رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاركون بـ«من الغرب إلى الشرق: الخصوصية الثقافية»: عبدالرحمن بدوي أحد أركان الفكر العربي

ندوة عبدالرحمن بدوي
ندوة عبدالرحمن بدوي في معرض الكتاب

قال الباحث الفلسفي شايع الوقيان إن المفكر عبد الرحمن بدوي يعد أحد أركان الفكر المصري والعربي المعاصر، لافتا إلى أن هناك طابع من السخط والغضب يطبع على مؤلفاته.

جاء ذلك خلال كلمته في ندوة بعنوان "من الغرب إلى الشرق: الخصوصية الثقافية" لمناقشة المشروع الفكري للفيلسوف الكبير عبدالرحمن بدوي، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور كل من أنور مغيث، والكاتب السعودي عبدالله المطيري، والباحث في الفكر الفلسفي محمد دوير، والكاتب محمد السيد.

وأضاف الوقيان أن أعمال الدكتور عبد الرحمن بدوي تنوعت بين مجالات الفكر الفلسفي، والترجمات المختلفة، والشروح التي قدمها لكبار الفلاسفة في العالم. 

وتابع: توزعت مجهودات عبد الرحمن بدوي في تحقيق التراث الفلسفي، إلا أنه وسط هذا الخضم نسي إبداعاته الخاصة، لم يصل إلينا منها سوى “مشكلة الموت” و“الزمان الوجودي”.

ــ الفلسفة عند عبد الرحمن بدوي إنسانية كونية

وبدوره، قال الباحث السعودي عبدالله المطيري: الخصوصية الثقافية، قضية أخلاقية تتناول العلاقة بين الشرق والغرب، إلا أن الزمن الوجودي الذي نادي به المفكر الفيلسوف المصري عبد الرحمن بدوي يعيد المشترك الإنساني في تجربته الفكرية.

وأوضح “المطيري”: الفلسفة عند الدكتور عبد الرحمن بدوي، إنسانية، بعيدة عن الانحيازات والتوجهات، في المقابل لا يمكن اقامة أمر الفلسفة، بدون فلسفة وجودية أخلاقية.

وشدد على أن عبد الرحمن بدوي كان يرى أن الزمان الوجودي الفلسفي، مكون أساسي في الوجود الإنساني، وأن التناهي مكون أساسي في الوجود الإنساني.

واستكمل: بمعنى آخر أن الوجود الإنساني مبني عن التصور العقلي عند عبد الرحمن بدوي، ينطلق من الذات، الذات الحرة، الذات المنفردة، ذات تتحقق في العالم ولكنها منفصلة عن الآخرين. لذا فإن علاقة الذات مع الآخر عند عبد الرحمن بدوي تكون غريبة قائمة علي فكرة الموت، وهي فكرة كونية، تجمع كل البشر.

ــ الاحتلال الإنجليزي حرض الأزهر ضد الفلسفة

ومن جانبه قال الدكتور أنور مغيث، إنه مع عودة الفكر الفلسفي وتدريسه في القرن العشرين، بعد انقطاع دام لأكثر من سبعة قرون، بدأت تظهر الكتابات الفلسفية في الصحف ونقرأ أسماء الفلاسفة، أمثال سلامة موسى وأحمد لطفي السيد، ولكن كانت هناك جهود مقاومة لهذا الاتجاه وترفض تدريس الفلسفة أو تعليمها، فكان أن أوعز الإنجليز لرجال الأزهر بشن حربا علي أحمد لطفي السيد، واتهامه بالكفر، على خلفية تأسيسه لأول قسم لتدريس الفلسفة في الجامعة المصري، حتى أن جريدة من “الدي جزيت” الفرنسية ظهرت على صفحاتها عناوين وموضوعات مثل أن تدريس الفلسفة خطر على عقيدة الإسلام.

وتابع “مغيث”: تتابعت مجهودات أحمد لطفي السيد، فاستقدم أجانب لتدريس الفلسفة في القسم الذي أسسه بالجامعة، مع ترجمات لطفي السيد نفسه لأعمال أرسطو وجان جاك روسو، إلا أن هذه المجهودات اقتصرت على الشروح والترجمات والتحقيق.

واختتم “مغيث” كلمته قائلا إن الدكتور عبد الرحمن بدوي أعاد الفكر الفلسفي والفلسفة إلي الفكر العربي، من خلال أكثر من 150 عمل أنتجها، ما بين تحقيق وترجمة وشرح.