رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عملية أصفهان.. الهجوم الإسرائيلى على منشأة أسلحة إيرانية.. ما الدلالات؟

منشأة أصفهان
منشأة أصفهان

انفجرت منشأة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، منتصف ليل السبت الماضي في مدينة أصفهان الإيرانية، فيما زعمت إيران أنه كان "هجومًا فاشلاً"، لكن الفيديوهات التي تم تداولها حول الانفجار تؤكد أن ثمة شيئا كبيراً حدث.

 بينما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن “إسرائيل نفذت غارة سرية بطائرة بدون طيار استهدفت مجمعًا دفاعيًا في إيران”.

ثم ذكرت وزارة الدفاع الإيرانية أن طائرات مسيرة صغيرة استهدفت إحدى المنشآت الإيرانية وأن نظام الدفاع الجوي للمجمع تمكن من تفجير طائرتين في أعلى المجمع، بينما تسببت الثالثة بأضرار طفيفة في سوق المجمع العسكري التابع للوزارة.

مراوغة إيرانية

السياسة الإيرانية المعتادة حيال الهجمات، هى التقليل من شأن العمليات التي توجه ضدها، خاصة إذا كان في العمق الإيراني، ومحاولة إخفاء التفاصيل أو تهميشها، ونظرًا لأن الانفجار تزامن مع زلزال في شمال غرب إيران، فقد كان هناك فرصة للربط بين مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت حول هجمات الطائرات بدون طيار بالقرب من أصفهان والزلزال الذي وقع على مسافة 1000 كيلومتر.

وفقاً لبيان وزارة الدفاع الإيرانية فإن طهران اعترفت بوقوع "بعض الأضرار التي لحقت بالسطح" لكنها ادعت أن الحادث لم يؤد إلى أي تعطيل للعمليات، بينما ذكرت وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن هناك ثلاثة انفجارات في مدينة أصفهان، كان أحدها في مركز تصنيع ذخيرة تابع لوزارة الدفاع، وذكرت وقوع إصابات. فيما أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إيرنا) أن حريقاً اندلع بالقرب من مصنع في مدينة تبريز الشمالية.

أهمية الموقع

بحسب التقارير، فإن موقع الهجوم في شارع مينو في شمال غرب أصفهان بالقرب من مركز تسوق يضم سجادًا ومتجرًا للإلكترونيات، بينما أفادت تقارير أجنبية أن هذا الموقع في أصفهان "يضم قاعدة جوية كبيرة ومركز أبحاث وإنتاج الوقود النووي".

وليس واضحاً إلى أي مدى أثرت الهجمات على المنشأة، لكن ما تم ذكره أن هذه المنشأة تضم مركزاً لتجميع صواريخ متوسطة المدى مثل "شهاب" الإيرانية.

يذكر أنه في أصفهان هناك أربع منشآت أبحاث نووية صغيرة، حصلت عليها إيران منذ سنوات عديدة، لكن المنشأة التي قصفت السبت كانت في وسط المدينة، ولا يبدو أنها ذات صلة بالأسلحة النووية.

ما ورد في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن هذا الموقع كان منشأة ذخيرة، أو ربما يضم مصنعاً لإنشاؤ الطائرات بدون طيار. إذا كان هذا صحيحًا، فستكون هذه حالة مثيرة للاهتمام لاستخدام الطائرات بدون طيار لتدمير الطائرات بدون طيار، والأكثر إثارة أن الهجوم تم من داخل إيران.

منشأة أصفهان

ما دلالات الهجوم؟

وقع الهجوم في أصفهان بعد أيام فقط من إنهاء الولايات المتحدة وإسرائيل لأكبر مناورات عسكرية على الإطلاق، فيما أفادت القناة 12 أن المناورة تضمنت محاكاة ضد منشأة نووية إيرانية وهمية.

كما جاء أيضاً الهجوم بعد يومين فقط من زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى إسرائيل. كل ذلك أدى إلى تكهنات بأنه إذا كانت إسرائيل هي المسؤولة عن هجوم الطائرات بدون طيار في أصفهان ، فمن غير المرجح - بالنظر إلى التوقيت - أنه تم دون معرفة أمريكية. فيما رجحت صحيفة جيروزاليم بوست أن الضربة الجوية حظت بدعم ما من الولايات المتحدة.

الدلالة الثانية أنه بعد التدريبات الأمريكية والإسرائيلية المشتركة التي كان من الممكن أن تكون تهديدات مستترة لطهران بتجميد التقدم في برنامجها النووي على الأقل، فإن الهجوم يأتي ليضع خياراً آخر على الطاولة.

 بعد ساعات من الهجوم، قال بلينكين لقناة العربية إن واشنطن ما زالت تفضل الخيار الدبلوماسي لمنع إيران النووية وإنهاء عدوانها، لكن "جميع الخيارات متاحة على الطاولة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي"، وهو ما يشرح السياسة الأمريكية الآن حيال إيران.

الهجوم يأتي بعد فشل المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي، ففي أغسطس 2022، كانت الولايات المتحدة والقوى العالمية تتحدث عن إيران كما لو أن العودة إلى الاتفاق النووي قد يكون قريباً، ولكن في يناير، صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين قائلاً: “فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة، قتل الإيرانيون الفرصة للعودة إلى هذا الاتفاق بسرعة منذ عدة أشهر”.

إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن الهجمات، فهذا يشير إلى شيء آخر أيضًا: أن تغيير الحكومة في الشهر الماضي لم يغير العمل العسكري الذي ترغب تل أبيب في القيام به لإحباط إيران، وأن نتنياهو سيواصل السياسة التي وضعها قبل سنوات والتي أكملتها حكومة “لابيد- بينيت”، وعاد ليكملها هو مرة أخرى.