والد الأستاذة.. أقدم بائع بخور في رحاب السيدة: «بنتي خريجة حقوق»
في محيط رحاب السيدة نفيسة ومنذ 40 عامًا مضت وبالرغم من صعوبات الحياة التي تزداد يومًا بعد يوم، يفترش مصصفي فراج، 65 عامًا، يوميًا ليبيع أعواد البخور الموجودة أمامه على منضدة، وبجانبه الشمسية التي تحميه من آشعة الشمس، ليحصل على قوت يومه من أجل الإنفاق على عائلته الصغيرة، المكوّنة منه وزوجته ونجلته –بحسب روايته لـ"الدستور"-.
امتهن مصطفى فراج المعروف باسم "الحاج فراج" بيع البخور من والده، منذ زمن طويل، حتى أن "بيع البخور" ساعده على تعليم نجلته، لتحصل على ليسانس حقوق، وحاليًا تعمل على تحضير الماجستير والدكتوراه، يكمل لـ"الدستور":"مبسوط وفخور ببنتي جدًا، وكان حلمي إني أعلمها وأخليها تعيش اللي معرفتش أعيشه واتحرمت منه زمان، وخاصًة التعليم".
"والد الأستاذة".. فراج
تمكَّن "فراج" من تعليم نجلته الكبرى، وتحصل على تعليم عالي على عكس العادة والبيئة التي نشأ فيها التي لا تهتم كثيرًا بالتعليم، متابعًا: "انا حبيت أخلي ولادي ميعشوش نفس العيشة بتاعتي، انا محدش ساعدني بس قررت أن بنتي وبقيت أولادي يتعلموا ويعيشوا حياة نضيفة عكس اللي حصل معايا، واتمني أن يعيشوا أفضل مني، ومعايا ولاد تانية بس لسه في مراحل التعليم الأساسيةولا".
وقوف "فراج" بجانب المسجد كانت فرصة جيدة له بأن يقابل الكثير من المشاهير، ويحضر جنازاتهم التي خرجت من المسجد، ويشهد على الكثير من المواقف سواء كانت كوميدية أو تراجيدية، العديد من المواقف أثرت في نفسيته وشكّلت شخصيته التي جعلته مؤمن بتعليم أبناءه على عكس والده، الذي رفض هذا، كما أن لديه العديد من الحكايات عن خُدام المسجد الذين كانوا يدخلون المسجد لتنظيف الحمامات، كما أنه تقابل بالعديد من الفنانين ولاعبي كرة القدم، على رأسهم فيفي عبده والكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي.
