رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تنسيق مستمر».. شكرى من موسكو: التجارة البينية مع روسيا تزداد.. والتوسع فى تبادل السلع

شكري ونظيره الروسي
شكري ونظيره الروسي

كشف وزير الخارجية سامح شكرى عن أن مباحثاته مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، التى عقدت فى العاصمة الروسية موسكو، أمس، ركزت على الهدف المشترك لتطوير العلاقات بين البلدين على كل المستويات، بما يخدم مصالح شعبيهما.

وأعرب «شكرى»، فى كلمته خلال مؤتمر صحفى مشترك مع «لافروف»، عن سعادته بالمفاوضات مع نظيره الروسى، التى امتدت لأكثر من ساعتين، وتناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين فى تزايد مستمر، واستمرار الاعتماد على السلع المتبادلة بينهما أمر مهم، وجار الحفاظ عليه والتوسع فيه.

وقال وزير الخارجية: «سنستمر فى تواصلنا الوثيق فيما بيننا لدعم العلاقة الثنائية، ونعتز بالاحتفال بـ٨٠ عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسنستمر فى التنسيق الوثيق والعمل المشترك على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».

وأضاف: «الوضع الاقتصادى العالمى يفرض تحديات عديدة، ومن الأهمية مراعاة الضغوط التى تواجه الدول النامية ومن ضمنها مصر، وإيجاد الآليات الملائمة لرفع هذا العبء عن الشعوب التى تتطلع لمزيد من التنمية والوفاء بتطلعات شعوبها».

وأشار وزير الخارجية إلى أنه ناقش مع نظيره الروسى الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وشدد على اهتمام مصر، كما يهتم المجتمع الدولى كله، بالتوصل إلى الظروف التى تسمح بانتهاء المواجهة العسكرية فى أوكرانيا.

وأضاف أنه «فى إطار المنطقة العربية، تناولنا القضية الفلسطينية والتطورات الأخيرة، وأهمية وجود تهدئة وعدم تصعيد، والامتناع عن الإجراءات الأحادية التى تؤدى إلى تعقيد الموقف، وضرورة إيجاد الإطار السياسى اللازم لإنهاء الأزمة على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، وتكثيف الجهود الدولية واضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، للتوصل إلى حل نهائى يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى».

وواصل: «فيما يتعلق بالاتصالات والتعاون القائم بين مصر وروسيا حول القضية الفلسطينية، فإن روسيا دولة دائمة العضوية بمجلس الأمن وطرف فى الرباعية الدولية، ومهتمة بالقضية الفلسطينية وداعمة للحقوق الفلسطينية، ولا غنى عن استمرار التواصل بين مصر وروسيا، وإيجاد الأطروحات التى تعزز من الالتزام بقواعد الشرعية الدولية، والاعتماد على التوصل إلى حل نهائى على أساس حل الدولتين».

وأكمل «شكرى»: «مصر مستمرة فى التنسيق الوثيق مع روسيا، من أجل الدفع قدمًا بجهود التسوية، وإنهاء الأزمة الراهنة، وتتطلع لهذا الجهد المشترك بالتعاون مع الشركاء الآخرين، بأن يؤتى بمسار سياسى يخرج من دائرة الصراع والتصعيد، التى لا تخدم مصالح الاستقرار، وقد تؤدى إلى تنمية التوجهات المتطرفة والعمل العسكرى والصراع، وهذا لا يصب فى مصلحة دول المنطقة أو جهودها للارتقاء بالتعاون والعمل على الوفاء بالالتزامات الخاصة بشعوبها».

وأشار إلى تناول الأوضاع فى ليبيا، وجهود مصر من أجل إيجاد توافق ليبى- ليبى يؤدى إلى انتهاء المرحلة الانتقالية، ويقود إلى انتخابات يعبر فيها الشعب الليبى عن إرادته، ويشكل حكومة تمثل مصالحه وتنهى وجود القوات الأجنبية والميليشيات، وتعيد مقدرات الشعب الليبى إليه.

ونبه إلى ضرورة الحفاظ على أطر الشرعية المتمثلة فى المؤسسات الليبية، و«اتفاق الصخيرات»، وما تلى ذلك من توافقات «ليبية- ليبية» وعدم تجاوز ذلك، من خلال التعامل مع مؤسسات انتهت ولايتها ولم تضطلع بمسئولياتها وفقًا لما كان مقررًا. 

ووعد بأن مصر ستستمر فى جهودها للتوصل بين مجلسى الدولة والنواب الليبيين إلى توافق حول الإطار الدستورى، الذى يؤهل لانتهاء المرحلة الانتقالية، ويأتى بالانتخابات التشريعية والرئاسية بالتزامن، كما أنها تبذل جهودًا فى إطار التنسيق بين مجموعة «٥ + ٥» العسكرية، لتوحيد المؤسسة العسكرية، ومنع أى انزلاق نحو عودة المواجهات العسكرية. وشدد «شكرى» على أهمية أن يتم ذلك فى إطار يعتمد على التوافق «الليبى-الليبى»، وعدم تعدد وازدواجية الأطر، حتى لا يتم تعقيد الموقف، لافتًا إلى أن مصر لها مصلحة رئيسية، بحكم العلاقة الوثيقة بين الشعبين المصرى والليبى، والجوار المباشر والمصالح المتبادلة، والحفاظ على الأمن القومى، وأيضًا التعامل مع قضية الإرهاب.

وتطرقت المباحثات كذلك إلى الأوضاع فى سوريا، وأهمية الحفاظ على وحدة أراضيها، وعدم التدخل فى شأنها الداخلى، وعدم وجود قوات أجنبية وأعمال عسكرية لا تتوافق مع مقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وفق وزير الخارجية.

وأضاف: «سنستمر فى التواصل مع المبعوث الأممى من أجل تحقيق التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤، ونعمل من خلال شركائنا، ومنهم روسيا على الوصول إلى وضع يحافظ على وحدة الأراضى السورية وسيادتها».

وتطرق وزير الخارجية إلى زيارة نظيره الأمريكى أنتونى بلينكن إلى مصر، أمس الأول، والتى تناولت الأزمة الروسية الأوكرانية، وشهدت عرض الوزير الأمريكى الرؤية الأمريكية إزاء هذه التطورات، والمتوقع خلال المراحل المقبلة.

وأضاف: «لقد أتيحت الفرصة لى أيضًا، خلال لقائى وزير الخارجية سيرجى لافروف، أن أتناول هذه القضية بالمثل، وطرح الرؤية الروسية إزاء التطورات الخاصة بهذه الأزمة»، مشددًا على أن «مصر فى جميع اتصالاتها المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، تزكى أهمية التوصل إلى إطار سياسى وتوافق دبلوماسى ومفاوضات تؤتى بنتائج؛ لإنهاء الصراع العسكرى، والتعامل مع جميع القضايا المرتبطة بالأزمة، ما يلبى مصالح الأطراف كافة».

وأكمل: «سنستمر فى المتابعة الحثيثة لهذه التطورات، سواءً فى إطار العلاقات الثنائية التى تجمعنا بأطراف الصراع والشركاء الدوليين أو الإطار المتعدد، وسنستمر فى السعى لإيجاد الحلول الدبلوماسية للأزمة».