رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاة صاحب تاج محل.. حكاية شاه جهان الذي بنى لزوجته أحد عجائب الدنيا

شاه جهان
شاه جهان

يحل اليوم 22 يناير، ذكرى وفاة "شاه جهان" أحد حكام الهند في القرن الحادي عشر الهجري، الذي خلد ذكرى وفاة زوجته "ممتاز محل" بضريح أصبح من أبرز معالم العالم وهو "تاج محل"، حيث إن "تاج محل" معلم استثنائي يجمع بين الفن الهندي والفارسي والإسلامي، مبني من الرخام الأبيض الذي يتغير لونه اعتمادا على انعكاس الضوء.

تاج محل أحد عجائب الدنيا

لم يكتف "شاه جهان" بتشييد تاج محل، فبنى إلى جانب ضريح زوجته "العرش الطاووسي"، وهو من أسس مدينة "نيودلهي"، الذي بنى فيها مسجداً من أروع مساجد العالم.

قصة حب شاه جهان وبناء تاج محل

اتصف جهان برجاحة العقل، وكفاءة في حرب المخالفين، وحنكة ودراية حين أرغم الملك عنبر الحبشي على قبول شروطه بعدما أنزل الهزائم به، ورغم هذه المميزات إلا أن شاه جهان وقع في الحب بكل ذرة في كيانه، وقصة حبه تاريخية بزوجته "ممتاز محل"، التي فقدت حياتها في ريعان الصبا أثناء الوضع، وهو من جعلها خالدة ببناء نصب تذكاري يعد الآن الأروع عالميا، فأطلق"تاج محل" نسبة إلى اسم زوجته.

وممتاز محل خطفت أنظار شاه جهان من المرة الأولى التي رآها فيها، ووقتها كانت فتاة صغيرة من الطبقة النبيلة، حيث كان يعمل والدها داخل القصر فلمحها جهان هناك، ومن وقتها ظلت أنظاره عليها، حتى أنه انتظرها لمدة 5 سنوات حتى يتمكن من الزواج بها ويرزقان بـ 14 مولوداً، ثمرة لهذا الحب.

وفاة ممتاز محل كانت أثناء وضعها وهي حامل، حيث رافقت زوجها في آخر حملاته لتقف بجانبه في حروبه، فتعسرت ولادتها، وواجهت خطر الموت، وقبل أن تنتهي حياتها طلبت من زوجها طلبين كان أولهما أن يظل وافيًّا لها حتى يلحق بها وألا يتزوج بعدها، والآخر أن يبني لها ضريحا يتذكرها الناس به.

وفي أقل من سنة ابيض شعر شاه جهان وشاخ بسرعة وهو رافض للزواج على الرغم من إلحاح أبنائه، ثم بدأ بتنفيذ وعده الثاني فبنى لها ضريح "تاج محل".

تشييد 20 ألف عامل لـ تاج محل

تاج محل المُشيد بالرخام الأبيض، يضم مزيجا من الأساليب الزخرفية الهندية والفارسية والإسلامية، ويشمل مجمع ضريح تاج محل كل من المسجد المزدوج والحدائق الجميلة والمتحف.

يزور الملايين حول العالم تاج محل، فهو أحد المعالم الأثرية الأكثر شهرة في العالم، وقد صنف كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1983.

ونُسبت مخططات مجمع الضريح إلى العديد من المهندسين المعماريين في تلك الفترة، رغم أن المهندس الرئيسي كان على الأرجح أحمد لهاوري، وهو هندي من أصل فارسي.

وبدأ بناء تاج محل عام 1632 حيث تم توظيف أكثر من 20 ألف عامل من الهند وبلاد فارس والإمبراطورية العثمانية وأوروبا في هذه العملية، وقد استمر بناء المجمع الذي تبلغ مساحته 42 فدانا نحو 22 عاما.