رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وثائق بايدن.. وثائق ترامب

وثائق سرية جديدة تم العثور عليها، فى غرفة مجاورة لجراج منزل عائلة الرئيس الأمريكى جو بايدن بولاية ديلاوير. وذكر بيان أصدره البيت الأبيض، أمس الأول، السبت، أن هذه الصفحات تعود، هى الأخرى، إلى فترة تولّى بايدن منصب نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما، وجرى اكتشافها، الأربعاء الماضى، خلال زيارة للمنزل قام بها ريتشارد ساوبر، محامى البيت الأبيض، المستشار الخاص للرئيس الأمريكى.

هذه الوثائق تضاف إلى دفعتين من الوثائق المصنفة على أنها سرية تم العثور عليهما فى مكتب بايدن السابق بـ«مركز بن بايدن» للأبحاث بجامعة بنسلفانيا، فى نوفمبر، وفى جراج منزله، الشهر الماضى. وليس مستبعدًا، أن تظهر دفعات أخرى من الوثائق السرية، التى كان ميريك جارلاند، وزير العدل، قد عيّن، الخميس الماضى، مدّعيًا عامًا مستقلًا للتحقيق بشأنها، وبشأن مخالفة الرئيس للقانون الصادر سنة ١٩٧٨، الذى يُلزم الرؤساء الأمريكيّين ونوّابهم بتسليم كل الوثائق والرسائل الخاصة بعملهم إلى الأرشيف الوطنى فور مغادرة مناصبهم.

القضية بالغة الحساسيّة للرئيس الأمريكى الذى يُفكّر فى الترشح لولاية رئاسيّة ثانية، خاصة بعد عقد مقارنات، منطقية، مع قضيّة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى يخضع للتحقيق بتهمة الاحتفاظ بوثائق سرّية فى منزله بولاية فلوريدا، بعد انتهاء ولايته الرئاسية. وفى مقال نشرته جريدة «التليجراف» البريطانية، الجمعة، كتب نيك ألان، محرر الشئون الأمريكية بالجريدة، أن سوء التعامل الواضح لجو بايدن مع الوثائق السرية قد يكون أسوأ «فى بعض النواحى» من تعامل دونالد ترامب مع قضيته. ثم أكد أن الوضع خطير للغاية بالنسبة لكلا الرجلين، اللذين من الممكن أن يكونا قد ارتكبا جرائم بموجب قانون التجسس وقانون السجلات الرئاسية.

الدفعة الأولى من الوثائق تم العثور عليها، كما أشرنا، فى ٢ نوفمبر الماضى، غير أن البيت الأبيض لم يُقرّ باكتشافها إلا يوم الثلاثاء الماضى، أى بعد أكثر من شهرين، زاعمًا، فى بيان، أن عدم إعادتها يرجع إلى «قلّة انتباه»، ما فتح الباب أمام أسئلة منطقية عن أسباب عن الكشف الفورى عن تلك الوثائق، وعما إذا كانت هناك محاولات مقصودة لعدم الكشف عنها فى الفترة التى سبقت الانتخابات النصفية للكونجرس، مع أسئلة أخرى تتعلق بما إذا كانت تلك الوثائق تحتوى على معلومات حساسة من شأنها تعريض الأمن القومى الأمريكى للخطر.

المفارقة، أو النكتة، أن بايدن نفسه كان استنكر واستهجن احتفاظ ترامب بوثائق شبيهة وسأل: «كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ كيف يمكن لأى شخص أن يكون غير مسئول إلى هذه الدرجة؟». لكنه حين سئل عن الوثائق التى تم العثور عليها فى مكتبه السابق، على هامش القمّة الأمريكية الكندية المكسيكية، التى عُقدت فى مكسيكو، الأربعاء الماضى، قال إنه فوجئ عندما تم إبلاغه بهذا الأمر، وأكد أنه لا يعرف شيئًا عن محتويات تلك الوثائق، ثم شدّد، فى الوقت نفسه، على أنه يأخذ أمر المواد المصنفة بأنها سرية على محمل الجد!.

تأسيسًا على ذلك، اتهمت وسائل إعلام، محسوبة على الجمهوريين، الرئيس بايدن وإدارته بالنفاق وازدواجية المعايير، و... و... وفى حسابه على شبكة «توث سوشيال، سأل الرئيس السابق دونالد ترامب: «متى سيقوم مكتب التحقيقات الفيدرالى بمداهمة العديد من منازل جو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض؟!»، فى إشارة إلى قيام مكتب التحقيقات الفيدرالى بمداهمة، مقرّ إقامة ترامب بولاية فلوريدا، فى أغسطس الماضى، ومصادرته، بعد تفتيش استمر ٩ ساعات، صناديق تحتوى على الوثائق التى لم يقم الرئيس الجمهورى السابق بإعادتها.

.. وتبقى الإشارة إلى أن مجلس النواب الأمريكى، الذى يخضع الآن لسيطرة الجمهوريين، فتح تحقيقًا بشأن هذه القضية، وقال الجمهورى جيمس كومر، الرئيس الجديد للجنة المراقبة بالمجلس، فى بيان، إن «هناك الكثير من الأسئلة يحتاج إلى إجابات»، كما ذكر موقع «ذا هيل»، أن جيم جوردان، رئيس اللجنة القضائية، أخطر المدعى العام الأمريكى ببدء إجراءات التحقيق فى تعامل الرئيس بايدن غير المناسب مع الوثائق السرية.