رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأسبستوس».. المادة القاتلة فى الشاى والقهوة الممزوجة بالجبس وبودرة البلاط

منتجات مغشوشة
منتجات مغشوشة

فزع كبير أثاره ضبط عدد من السلع الغذائية المغشوشة التي تباع في هذه الفترة بأسعار أقل من المعتاد، خاصة بعد انتشار فيديو لضبط مصنع غير مرخص بالفيوم لإنتاج الشاي ومشروب قهوة شهير.

إذ كشف الفيديو عن وجود الملايين من عبوات الشاي ومشروب القهوة في مصنع غير مرخص بمحافظة الفيوم، يتم إنتاجها من مواد مجهولة، واتضح أن المصنع يقوم بإنتاج مشروب القهوة الشهير من بودرة البلاط والأسمنت الأبيض.

أوضحت الدكتورة نشوى شرف، استشاري أمراض السموم بالمركز القومي للسموم، في حديثها لـ"الدستور"، أن خطورة تداول منتجات غذائية تحتوي على مواد البناء تتركز في عدة مشكلات، بينها وجود مادة تدعى "الأسبستوس"، بتلك المواد، وهي مادة شديدة الخطورة، وذلك لتسببها في إصابة الغشاء البلوري للرئة بسرطان الرئة.

الدكتورة نشوى شرف

وتابعت أن "الجبس" الذي عثر عليه داخل هذه السلع يحتوي على مادة مسرطنة شديدة الخطورة، وهي مادة "الأكريبلا مايد"، موضحة أن إحدى مخاطرها كذلك التسبب في زيادة فرص الإصابة بأمراض المعدة، وكذلك الاحتواء على الدهون المشبعة.

بينما أكدت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري أمراض المناعة والتغذية بجامعة القاهرة، أنه في حال صدق فيديو إضافة الجبس على الشاي والقهوة سريعة التحضير المتداول أم لا، فإنه يجب على المواطن عدم الشراء من أماكن مجهولة المصدر، مثل الشراء مما يباع على الأرصفة أو داخل المواصلات العامة، بل يجب عليه تحري الشراء من أماكن مضمونة، والتأكد من وجود علامات المنتج الأصلي.

وتابعت أنه بالفعل دخول منتجات البناء الجسم يعني خطورة شديدة عليه تؤدي بالنهاية إلى الوفاة، لما تصيبه من أضرار على كل من الكبد والكلى.

الدكتورة نهلة عبد الوهاب

كما لفتت «نهلة» إلى أن وقائع الغش بشكل عام لا تقع في مصر وحدها بل إنها تقع في كثير من الدول، مشيرة إلى أن على المواطن نفسه مسئولية كبيرة في التوجه إلى الأجهزة المعنية في حال اكتشافه هذه الوقائع، مثل جهاز حماية المستهلك، وذلك لحماية نفسه وأسرته وحماية بقية المواطنين.

وقد روت سميرة محمد، موظفة، لـ"الدستور"، كيف تورطت في شراء هذه المنتجات من قبل، موضحة أن ظروفها الاقتصادية دعتها إلى أن تقتصد في فاتورة شرائها من كل شيء، ومن بينها السلع الغذائية، والسعي دائمًا إلى شراء الأرخص بهدف التوفير.

وأوضحت سميرة أنها ابتاعت في إحدى المرات من أحد الشباب مشروب الشاي ومشروبها المفضل من القهوة السريعة، وذلك لكونهما تم عرضهما بسعر أقل من السعر الحقيقي المعتاد، والذي تعرفه، مما وجدته فرصة جيدة للشراء والتوفير، الأمر الذي دعاها كذلك إلى الإسراع في شراء علبة كاملة منه دون تردد.

"لقيت طعمه غريب لا هو شاي بلبن ولا هو مشروب قهوة سريع ولا معروف إيه.. بس قولت أهوه أي مشروب يدفي في الشتا"، إلا أنها أقرت بأنها قد فزعت عندما سمعت عن واقعة إضافة مواد البلاط إلى هذه المشروبات، مؤكدة أنها قررت ألا تلجأ إلى شراء مثل هذه المشروبات أو إلى السلع الغذائية مجهولة المصدر مهما كانت رخيصة لكي تحافظ على صحتها وعلى صحة أطفالها، خاصة بعد أن سمعت عن مخاطر تناول مثل هذه الأغذية.

وكانت قد تلقت السلطات المصرية مؤخرًا بلاغًا بوجود مصنع غير مرخص يقوم بتصنيع نسكافيه مغشوش من بودرة البلاط والأسمنت الأبيض، بجانب تزوير علامات تجارية لشركات كبرى لإنتاج الشاي ومشروب القهوة ومنتجات الحلويات، وبمداهمة السلطات للمصنع تم ضبط عبوات من كافة المنتجات المغشوشة بإجمالي 5 ملايين عبوة وثلاثة أطنان خامات.

كما فحصت الأجهزة الأمنية خلال الحملة طرق تصنيع القهوة سريعة التحضير والمنتجات الغذائية بنفس أكياس وعلب المنتجات الأصلية بعد غشها باستخدام بودرة البلاط، كما تم ضبط شكائر من الجبس والأسمنت الأبيض.