظهر في الغالب عليهم فور وقوع الكارثة مثل الأثر العضوي الذي يحدث في وقتها، ولكن قد يقع التأثير النفسي للكوارث بعد أيام أو بعد شهور أو أيضًا بعد سنوات طوال من وقوعها، وذلك كأن يحدث ما يعرف بـ"الفلاش باك" للأحداث وتذكرها والرعب والهلع بسببها.

 

وأكد أن أكثر المعرضين للأثار النفسية الناتجة عن معايشة الكوارث الطبيعية هم الأطفال والنساء وكذلك كبار السن، وأيضًا من يعانون بالأساس من بعض الاضطرابات النفسية.

 

وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن الحل يكمن في مواجهة المشكلة وليس إنكارها، وذلك كالاعتراف للطفل بأنه هناك مشكلة بالفعل والتوضيح له أنها ظاهرة طبيعية لا تحدث كثيرًا، وينتج عنها بعض الأضرار كما أنه قد نجا منها وأصبح بخير وأن الأمور ستعد إلى طبيعتها، كما أشار إلى إعطاء الفرصة للطفل ولغيره من الناجين التعبير عن مشاعرهم سواء كانت الخوف أو القلق أو البكاء، مؤكدًا أن كبت المشاعر في هذه الأمور سيؤدي إلى أضرار عكسية.

 

وأشار كذلك إلى دور المجتمع في تقديمم الدعم النفسي للناجين من الكوارث الطبيعية من خلال إطلاق فرق طبية لتقديم هذا الدعم أو إطلاق الخطوط الساخنة من خلال المؤسسات النفسية للتعامل مع الحالات التي تظهر عليها أي بوادر لاضطراب ما بعد الصدمة.

 

اكتئاب بعد 37 عامًا من زلزال تانغشان

وكانت قد كشفت نتائج دراسة حول العلاقة بين زلزال تانغشان العظيم، الذي يعد أحد أسوأ الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها الصين، وبين حالات الاكتئاب بعد 37 عامًا، أن تجربة الزلزال ارتبطت بالاكتئاب بين الناجين الثكالى والنساء والأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا في وقت وقوع الزلزال.

 

إذ كشفت النتائج أن من بين 5024 مشاركًا، تعرض 641 شخصًا لزلزال تانغشان، وعانى 98 من الفجيعة بسبب الزلزال. وبعد 37 عامًا من الزلزال وتوابعه، كان الناجون الذين فقدوا أقاربهم خلال الزلزال ما يقرب من ثلاثة أضعاف أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بالمقارنة مع أولئك الذين لم يتعرضوا للزلزال، في حين أن أولئك الذين لم يفقدوا أقارب في الكارثة كانت احتمالات معاناتهم من الاكتئاب أكثر بحوالي 1.69 مرة.

 

وأظهرت التحليلات الطبقية أن الزلزال كان مرتبطًا بشكل كبير بالاكتئاب لدى النساء ممن فقدوا أقارب وجيرانا لهم أو بدون ثكل. وشملت التأثيرات النفسية لاضطرابات ما بعد الصدمة الذكور، الذين كانت تزيد أعمارهم عن 18 عامًا في وقت وقوع الزلزال.