رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أفلام نادرة.. لأول مرة نجم المسرح الفرنسى جميل راتب فى فيلم «أنا الشرق»

لأن أفلامنا المصرية القديمة قد طالها العطب ربما لطرق التخزين السيئة وارتفاع أسعار عمليات الترميم التي تقترب من تكلفة إنتاج فيلم جديد. لكن باعتبار هذه الأفلام النادرة تراثًا سينمائيًا وبدون مبالغة لا يقل قيمة عن المباني الأثرية واللوحات الفنية وآثار الحضارات القديمة، في هذه السلسلة من المقالات نحاول أن نقدر معًا قيمة التراث السينمائي، نعرض عدة أفلام نادرة وغير تقليدية أو معتاد توقعات أبطالها، هناك ممثلون في فترة زمنية عاصرها الجمهور الذي لم يشاهدهم عندما كانوا نجومًا وأبطالًا والعكس صحيح، عالم الأفلام النادرة ضخم ومدهش 

أنا الشرق 

البداية الفنية الحقيقية لجميل راتب كانت فى مصر عندما شارك عام 1956 فى بطولة الفيلم المصري "أنا الشرق" الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية فى ذلك الوقت منهم: جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش، بعد هذا الفيلم سافر راتب إلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية كفنان متميز وموهوب.

كانت القصة مع السيناريو والحوار للمنتج نفسه الدكتور محمد سليمان الذي كان يشغل منصب قنصل مصر السابق في باريس، ووصفته الصحف بالوجه الجديد في السينما، لأنه يغزو مجال السينما لأول مرة بها الإنتاج الضخم حيث جمع منتج الفيلم بين وجوه مصرية ووجه فرنسي جديد وهي النجمة الفرنسية كلود جودار، ورغم أنه كتب في إعلانات الفيلم أنها نجمة عالمية.

بوستر فيلم أنا الشرق

وإذا تتبعنا لمسيرتها سوف نجد أنها امتهنت التمثيل عام 1956، أي في نفس عام إنتاج فيلم أنا الشرق وقد فازت بلقب ملكة جمال فرنسا في عام 1952، أما الوجه الجديد المصري، فكان الفنان جميل راتب، وبالرغم من عمله في المسرح الفرنسي إلا أنه اعتبر وجهًا جديدًا في السينما المصرية، وشاركته البطولة مع كلود جودار وجه جديد أيضًا وهي عالية بسيم. ويعتبر الفنان عبدالحميد زكي وجهًا جديدًا كمخرج للفيلم رغم عمله كمدير إنتاج في ستوديو مصر.

ويدور الفيلم حول موضوعات المادية الغربية في مقابل الروحانيات الشرقية -كما كتب على التتر وإعلانات الفيلم- أما القصة نفسها فتدور في الصحراء عندما يصل إلى أسماع شيخ القبيلة الشيخ فاضل حسين رياض صوت طلقات رصاص، ويرسل طارق ابن شقيقته جميل راتب لمعرفة الخبر. 

كان في خلف الجبل ثلاثة من الأجانب يدعون كذبًا أنهم ضلوا الطريق، ويستضيفهم الشيخ فاضل. يتقدم الثري يزيد توفيق الدقن ويعرض استضافة الأغراب، فهو يريد التفضل ويدفعه غروره لإظهار قدراته على أن يكون الحاكم بدلًا من الشيخ فاضل. يظهر شيخ الجبل جورج أبيض للرجل الفقير بشير (عبدالعزيز) الذي يعتقد أن ظهوره بشرى للقبيلة. 

يبدأ الأغراب في دراسة الأرض المحيطة بالقبيلة بحثًا عن الذهب، وعندما يتأكدون من وجود الذهب الخام يسارعون بالمغادرة بعد استمالة يزيد ودعوته لزيارة بلادهم لمعاينة التحضر والإمكانات الحديثة، ويوافق يزيد. يلتقي مدير شركة الأغراب، وهي شركة تنقيب عن المعادن الثمينة، ويقدمون ليزيد كل أنواع الهدايا وتتضمن الجميلة "زازا" كلود جودار التي تسلب يزيد عقله.