رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل الأموات على الشاشة

كثيرون هم من آمنوا بإمكانية التواصل مع الأموات، ربما لإطفاء احتراق صدورهم شوقًا للأقرباء المتوفين وربما التعرف إلى بعض الأسرار التى لم يتمكنوا من كشفها فى أثناء حياة من ماتوا دون التصريح عنها، أو ربما لتوصيل إحدى الحقائق المهمة التى سوف تساعد الأحياء فى الكشف عن الأشرار من متسببي الموت للمتوفى صاحب الرسالة، وهناك آخرون لم يصدّقوا ذلك باعتباره أمرًا مستحيل الحدوث، هؤلاء هم من يصارعون المؤمنين برسائل الموتى حيث يطعنون فى إيمانهم، ومن هذا المنطلق قدمت السينما المصرية العديد من الأفلام التى ناقشت تلك القضية، وبين مؤيد ومعارض يبقى الموتى فى أحلامنا ومحيط حياتنا رغم نفي جميع التحليلات العلمية لإمكانية حدوث ذلك.

استغاثة من العالم الآخر 

طرح فيلم "استغاثة من العالم الآخر"، إنتاج 1985، موضوعًا جديدًا ومثيرًا للجدل والمناقشات حول ظاهرة استقبال رسائل من الموتى، خاصة أن الفيلم  يؤيد هذه الظاهرة، حيث تتداخل الأحداث من خلال مناقشات علماء النفس لإثبات صحة تلك الظاهرة، خاصة في المناظرة العلمية التي دارت في قاعة المحكمة. فقد دارت أحداث الفيلم حول فتاة تُدعى تهانى، قامت بدورها بوسي، التى تملك من الشفافية ما يجعلها تستقبل رسائل الموتى وتفسر ما يريدون إخبارها به، فيظهر لها طبيبها المقتول فى أحلامها ليخبرها عن الكيفية التى قُتل بها وشخصيات القتلة، مما يجعل الأمر صعب التصديق أمام جهات الشرطة والنيابة، فيتم اتهامها شخصيًا بقتل الطبيب حتى تكتشف بمساعدة القتيل أن زوجته وشريكها هما من قاما بارتكاب جريمة قتله.

الفيلم من بطولة بوسى وفاروق الفيشاوي ومعالى زايد، تأليف أحمد عبدالرحيم وإخراج محمد حسيب.

ربما كان نجاح فيلم استغاثة من العالم الآخر بمثابة شرارة انطلاق أفلام الغيبيات والمؤثرات النفسية والغموض وأحيانًا الرعب، فبعد هذا الفيلم- وفى العام نفسه- قام كل من مؤلف ومخرج فيلم استغاثة من العالم الآخر بتقديم فيلم "الكف" الذى يدور حول أب يفقد ابنه فى حادث رصاصة طائشة ليلة زفافه فيتذكر الأب مقابلته بأحد قارئى الكف منذ أربعين عامًا والذى تنبأ له بأنه سوف ينجب ثلاثة أبناء وسوف يموتون جميعًا ليلة زفافهم، وبعد موت الابن الأول يلحق به الابن الثانى فى يوم زفافه أيضًا، مما دفع الأب إلى البحث عن العراف الذى اكتشف موتهم من سنوات، واصل البحث لمعرفة ما جرى فى حيوات أصدقائه ممن قرأ كفوفهم العراف نفسه، فيجد أن جميع ما تنبأ به العراف لأصدقائه قد تحقق بالفعل، مما يثير الرعب فى قلب الأب ويمنع ابنه الثالث من الزواج بخطيبته التى عارضت الخرافة بشدة وأصرا كلاهما على إتمام مراسم الزواج، وفى ليلة زفافهما وأثناء استقلالهما الطائرة المتجهة للخارج، وقع حادث ضخم أسفر عن تحطم الطائرة وموت معظم ركابها عدا الابن الثالث وعروسه. 

الفيلم من بطولة فريد شوقى ومديحة يسرى وآثار الحكيم وفاروق الفيشاوى، من تأليف أحمد عبدالرحمن وإخراج محمد حسيب.

ما زال الموتى يحادثوننا

عن رواية "النبيل" للكاتب الأمريكي "راسل هنتر"، قام المخرج ياسين إسماعيل ياسين بتمصير فكرة الرواية ومعالجتها سينمائيًا من خلال سيناريو وحوار من تأليفه فى فيلم شاع الرعب فى نفوس المشاهدين لسنوات طويلة منذ إنتاجه عام 1988، حيث يدور الفيلم حول فكرة رسائل الموتى نفسها التى سادت فترة ثمانينيات القرن الماضى، حيث يتلقى دكتور هاشم رسالة من طفل تم قتله غدرًا على يد زوج أمه الطامع فى ميراث زوجته، فقام بقتل ابنها ووريثها الوحيد ليستبدله بطفل آخر لقيط يستطيع أن يرث الثروة عن طريقه، يبعث الطفل المقتول رسالة إلى الدكتور هاشم الساكن الجديد بمنزل عائلة الطفل مبررًا اختياره له لكى يبوح بمأساته أن الدكتور هاشم فقد ابنته أيضًا وأصبحت فى عداد الأموات، فهو يعلم جيدًا إحساس موت طفل، فيقوم هاشم باستخراج جثة الطفل من البئر التى غرق فى قاعها ومن ثم دفنه، وفى النهاية يموت الشخص البديل للطفل القتيل إثر أزمة قلبية بعد معرفته بحقيقة نسب عائلته فى مشهد مرعب من بكاء صورة والده المزور دمًا.

الفيلم بطولة عزت العلايلي وإيمان وأنور إسماعيل، سيناريو وإخراج ياسين إسماعيل ياسين.