رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحدثها معركة جائزة ساويرس الثقافية.. كواليس استبعاد لجنة الترجمة لهذه الكتب

دكتور محمد مندور
دكتور محمد مندور

تاريخ المعارك الثقافية في الأوساط الأدبية المصرية طويل وحافل، جاءت في فصله الأحدث، الجدل الذي أثاره شادي لويس بتنازله عن جائزة ساويرس الثقافية، والمشاحنات التي فجرها الروائي حمدي أبو جليل، بالتشكيك في نزاهة لجنة التحكيم في جائزة ساويرس، عبر حسابه الخاص بالفيسبوك.

فتاريخ الوسط الثقافي المصري ملىء بالمعارك الأدبية التي شنها الكتاب بعضهم علي بعض، من خلال صفحات الجرائد والمجلات. وفي كتابه “معارك أدبية”، يشير الناقد الدكتور محمد مندور، إلي قضية نزاهة لجان التحكيم أو القراءة في المؤسسات الثقافية المختلفة. 

يقول مندور عن لجنة اختيار الكتب المترجمة:"أثناء مشاركتي في إحدي اللجان التي تنهض بمهمة الاختيار والإشراف علي التنفيذ لاحظت أن مشروعات الترجمة إلي العربية لا تلقي صعوبات كبيرة فلدينا الآن من المثقفين ثقافة أوروبية عالمية من يستطيعون اختيار الروائع والأمهات العالمية في الكثير من اللغات الأجنبية.

ــ  الأسس والمعايير التي يقوم عليها الاختيار

ويستطرد “مندور”: ولكن الصعوبة الحقيقية التي تواجهنا هي اختيار ما يحسن ترجمته من العربية إلي اللغات الأجنبية وذلك لأننا لا نريد الترجمة لذاتها، ثم تكديس تلك المترجمات في مخازننا أو مخازن خارجية. ومن هنا تأتي أهمية الأسس التي يقوم عليها هذا الاختيار، ومن الواضح أن خير هذه الأسس أنه يجب أن نختار ما يمكن أن يقدم لقراء اللغات الأجنبية جديدا، أو ينعكس فيه طابعنا الخاص وأسلوب حياتنا.

ويلفت “مندور” إلي: وعلي هذا الأساس اتجه الرأي في هذه اللجان إلي صرف النظر عن ترجمة عدد من الكتب العربية التي تضمنها مثلا المشروع الأول للمكتبة العربية الذي أعدته في سرعة لجان المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب. 

ــ مسرحيات فرنسية مترجمة بالعربية

ويتابع “مندور”: بالرغم من أنني شديد التفاؤل نحو هذه التجربة ــ الترجمة ــ بحكم أن مصر أصبحت اليوم مرموقة في العالم كله وأن كثيرا من دول العالم ترسل مؤسساتها وهيئاتها إلي مؤسساتنا المماثلة الكثير من الرسائل التي تطلب فيها قوائم بالمؤلفات العربية الحديثة المترجمة إلي اللغات العالمية، أو تطلب تلك المترجمات فعلا. إلا أنني أعتقد أن تعريف العالم الخارجي بنهضتنا الثقافية والأدبية والفنية بواسطة الكتاب سيحتاج إلي وقت طويل ومجهودات شاقة عنيفة، وفي اعتقادي أن خير جهاز ثقافي يستطيع نقل هذه الثقافة والأدب والفن إلي جميع أنحاء العالم  هو المسرح.

ويضيف: ولقد سررت أيما سرور عندما جاءني عدد من الشبان والفتيات المثقفين النابهين من خريجي قسم اللغة الفرنسية، ليخبروني أنهم كونوا فرقة تمثيلية للتمثيل باللغة الفرنسية في بلادنا، وفي بلاد العالم المنتشرة فيها اللغة الفرنسية كبعض البلاد الأفريقية فضلا عن الدول الأوروبية الفرنسية اللغة. وأنهم قد عرضوا هذا المشروع علي مؤسسة دعم المسرح والموسيقي فلقوا ترحيبا وتشجيعا من مديرها “أحمد حمروش” الذي أحالهم علي مخرج من مخرجينا الذين يجيدون اللغة الفرنسية وهو “فتوح نشاطي” ليوجههم ويدربهم.

وعندئذ سألتهم عن نوع المسرحيات التي سيختارونها، فأجابوني بأنه قد سبق لهم أن عرضوا بمساعدة الدكتور “مؤنس طه حسين” مسرحية “فيدر” للشاعر الفرنسي الكلاسيكي راسين، ولكنهم بالرغم مما أصابوه من نجاح في تمثيل هذه المسرحية قد عدلوا عن هذا الاتجاه. بعد أن فشلت المحاولة التي بذلها زملاؤهم من خريجي قسم اللغة الانجليزية في عرض وتمثيل مسرحيات انجليزية ومحاولة تقديمها في لندن نفسها، لأنهم كانوا كمن يحمل الفحم إلي نيو كاسل أو كمن يبيع الماء في حارة السقايين.

ويشدد “مندور” علي: ولهذا رأوا أن المنهج السليم والنفع المزدوج وطريق النجاح المضمون يقضي بأن يقصروا اختيارهم علي المسرحيات العربية الأصلية التي ترجمت إلي الفرنسية أو التي يمكن أن يقوموا هم أنفسهم بترجمتها إلي تلك اللغة.