رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجربة فنية وطبية.. هل تحسن زيارة المتاحف الصحة العقلية؟

العلاج بالفن يثبت
العلاج بالفن يثبت فاعليته

اكتسب العلاج بالفن في السنوات الأخيرة أهمية متزايدة، ولم يعد مقتصرًا على الإبداع الفني الذي يقوم به الشخص للتعبير عن مكنون نفسه وإنما تجاوز ذلك نحو اكتشاف الامكانات العلاجية التي يمنحها التعاطي مع الأعمال الفنية من قراءة للأعمال الأدبية أو الذهاب إلى المعارض والمتاحف الفنية. 

تجربة حديثة

أشار تقرير نُشر حديثًا في صحيفة يونانية إلى تجربة فعالة ومثمرة للتغلب على الآثار النفسية السيئة عبر زيارة  واحد من المتاحف الفنية واتباع برنامج يهدف لتعزيز الصحة النفسية من خلال الفن. 

تحدث التقرير عن أن الصحة العقلية واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا، إذ يعاني ما يقرب من نصف سكان العالم من القلق أو الاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم، وما هو أكثر إثارة للقلق أن حوالي 20% من الأطفال والمراهقين في العالم يعانون من خلل نفسي، فضلًا عن أن الانتحار صار السبب الرئيسي للوفاة بين 15 إلى 29 عامًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

ولفت التقرير إلى أن هذه الإحصائيات من المتوقع أن تزداد سوءًا مع  استمرار المجتمعات في جميع أنحاء العالم في التصدي للآثار اللاحقة لوباء كورونا الذي استمر ثلاث سنوات، عانى خلالها الكثير منهم فترات طويلة من العزلة. 

زيارة المتاحف

احتاج الخروج من هذه الأزمة الصحية إلى طرق مبتكرة لتعزيز الصحة العقلية وخاصة بين الشباب، وكان ذلك عبر ابتكار برنامج للعلاج بالفن يضم ورش عمل تفاعلية وجولات متخصصة ومحاضرات بهدف تحسين الصحة العقلية وسعادة المراهقين والشباب.

جاء البرنامج ثمرة لتعاون معهد أبحاث الصحة العقلية بجامعة أثينا مع متحف الفن السيكلادي، وضم مجموعة كبيرة من برامج التوعية المجتمعية، ومبادرات متعددة مصممة خصيصًا لأولئك الذين غالبًا ما يتم تهميشهم من حيث الفرص الثقافية، بما في ذلك الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا واللاجئين والأشخاص الذين يعانون من مجموعة من الإعاقات الجسدية والحسية.

ضم البرنامج التعرف إلى مجموعة واسعة من الفن اليوناني القديم، بما في ذلك واحدة من أكثر المجموعات الخاصة اكتمالاً لفن العصر البرونزي السيكلادي في جميع أنحاء العالم،  والنظر في جماليات الثقافة اليونانية من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور القديمة المتأخرة. 

لم يقتصر الأمر على توفير مساحة مثالية للتعلم والتي يمكن أن تكون مفيدة للصحة العقلية من وجهة نظر نفسية بحتة، وإنما كان المتحف بمثابة ملاذ إبداعي للمساعدة في تقليل مشاعر القلق والعزلة والاكتئاب.

العلاج بالفن مجال في مهده

أوضح التقرير أن مجال العلاج بالفن الذي ما زال في مهده مدعوم بأحدث الأبحاث في علم الجمال العصبي، ويكتسب قوة دفع سريعًا باعتباره أداة فعالة في علاج مجموعة واسعة من مشكلات الصحة العقلية، فقد أصبحت المتاحف والمعارض الفنية التي يتم دعمها كمراكز للمعرفة والثقافة مساحات مهمة لتخفيف التوتر العقلي وتوفير منصة للأشخاص لتطوير مهارات جديدة والمشاركة في تجارب اجتماعية إيجابية تكون ملهمة وذات مغزى.

من خلال الجولات المصحوبة بمرشدين وورش عمل متخصصة، أمكن للمشاركين في البرنامج الجديد في متحف الفن السيكلادي الانخراط في الأعمال الفنية القديمة المعروضة وتعزيز المشاعر الإيجابية مثل الأمل والمتعة والتفاؤل.