رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما هو «قانون قيصر» الذى منع العالم من مساعدة سوريا؟

زلزال سوريا
زلزال سوريا

رغم قسوة المشاهد في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضربها مع تركيا؛ إلا أن الولايات المتحدة أكدت أن هناك عقبات كبيرة تمنع وصول المساعدات لمستحقيها في سوريا، وهو ما جعل أغلب دول العالم تخشى إرسال دعم ومساعدات إلى سوريا التي كانت تعاني قبل الزلزال الذي ضاعف من معاناتها؛ إلا أن الخوف من رد الفعل الأمريكي اختفى تمامًا أمام إصرار العرب على دعم أشقائهم في سوريا، فغالبية الدول العربية انتفضت لإرسال مساعدات عاجلة وفرق إنقاذ لمساعد المتضررين من الزلزال المدمر ضاربين بعرض الحائط "قانون قيصر" الأمريكي الذي يمنع وصول المساعدات إلى سوريا.. ما هو قانون قيصر؟


قانون قيصر
ينسب اسم قانون "قيصر" إلى مصّور سوري مجهول التقط عدد من الصور لمئات الآلاف من المعتقلين في سوريا الذين تعرضوا للتعذيب والقتل بشكل دموي في الفترة بين عامي 2011 و2014، وعرض الصور في متحف "الهولوكوست" بالولايات المتحدة.


وفي يناير 2014، أصدر فريق من المحققين الدوليين في جرائم الحرب والخبراء الجنائيين تقريرا يقيم «مصداقية منشق من سوريا، كان يخدم في الشرطة العسكرية للحكومة السورية»، الذي «هرب أثناء عمله عشرات الآلاف من صور جثث صورها هو وزملاؤه» أبلغ الخبراء أن المنشق السوري الذين أطلقوا عليه اسما رمزيا هو قيصر، هرّب ما يقارب 55 ألف صورة هو وسوريون آخرون.

منع دخول المساعدات
الخبراء الذين قابلوا قيصر فحصوا مؤهلاته العسكرية، وأجروا تحاليل الطب الشرعي لعيّنة من 5500 صورة (قدروا أنها تمثل 1300 جثة). وجدوا أن 42% من الجثث مصابة بالهزال، وبدت علامات الإصابة بصدمات على 20% منها، كما لاحظوا أن هناك صورا لأشخاص بدا عليهم تغير اللون وتقرحات في منطقة القدمين وقصبة الساق بالأساس، وهو ما آثار ضجة واسعة دفعت المنظمات الحقوقية للمطالبة بإجراء تحقيقات سريعة، احتاج الاتفاق على قانون القيصر مدة طويلة حوالي ست سنوات، حيث ينص القانون على فرض عقوبات اقتصادية وقانونية تنال حوالي 39 شخصية سورية معروفة، وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته، إضافة إلى منع دخول أي مساعدات إنسانية إلى سوريا.

 

العرب يتحدون قيصر
إلا أن الدول العربية لم تقف موقف المتفرج أمام معاناة شقيقتها، بل سارعت غالبية الدول في تقديم المساعدة وعلى رأسها مصر والجزائر والإمارات والعراق وسلطنة عمان والأردن وتونس والسعودية، وبعيدًا عن الأشقاء أرسلت روسيا والهند وباكستان وإيران مساعدات عاجلة لسوريا، متحدين بذلك قانون قيصر وداعمين لأشقائهم من ضحايا الزلزال.

 

الأشقاء
البداية كانت مع الدولة المصرية التي أرسلت إلى سوريا 3 طائرات تحمل مساعدات إنسانية وطبية، إضافة إلى وصول فريق إغاثة إلى شمال حلب حسبما أعلنت العربية في نبأ عاجل لمساعدة الضحايا.


كما أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري، بينما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعب السوري، كما أرسلت الجزائر فرق مساعدة من الدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة كما أرسلت مساعدات طبية إلى المناطق المتضررة، وشاركت تونس بإرسال طائرة عسكرية محملة بشحنة من المواد الغذائية والأغطية والأدوية بالإضافة إلى فريق من الحماية المدنية مختص في البحث والإنقاذ من تحت الأنقاض.

 

تراجع أمريكي
التحرك العربي أجبر الولايات المتحدة على الخروج لإعلان أن المساعدات الإنسانية مستثناة من العقوبات الأمريكية، وهو ما أكده المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية سامويل وربيرج، الذي أكد أن بلاده سترسل مساعدات إنسانية لجميع المناطق في سوريا، مضيفًا  أن الرئيس الأميركي جو بايدن "كان واضحاً جداً في بيانه، والذي قال فيه إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدة لازمة بدون أي قيود أو حدود"، مشددًا على إنه ليس هناك أي عراقيل أو حواجز أمام إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري في ظل العقوبات الأمريكية أو الأممية.