رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزها السيارات والمنسوجات.. كيف يؤثر الزلزال على التبادل التجاري بين مصر وتركيا؟

أرشيفية
أرشيفية

بعد الزلزال الدامي الذي ضرب كلًا من سوريا وتركيا مخلفًا وراؤه آلاف الضحايا من البشر الأبرياء، هناك بعدًا آخر للخسائر الذي خلفها هذا المدمر، وهي الخسائر المادية التي تؤدي بدورها إلى أضرار اقتصادية جمة ليس على تركيا وحدها بل على الدول المتعاملة اقتصاديًا معها أيضًا ومن بينها مصر، وذلك بتأثر كل من حركة الاستيراد والتصدير بينهما.

خلال عام 2022 وحده، بلغت قيمة الواردات التركية من مصر نحو مليار و722 مليون دولار، في حين قدرت الصادرات التركية إلى مصر بحوالي 3 مليارات و134 مليونا في العام نفسه، وفقاً لإحصائيات معهد الإحصاء الوطني في تركيا.

وتعد أبرز المواد والمنتجات التي تصدرها تركيا إلى مصر هي المنتجات والمواد الكيميائية والبلاستيكية والمطاط ومنتجات النسيج والملابس الجاهزة والمعادن والذهب والزيوت البترولية والماكينات والمنتجات الزجاجية، والزجاج الخام والغذائيات والمنتجات الزراعية.

أما أبرز ما تستورده تركيا من مصر فيتمثل في المنتجات والمواد البترولية والمعادن ومنتجاتها الصناعية والمنسوجات والملابس والمعدات والآلات الكهربائية والكيميائيات والمواد البلاستيكية والمطاط والسيارات والمحركات والورق والمواد الغذائية والمواد الزراعية والذهب ومنتوجات الحلي.

في حديثه "للدستور" أكد الخبير الاقتصادي أحمد أبو علي، أن مصر هي ثاني أكبر بلد عربي يصدر منتجاته إلى تركيا، كما أنها في الوقت نفسه ثالث أكبر دولة عربية تستورد من تركيا، مشيرًا إلى أنه بالفعل سيؤثر الزلزال الأخير الذي وقع في تركيا على حركة الاستثمار وكذلك الاستيراد والتصدير بين البلدين، موضحًا أن ذلك سيكون دافعًا لدخول عدد كبير من الشركات العاملة في قطاع التشييد والبناء للمشاركة في عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة من جراء الزلازل.

وتابع أنه من المتوقع حدوث زيادة كبيرة في حجم الصادرات المصرية لتركيا، خاصة وأن الزلزال أثر سلبًَا علي العديد من مراكز الإنتاج والتصنيع داخل تركيا، مما سيجعلها  تعتمد على الاستيراد خلال الفترة القادمة في توفير احتياجاتها المحلية وخاصة من السلع الاستهلاكية.

في الوقت نفسه أشار الخبير الاقتصادي إلى أنه حال تعرضت المصانع الكبرى في تركيا التي تصدر لمصر المنتجات مثل السيارات، والمنسوجات وغيرها إلى الضرر جراء هذا الزلزال سينتج عن ذلك إلى توقف الإنتاج مؤقتًا، وبالتالي التأثير على توافر هذه المنتجات في مصر فترة ما، مضيفًا أن هناك العديد من الموانئ التركية التي تضررت جراء الزلزال، وبالفعل سيكون لذلك تأثير سلبي أيضًا على حركة نقل المنتجات من تركيا إلى جميع ا لبلدان، ومنهها مصر.

إلا أنه أكد بقوله أن الشركات التركية بشكل عام تمتع باستثمارات مباشرة في العديد من المجالات في مصر، مثل السيارات والبنوك وصناعة الزجاج والبناء والطاقة، موضحًا أن التوقعات تشير إلى أن هذه الاستثمارات ستشهد زيادة ملحوظة الفترة المقبلة على الرغم من وقوع الزلزال، كما تأمل الشركات التركية بأن تصل استثماراتها بمصر إلى 15 مليار دولار، وزيادة التبادل التجاري إلى 20 مليارًا، فضلًا عن تنشيط السياحة وزيادة عدد الرحلات الجوية أسبوعيا.

وحسب بيانات معهد الإحصاء ووزارة التجارة التركيين، بلغت قيمة الصادرات إلى مصر 21.9 مليار دولار بين عامي 2014-2022، ووصلت الواردات من مصر 12.1 مليارا في نفس الفترة، حيث يتبين أن تركيا -التي تصدر ما قيمته 3 مليارات دولار سنويا إلى مصر- حرصت على المحافظة على علاقاتها الاقتصادية مع القاهرة.

وعلى صعيد آخر ، تعتبر تركيا اليوم إحدى الوجهات السياحية على مستوى الإقليم والعالم، وعاصمة لصناعة النسيج، وتعد مدينه "غازي عنتاب" أكثر المدن التركية المتضرره من الزلازل، أحد أهم المدن الصناعية القويه في تركيا، إذ أن عدد الشركات الصناعية الكبيرة التي تم إنشاؤها هناك، تمثل 4% من الصناعة التركية بشكل عام، والصناعات الصغيرة تشكل 6%.

وتُعرف المدينة بأنها مركز اقتصادي في مناطق شرق وجنوب شرق الأناضول، بالإضافة إلى المنشآت الكبيرة الحجم، يوجد بالمدينة متاجر وورش تصنيع صغيرة كما أنه من المعروف عنها أنها مركز إنتاج مهم ورائد في تركيا للعديد من القطاعات.

وتعمل في المنطقة شركات في ثمانية قطاعات مختلفة، هي المواد الخام، والمنسوجات، والكيماويات والبلاستيك، والآلات والمعادن، ومقاولو السيارات من الباطن، ومقاولو البناء، والجلود والمنتجات الجلدية المصنعة، وصناعات منتجات الورق والخشب.

وغازي عنتاب هي رابع أكبر محافظة من حيث حجم صادراتها بإجمالي 5012 شركة توظف 180 ألف شخص في المحافظة؛ ومن المتوقع هذا العام أن تسهم غازي عنتاب لعام 2023 هي 30 مليار دولار في الصادرات وعدد العمالة 350 ألف.