رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسر منجي ينسج العلاقة بين العام والخاص في حياة الفنان «صفوت عباس»

دكتور ياسر منجي
دكتور ياسر منجي

يشارك الناقد والمؤرخ الفني الدكتور ياسر منجي، في فعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بأحدث مؤلفاته، “صفوت عباس”، والكتاب يتناول السيرة الفنية للفنان التشكيلي صفوت عباس فهمي.

والكتاب ــ الذي يقع في 251 صفحة ــ يعد أول مرجع يوثق السيرتين: الإبداعية والنضالية للفنان المصري الراحل صفوت عباس (1931 ــ 2014).

وعن كتابه “صفوت عباس”، قال الدكتور ياسر منجي لـ “الدستور”: يتضمّن الكتاب تأريخًا لحياة الفنان، في سياق التحولات الثقافية، والسياسية، والاجتماعية، التي مَرّت بمصر - وبخاصة تلك المتعلقة بتطور اليسار المصري - منذ مطلع عقد الأربعينيات من القرن الماضي، وانتهاءً برحيل الفنان "صفوت عباس"، وهو تأريخ مَشمول بتحليل نقدي، يؤَطّر أسلوبه، ويَسبِر معالم الخصوصية في أدائه. كما يتضمن الكتاب محتويات وثائقية، تشمل مادةً بصرية، ونصوصا، وشهادات لعدد من معاصريه، من المبدعين والنقاد، تتناول شخصيته وفنه بإضاءات دالّة، فضلًا عن كتالوج ضافٍ لأعماله الفنية.

ولفت “منجي” إلى: استغرق إعداد الكتاب أكثر من سبع سنوات، من التواصُل، والإعداد، والتوثيق، والكتابة، والتجهيز البصري، بذلَت خلالها عائلة الفنان جهودًا حثيثة متواصلة، لإخراج هذا الكتاب للنور؛ إحياءً لذكرى "صفوت عباس".

ــ ياسر منجي ينسج العلاقة بين العام والخاص في حياة الفنان "صفوت عباس"

وفي تقديمه للكتاب، يقول وزيرة الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازي: "يتناول هذا الكتاب سيرة ومسيرة واحد من مبدعي مصر المتميزين في فني التصوير والتصميم، مسيرة امتدت لأكثر من ستين عاما، وسيرة لنموذج من نماذج المثقفين الملتزمين بقضية الوطن وقضايا الإنسان، يقدم الدكتور ياسر منجي في هذا الكتاب قراءة نقدية لأعمال الفنان صفوت عباس وتحليلا لها، لكنه يقدم هذه القراءة في سياق تاريخي لتطور الحركة الفنية المصرية ومدارسها وجماعاتها المتعددة منذ أربعينيات القرن الماضي، الزمن الذي تفتح فيه وعي الفنان، إنها قراءة تحليلية لمسيرة صفوت عباس الفنية تأتي في إطار سياقاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية، قراءة تحاول أن تضع الرجل في مكانه ومكانته في حركة الفن التشكيلي في مصر، وتحلل اتجاهه الفني وتطور إبداعه، ويدعم هذه القراءة الكتالوج المصاحب لأعمال الفنان صفوت عباس.

ويضيف “أبو غازي”: هذا عن الجانب تحليل الأعمال الفنية، لكن الكتاب يضم كذلك السيرة الذاتية للفنان، تلك السيرة التي تكمل فهمنا لجوانب إبداعه الفني، إنها سيرة ضافية تتبع جذور أسرته ودور والده في ثورة 1919 الذي كان له التأثير الواضح بلا شك علي اتجاه الأبناء نحو العمل السياسي، ثم تأثير الإخوة الكبار لصفوت عباس علي توجهه السياسي، وقد استكمل هذه السيرة بمجموعة من الصور الأرشيفية التي تضيف إلي النص وتضفي عليه حيوية.

ويلفت “أبو غازي” إلي: لقد نسج الدكتور ياسر منجي ببراعة في هذا الكتاب العلاقة بين العام والخاص في حياة الفنان علي المستويين السياسي والفني، فقدم صورة متكاملة لصفوت عباس إنسانا ومناضلا سياسيا وفنانا في سياق التطور التاريخي للمجتمع المصري سياسيا وثقافيا وفنيا.

ــ إطلالة على سيرة الفنان صفوت عباس

وفي كلمة الغلاف الخلفي التي قدمها مختار العطار لكتاب "صفوت عباس، للدكتور ياسر منجي: تخرج الفنان صفوت عباس في قسم “الجرافيك” بكلية الفنون الجميلة سنة ١٩٥٩، أتقن الرسم الأكاديمي بالقلم الرصاص والفحم والألوان المائية، صور المناظر الطبيعية والصامتة والنماذج الحية "الموديلات"، ومضي في طريق الأكاديمية حتي كان التحول الكبير بعد ست سنوات قضاها مع القماش وألوان الزيت، في ذلك الوقت من 1965، أقيمت منشأة خاصة على كورنيش النيل بالقاهرة باسم "مدينة الفنون"، اتخذ فيها مرسما بين جماعة الفنانين الطليعيين، يبدو أن الاحتكاك والحوار والتجمع الثقافي للفنانين أسفر تلقائيا عن تسلل الأفكار الجديدة إلي لوحات صفوت عباس.

انبثقت لديه الرغبة في "تجسيد الخيال" بدلا من محاكاة الطبيعة، بعد الدراسات الأكاديمية للواقع، والبيئة، تحول إلي إبداع لا يشبه الواقع، إذ رأي وجها تشكل في مخيلته إلي شئ آخر، صور المعنويات وليس الماديات، الإصرار، العزيمة، الصدق، البراءة، العذاب، التعاسة، الضياع، الاختناق، ألوان وخطوط وملامس وتكوينات في تشكيلات إنسانية تمت للمرئيات بأكثر من سبب.. لكنها أبدا لا تسعي من حولنا في يقظتنا، يصور "مضامين" الحياة ويصوغها في أشكال مبتكرة، يدخل عالم الفن من طريقه الصحيح.

325730354_1214791332763384_6025102646782257675_n