رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صُنع فى مصر للعالم».. حكايات أصحاب المشروعات الصغيرة: الدولة ساعدتنا.. ومصانعنا تصدر للخارج

صُنع فى مصر
صُنع فى مصر

يولى الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتمامًا خاصًا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويدعم أصحابها على المستويين المادى والعينى، من أجل إحداث تنمية حقيقية، وبفضل ذلك الدعم تحولت بعض هذه المشروعات إلى العالمية وأصبحت تصدر منتجاتها إلى الخارج، وهو ما عاد بالنفع على الصناعة المصرية وبيئة الاستثمار.

وكلّف الرئيس السيسى، البنك المركزى بتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر بفائدة ٥٪ متناقصة سنويًا، وفى إطار التوجيهات الرئاسية، منح جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر الشباب الراغبين فى الاستثمار التراخيص وموافقات التشغيل، كما أنشأ الجهاز تجمعات صناعية لتهيئة البيئة للمصنعين، ومنحهم الفرصة لترويج بضائعهم. 

وبلغ إجمالى ما تم ضخه من تمويلات فى تلك المشروعات نحو ٦٠ مليار جنيه، حتى نهاية يوليو الماضى، من أصل ٢٠٠ مليار جنيه تم تخصيصها لتمويل المشروعات المتناهية الصغر.

وكشفت بيانات جهاز تنمية المشروعات عن توفير تمويل ٣٢٣.٤ مليون جنيه لمشروعات البنية الأساسية والتنمية المجتمعية والتدريب، ونتج عنها توفير ١.٥ مليون يومية عمل خلال ٢٠٢١، بزيادة كبيرة بالمقارنة بتمويلات عام ٢٠٢٠.

فى السطور التالية، يتحدث عدد من أصحاب المشروعات المستفيدين من تلك التمويلات، حول حجم أعمالهم ودور الدولة فى دعمهم، وغيرها من التفاصيل.

عمر الجندى: أُصدّر 80% من إنتاج مصنع الملابس الشتوية لدول العالم

منذ ثلاثة أعوام، كان عمرو الجندى يمتلك ورشة صغيرة لصناعة ملابس التريكو الشتوية فى قرية سلامون القماش فى محافظة الدقهلية، وكان صندوق تمويل المشروعات فاتحة الخير بالنسبة له، حيث منحه قرضًا لتطوير الورشة وتحويلها إلى مصنع.

وقال «الجندى» إنه أسس، عن طريق القرض، أول مصنع فى القرية، ينتج ملابس شتوية جيدة وبخامة وصناعة مصرية، مضيفًا: «من الورشة إلى المصنع ثم التصدير للخارج، هذه كانت رحلتى مع قرض صندوق تنمية المشروعات».

وذكر أنه يعمل لديه داخل مصنعه حاليًا ١٠٠ عامل وعاملة، يصنعون الملابس التريكو والمطرزة، وإلى جانب المصنع، أنشأ نحو ٨٠ ورشة أخرى تتولى تصنيع الملابس.

وذكر أن العمال يصنعون القماش والتريكو الذى يدخل فى صناعة الملابس، وتشترك معهم السيدات العاملات فى عملية التطريز، من أجل إضافة اللمسة الجمالية على الملابس، قائلًا: «عشان كده بنقول إن المشروع كله بدأ من قرض مصرى وكل صناعته مصرية».

وقال: «بدأنا مؤخرًا التصدير إلى الخارج، و٨٠٪ من إنتاج المصنع يتم تصديره، وهناك زبائن لى من كل دول العالم»، مضيفًا: «بقينا بنصدر أكتر من الشغل المحلى، وفيه توزيع لكل المحافظات يعنى فيه شبكة توزيع محلية وعالمية».

وذكر أنه يشارك رفقة عمال مصنعه فى المعارض التى تنظمها وزارة الصناعة والتجارة المحلية، من أجل الترويج للمنتجات والصناعات التى ينتجونها طوال السنة.

شعبان السيد: ورشتى تحولت إلى مصنع لبيع الزيوت العطرية بالخارج

أشار شعبان السيد، من أهالى قرية أبوصير بمحافظة بنى سويف، أحد المستفيدين من صندوق تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة، إلى أنه يعمل فى مجال الزيوت العطرية، ويوفر منتجًا مصريًا جيدًا بأسعار مناسبة. وأوضح «السيد»: «ورثت ورشة صغيرة عن أبى، وحصلت على قرض لتطويرها، والآن أصبحت أُصنع الزيوت العطرية وأصدرها للخارج، باسم مصر، منها زيوت البرتقال والليمون والياسمين والفل».

وأضاف: «نزرع عروات خلال ديسمبر ونحصد فى يونيو، ونستفيد بكل جزء من النباتات، ونحقق مكاسب مرضية من البيع فى السوق المحلية وعن طريق التصدير».

وأشار إلى أن القرض ساعده فى توفير بيئة آمنة له ومستقبل مشرق لأولاده، لافتًا إلى أنه اشترى مستلزمات الإنتاج بمجرد الحصول على القرض، ووفر فرص عمل للشباب فى بلدته.

وأكد أن الدولة تساند الشباب أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يعمل على تطوير الصناعة المحلية لتوفير المنتجات المختلفة فى السوق المحلية وللتصدير للأسواق الخارجية.

فرج سعيد: إنتاج التمر والعسل يصل إلى العديد من البلاد

أوضح فرج سعيد، من مركز العدوة بمحافظة المنيا، أحد المستفيدين من صندوق تنمية المشروعات الصغيرة، أنه بدأ مسيرته العملية بتجارة خشب النخيل، وفى عام ٢٠١٤ قرر أن يتاجر فى التمور وعسل النحل، وبمساعدة صندوق تنمية المشروعات أصبح يمتلك شركة تصدر المنتجات المصرية للعالم وتشارك فى مختلف المعارض.

وأضاف «سعيد»: تجارة التمور رائجة فى بلدى، ورغم ذلك وضعت خطة لتحويل مكان صغير إلى مصنع كبير يقدم للسوقين المحلية والعالمية منتجات فاخرة تحمل شعار «صُنع فى مصر». وتابع: «كنا ٣٠ شخصًا ونحتاج إلى رأسمال يقدر بـ١٥٠ ألف جنيه، فحصلنا على قرض من الصندوق، وبدأنا فى شراء البلح من المزارعين فى المحافظات، وبدأنا فى تجفيفه وحشوه وتجهيزه للبيع.. وكان الإقبال على الشراء منّا كبيرًا».

وأشار إلى أنه بعد نجاح العمل فى التمور قرر أن يتوسع ويتاجر فى عسل النحل، وتعاون مع عدد كبير من المناحل، واستطاع إنتاج عسل بجودة عالية، وشارك فى معرض «تراثنا» عام ٢٠١٦، وبدأ فى التصدير للخارج، مؤكدًا أن دعم الدولة لم يتوقف حتى بعد ظهور جائحة كورونا.

ولفت إلى أنه يحلم بتمثيل مصر فى عدد كبير من المعارض الدولية، كما يحلم بمساعدة شباب بلده فى توفير فرص عمل لهم، مؤكدًا أن المشروعات الصغيرة هى التى ستصنع مستقبلًا مشرقًا، وأن الدولة تحتاج إلى أفكار الشباب.

رنا: أُعلم الصغار والكبار صناعة قطع من الفخار

قالت رنا، من قرية تونس بمحافظة الفيوم، إحدى المستفيدات من صندوق تنمية المشروعات الصغيرة، إنها تحب النحت وصناعة الخزف منذ صغرها، وبالتدريب وصلت لمراحل متقدمة، ومن خلال قرض الصندوق طورت ورشتها الصغيرة وحققت نجاحًا كبيرًا.

وأوضحت «رنا»: «فى البداية كنت أعمل بمفردى فى ورشة صغيرة، أصنع فيها منتجات الفخار والخزف، وبعد حصولى على القرض بدأت فى تعليم الشباب، وتحولت الورشة إلى مدرسة كبيرة تنتج القطع الفنية المميزة».

وأشارت إلى أنها تعلم الأطفال أيضًا هذه الحرفة، مضيفة: «المواد الخام والأيدى العاملة والمنتجات مصرية ١٠٠٪». 

ووجهت الشكر للصندوق الذى ساعد الكثير من الشباب فى بناء مشروعاتهم الخاصة، كما وجهت الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، الحريص على دعم المشروعات الصغيرة.

وأكدت أن القرض منحها الأمل، وتمسكت به، وأنها لم تستغل المبلغ كاملًا للإنتاج، بل خصصت جزءًا لتعليم جيل جديد كيفية صناعة هذه القطع الفنية.

ونوهت بأنها تشارك فى العديد من المعارض، وتحقق نسب مبيعات كبيرة، وتحلم بتصدير منتجاتها لكل الدول.