رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس يستمع إلى مآسي الأطفال النازحين في جنوب السودان

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

التقى البابا فرنسيس، اليوم السبت، في جنوب السودان بأطفال نزحوا بسبب الصراع واستمع إليهم وهم يروون المصاعب التي يواجهونها في المخيمات، وقال لهم إنهم سيبنون مستقبلا أفضل لجنوب السودان من خلال التخلي عن الكراهية العرقية والتحلي بالتسامح.
وزار بابا الفاتيكان جنوب السودان برفقة رئيس أساقفة كانتربري جوستين ويلبي ومنسق الجمعية العامة لكنيسة اسكتلندا إيان جرينشيلدز فيما أطلق عليها "رحلة السلام". وتعد هذه الزيارة المشتركة الأولى من نوعها في التاريخ المسيحي.
واستقل جنوب السودان عن السودان في عام 2011 بعد صراع استمر لعقود لكن حربا أهلية اندلعت في عام 2013. وعلى الرغم من اتفاق السلام المبرم عام 2018 بين طرفي الصراع الرئيسيين استمرت نوبات القتال العرقي في قتل وتشريد أعداد كبيرة من المدنيين.
وفي اجتماع في العاصمة جوبا، استمع الزعماء المسيحيون الثلاثة إلى شهادات أدلى بها أطفال نازحون من بينهم جونسون جوما أليكس (14 عاما) والذي يعيش في مخيم منذ 2014 بعد فراره من مسقط رأسه بسبب القتال.
وأخبرهم أليكس "الحياة في المخيم ليست جيدة لأن المنطقة صغيرة ومزدحمة". وكان الفتى يقرأ بصعوبة من نص معد بالإنجليزية، وهي ليست لغته الأم.
وأضاف "لا توجد مساحة كافية للعب كرة القدم. كثير من الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة لأنه لا يوجد ما يكفي من المدرسين والمدارس لنا جميعا". وبعد أن تحدث، صافح أليكس الزعماء الثلاثة بحرارة.
ووفقا للأمم المتحدة، هناك 2.2 مليون نازح داخليا في جنوب السودان من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 11.6 مليون. وفر 2.3 مليون من البلاد كلاجئين.
وينتشر الفقر المدقع والجوع في جنوب السودان حيث يحتاج ثلثا السكان إلى المساعدة الإنسانية نتيجة للصراع وفيضانات كارثية استمرت ثلاث سنوات.
وقال البابا فرنسيس للأطفال بعد الاستماع لقصصهم في الحدث الذي أقيم في موقع تم إعداده مسبقا ويتسع لحوالي 2500 شخص "لا يمكن أن
يكون هناك مستقبل في مخيمات النازحين".
وأضاف "نحن بحاجة، كما طلبت أنت، يا جونسون، أن يكون لكل الشبان مثلك الإمكانية لأن يذهبوا إلى المدرسة، وأيضا أن يلعبوا
كرة القدم". 

* "قلبي ينفطر"
 

قال البابا فرنسيس إن الأمل في مستقبل جنوب السودان يكمن في أطفال من مجموعات عرقية مختلفة، عانوا وما زالوا يعانون، لكنهم لا يريدون الرد على الشر بمزيد من الشر.
وأضاف "إن كانت الصراعات وأعمال العنف والكراهية مزقت الصفحات الأولى من حياة هذه الجمهورية وأزالت عنها الذكريات الجميلة، كونوا أنتم من يعيد كتابة تاريخ السلام".
وأردف "أنتم الذين تحملون في داخلكم ماضيا يعصره الألم، ومع ذلك لم تتوقفوا قط عن أن تحلموا بمستقبل أفضل. نحن اليوم، في لقائنا معكم، نريد أن نعطي أجنحة لآمالكم".
وأثارت المنسقة الإنسانية المقيمة للأمم المتحدة في جنوب السودان، سارة بيسولو نيانتي، قضية العنف الجنسي المتفشي ضد النساء والفتيات، اللواتي قالت إنهن يتعرضن لمضايقات في أثناء قيامهن بأعمالهن الروتينية اليومية.
ورد البابا بدعوة الجميع في جنوب السودان لاحترام المرأة.
وقال "من فضلكم: احموا واحترموا وقدروا وكرموا كل امرأة وطفلة وفتاة وشابة وبالغة وأم وجدة. من دون ذلك لن يكون مستقبل".
وفي وقت سابق، تحدث رئيس الأساقفة ويلبي، زعيم الطائفة الأنجليكانية عالميا، عن مشاكل جنوب السودان العديدة في قداس في
الكاتدرائية الأنجليكانية في جوبا، حيث خرج الآلاف من المصلين إلى الشوارع.
وقال "قلبي ينفطر. بالكاد أستطيع أن أتحدث بحزن عن جنوب السودان".
وأضاف "أتوسل على كل المستويات، من الرئيس إلى أصغر طفل... أن يكون هناك سلام وحكومة جيدة، ولا أحد يسرق المال، ولا أحد يقتل جاره من أجل الماشية".