رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو وزير الثقافة الذى كان وراء عزل «بهاء طاهر» من الإذاعة؟

بهاء طاهر
بهاء طاهر

من هو وزير الثقافة الذي كان وراء عزل "بهاء طاهر" من إذاعة البرنامج الثاني؟، ومن هو الكاتب الذي ظل يلاحقه بالاتصالات الهاتفية وتهرب منه في نهاية المطاف. وغيرها من الأسرار والكواليس في حياته، والتي كشف عن بعض منها الكاتب الروائي الكبير بهاء طاهر، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1935.

في كتابه "السيرة في المنفى"، يكشف بهاء طاهر عن بعض من سيرته الذاتية، ومن بين ما يذكره أسباب عزله من  إذاعة البرنامج الثاني في سبعينيات القرن المنصرم. يقول طاهر: "في منتصف السبعينيات، في عز حمله الدولة على الشيوعيين، وفي ضربة مباغتة، تم تطهير الإذاعة من الشيوعيين.

هل كان يوسف السباعي وراء عزل طاهر؟

 ويضيف بهاء طاهر: فجأة مسايرة لاتجاه الدولة، رفع يوسف السباعي شعار: سأطهر الإذاعة من الشيوعيين، وأي شعار لم أزل أذكر هذه الهوجة، كأنها بالأمس، طارت أنباء تخلص الإذاعة من الشيوعيين، وكان واضحًا أنهم قلبوا الدنيا، ولم يجدوا غيري.    

الغريب هو استبعاد اسمي فقط من الإذاعة، غريب في وقتها، لأن الشيوعيين كانوا يملأون أروقة الإذاعة، وعندما أبلغت أني الوحيد الذي أهدر دمه في الإذاعة، توقفت طويلًا، تأملت هذا الاستنفار العدائي تجاهي بدهشة، لم أكن أعرف أني شيوعي إلا عن طريق هذا القرار.

ويستطرد صاحب رواية "واحة الغروب": يوسف السباعي قرر أن يطهر الإذاعة - لماذا الإذاعة تحديدًا لا أعرف- من الشيوعيين، وكان وقتها وزيرًا للثقافة، بالطبع كنت الشيوعي الوحيد الذي تمت تصفيته في الإذاعة، حسب زعمهم، بمعنى أنه لم يجد غيري بالفعل كي ينسب له هذا الاتهام، إذا فرضنا بأنه آنذاك كان اتهامًا.

ويلفت بهاء طاهر إلى: رغم الصداقة التي امتدت بيننا ــ بيني وبين السباعي، صدر قرار استبعادي من الإذاعة، بالأحري رفدي، تذكرت أني منذ أيام جالسته، ومازحني، وأثني علي ثناء الصداقة، وعلى ما أكتب، ولم يتطرق للأمر لا من قريب ولا من بعيد.   

بهاء طاهر يتذكر وجوهًا على مقهى “عمر الخيام”

وحول من تحلقوا حول بهاء طاهر، ويلاحقونه يتابع طاهر في كتابه "السيرة في المنفى": غالبًا أجلس على مقهى عمر الخيام أسفل العمارة التي أسكن فيها، غالبًا بعد صلاة كل جمعة، كل أسبوع، بعض الأصدقاء يحدثونني عبر الهاتف، بعضهم سقط من الذاكرة سهوًا وبلا عمد.. لا حيلة لي في نهاية الأمر.

بهاء طاهر: لست من مسايري التكنولوجيا

ويضيف طاهر: في الغالب لم أعد أنتبه لرنين التليفون، لست من مسايري التكنولوجيا الحديثة، تليفوني قديم كأنه تحفة أثرية مضى عليها قرن من الزمن، ولكنني أنتبه ربما بعد إلحاح تأتيني الأصوات من الجانب الآخر: كيف حالك؟ طمئننا عليك، أرد باقتضاب: تمام.. تمام.

أحدهم اتصل بي يومًا، عرفني بنفسه، وأخبرني أنه بصدد إعداد كتاب عني، رحبت به جدًا، كان نشيطًا ومثابرًا وكان دائم الزيارة، تكررت زياراته لدرجة أن "ستيفكا" - زوجة بهاء طاهر - اعتبرته واحدًا من أهل البيت، وكانت تعد له الطعام والشاي والعصير بحفاوة كبيرة، تذكرت زياراته بسبب الكتاب، كنت واضحًا معه وصريحًا لأبعد مدى، بُحت له عن أسرار وحكايات وذكريات، ثم فجأة انقطعت زياراته.

العشرة أقلقتني عليه، العشرة والود الذي لا يفرط فيه - فرضًا - بسهولة، أكثر من مرة حاولت الاتصال به، ولم يرد. 

عرفت بعدها أنه أصدر الكتاب، وفي مكالمة هاتفني، اختلق سببًا - لا أتذكره - وتشاجر معي، حتى أني لم أقابله من ساعتها.