رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أديبات ردًا على العشماوى: أى حالٍ هذا الذى أباح للرجل وأد الكلمة لأنها امرأة!

ضحى عاصي
ضحى عاصي

أثار الدكتور محمد إبراهيم العشماوي جدلًا كبيرًا بعد منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، والذي يحذر فيه من دراسة المرأة للأدب والشعر باعتبار أنها عاطفية والأدب يؤجج من هذه العاطفة.

 

وقال العشماوي نصًا: “من يرى من يسمين أنفسهن بالشاعرات وهن يَرْتَدْنَ نوادي الأدب وصالونات الثقافة، ويتمايلن أمام الرجال بأصواتهن الخلابة وأجسادهن الجذابة، ثم تنهال عليهن نظرات الإعجاب التي تكاد تخترق أجسادهن وهن مفتونات مخدوعات بالشهرة الكاذبة؛ فقد حق له أن يبكي على الفضيلة التي شُيِّعتْ على رؤوس الأشهاد”. 

 

وأثار الأمر استياء العديد من الكاتبات المصريات والعربيات ليشحذن أقلامهن ويكتبن ردودًا على الشيخ، ومنهن من تواصلت مع الدستور لتطلب الرد،ولأن حق الرد مكفول فالدستور تنشر رد ثلاثة من الأديبات كما سيأتي في السياق التالي:

النائبة ضحى عاصى
ضحى عاصي

ضحى عاصي: ما أسائني هو بعد الخطاب عن الموضوعية

قالت الروائية والنائبة ضحى عاصي:" لم نتوقع أن يكون خطاب استاذ فى جامعه الأزهر هذا الخطاب الذى لا يمثل هذه المؤسسة العريقة المعروفة بالوسطية، ولكن ما أسائني بشدة هو بعد الخطاب عن الموضوعية، بشكل لا يليق بأستاذ جامعى أزهري؛ ففيه من لغة تهين المرأة وترمي تهمًا جزافًا على الشاعرات والأديبات جميعًا ووصفهن أنهن يذهبن إلى المنتديات الأدبية ليتمايلن ويحركن الرغبات ليسمعن كلمات الإعجاب والغواية.

 

وأضافت:" فاذا كانت رؤية العشماوي ووجهة نظره يسودها التعميم وتخلو من المنطقية في أن يستحل شخص أن يصف الأديبات والشاعرات جميعا بهذه الصفات ..فإنه من غير المنطقي أن نتعامل مع تصريحاته وآرائه على محمل جاد أو أنها تحمل وجهة نظر  لها مرجعية  فنبدأ في النقاش أو الرد على تصريحه بعدم تفضيله دراسة الأدب والشعر للمرأة.

 

وتابعت:" ما قراته لا يعدُ سوى تعدٍ مباشر وصارخ على الأعراض والسمعهة واتهام يفتقر إلى حكمة الأستاذ وروح الدين الإسلامي التي تجلت فى الآية الكريمة " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ".

هيلانة الشيخ

هيلانة الشيخ: كل حرف يكتبه يحسب عليه

قالت الروائية السعودية هيلانة الشيخ:" عندما قرأت الخبر في صحيفة الدستور؛ الدكتور محمد العشماوي يُحذر من دراسة المرأة للأدب والشعر! قررت البحث عن مصدر الخبر فوجدت من سيادته على صفحته، ردًا مفاده؛ "أنا قلت لا أحب" ولم أستخدم لفظ التحذير.

 

وأضافت:" بعيدًا عن لفظ التحذير وعدم المحبة؛ رأي شخصي لكنه من أستاذ دكتور مختص في أصول الدين، كل حرف يكتبه يحتسب عليه وله. ولسنا في صراع بين رجل وامرأة، فقد انتهى زمن النسوية وما بعدها. ولا عاتق للشعر والأدب يُحمّل عليه جيّاشي العواطف. ألم تستحضرك قصة هندٍ في المعركة وقصديتها: نحن بنات طارق، نمشي على النمارق! وها نحن اليوم؛ بعاطفة غلبت رجالًا طالت لحاهم بطونهم، ونُكّست أقلامهم، يُحلبون كالنساء في المجالس ولا يعرفون متى يُرفع المضارع ومتى ينصب الحال. وأي حالٍ هذا الذي أباح للرجل وأد الكلمة لأنها امرأة! 

 

وتابعت:" المرأة حليفة الرجل؛ شغلت جميع المناصب وحملت السيف وقاتلت وقتلت ولم يُعق قلبها لسانها إذا شاءت نظمت من الشعر ما يقارع العظماء. نحن بنات الضاد لدينا من الفصاحة والبلاغة ما يُنطّق الحجر، ولدينا من العاطفة ما يجفف البحر، ولدينا من الحكمة ما أنجب العرب. فلا تتنصل؛ أراغب أنت في امرأةٍ لجمها الجهل بـ: (ومن يرى من يسمين أنفسهن بالشاعرات وهن يَرْتَدْنَ نوادي الأدب وصالونات الثقافة، ويتمايلن أمام الرجال بأصواتهن الخلابة وأجسادهن الجذابة، ثم تنهال عليهن نظرات الإعجاب التي تكاد تخترق أجسادهن وهن مفتونات مخدوعات بالشهرة الكاذبة؛ فقد حق له أن يبكي على الفضيلة التي شُيِّعتْ على رؤوس الأشهاد!)

 

واختتمت:" أنه ما عاد الأدب حكرًا على رجل، فما بين السطور ماهو أشد خطورةً فاحذروه.

ريم ابو عيد

ريم ابو عيد: حديث أستاذ الأزهر محض إفك

من جانبها قالت الروائية ريم أبو عيد:" إن ما جاء على لسان الأستاذ الأزهري ما هو إلا محض حديث إفك، فنوادي الأدب ليست نواديا للميسر والخلاعة والمجون حتى تتراقص فيها الفتيات والنساء لإثارة شهوات وغرائز الرجال، فمن يرتدن نوادي الأدب من الشاعرات والأديبات مثلهن مثل من يرتادونها من الشعراء والأدباء الرجال، فهذه النوادي يا حضرة الأستاذ الأزهري وغيرها من المراكز الثقافية والأدبية، يرتادها المثقفون من الرجال والنساء، لا العاهرات وصاحبات الرايات الحمر كما شبهت أنت الأديبات والشاعرات المعاصرات، ولا الباحثين عن المتعة المحرمة من الرجال.

 

 فالمثقفون رجالا ونساء تضفي عليهم الثقافة قدرًا كبيرًا من الرقي في الفكر والتفكير والتعامل مع الآخرين، والثقافة التي أهنتها في مقالك بكل فجاجة، هي القوى الناعمة التي ترتقي أيضا بالوعي الجمعي وتجعله قادرا على التمييز بين الحق والباطل، بين القبح والجمال، وبين الأدب وقلة الأدب.

 

واختتمت:" إن خطابك في مقالك عن الأديبات والشاعرات المعاصرات، هو مقال تحريضي بامتياز، تحرض فيه فقراء العقول والأدب على استباحة كل أديبة وشاعرة معاصرة، والخطابات التحريضية وخطابات الكراهية التي تستعدي فئة من المجتمع على فئة أخرى تقع تحت طائلة القانون.