رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الأرق إلى التشنجات.. ضحايا المهدئات: «فخ قد يؤدي إلى الوفاة»

المهدئات
المهدئات

تعجز الفتاة الثلاثينية ريهام سيد، عن النوم بدون تناول جرعتها اليومية من المهدئات، حتى اعتادت عليه بشكل كبير إلى أن اقتربت من مرحلة الإدمان، وبمجرد تناول جرعتها من أحد أنواع المهدئات تستغرق في النوم لساعات طويلة.

البداية كانت مع قرص واحد وكان كافيًا لإدخالها في حالة من الاسترخاء والاستغراق في النوم بشكل طبيعي لساعات متواصلة، وذلك بعد مرورها بصدمة عصبية جعلتها تلجأ إلى تلك المهدئات.

وبمرور الوقت، لم يعد قرص المهدئ الواحد كافيًا، لتبدأ “ريهام” في تناول جرعات أكبر منه لتحقيق النتيجة التي اعتادت عليها، حتى أصبحت عاجزة عن النوم بدونه.

المهدئات أحد أنواع الأدوية المثبطة للجهاز العصبي المركزي، ومتوافرة داخل الصيدليات على شكل “حبوب” أو “شراب”، إلا أنه لا يجب تناولها إلا بمراجعة الطبيب المختص، وذلك لتحديد الجرعات المناسبة بحسب عمر المريض وحالته الصحية.

ويعتاد بعض الأشخاص على تناول الأدوية المهدئة، للتغلب على اضطرابات النوم، مثل الأرق وبعض الاضطرابات الأخرى مثل النوبات العصبية، نظرًا لقدرتها الكبيرة على تهدئة الأعصاب وزيادة الشعور بالاسترخاء.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه على الرغم من أن المهدئات هي أدوية موصوفة، فقد تسببت في مشاكل لمتعاطيها، خاصة مع الاعتياد على تعاطيها بجرعات أعلى من الموصوفة.

وكان تناول جرعات مكثفة من المهدئات اجتهاد شخصي من "ريهام"، التي اعتقدت أن هذا الحل سيعالج حالتها ويساعدها على الاسترخاء والنوم وممارسة حياتها بشكل طبيعي.

وأوضحت “ريهام”: “بعد فترة تدهورت حالت الصحية، وبدأت النوبات العصبية تلاحقني بشكل مستمر، وزادت مشاعر القلق والتوتر وأصبحت مكونًا رئيسيًا في شخصيتي”.

وبعد استشارة الطبيب، أكد لـ"ريهام": “الإقلاع عن هذه الأدوية صعب للغاية”.

ريهام بدأت في رحلة العلاج والتعافي من المهدئات، بعد معاناة طويلة مع محاولات التخلص من إدمان المهدئات، مؤكدة: كنت على مشارف الموت بسببها.. ولا أنصح أحد بتكرار تجربتي".

أعراض المهدئات

وأصيب الخمسيني محمود علي، بصدمة عصبية بعدما فارقت ابنته الحياة، ليدخل في حالة صدمة اضطرته للجوء إلى الاستشاري النفسي.

وقال محمود لـ"الدستور": "كان رأي زوجته هو عدم تناول أي أدوية أو مهدئات بشكل عشوائي، واستشارة الطبيب".

وتابع: " بالفعل تابعت مع طبيب إلى أن استقرت حالتي الصحية في الفترة الأولى التي وقعت فيها الصدمة".

أعراض الانسحاب

ويمكن أن يحدث التحمل والاعتماد على المهدئات أو الحبوب المنومة بعد فترة قصيرة من التعاطي، وقد يكون الانسحاب من تلك الأدوية مزعجًا للغاية، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتشمل الأعراض الانسحابية القلق الشديد، والهلع، والأرق، والاكتئاب، والصداع، والتعرق، والحمى، والغثيان، والقيء، والتشنجات.