رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد سنوات القطيعة.. لماذا يتقرب حزب الله من «الراعي»؟

البطريرك بشارة الراعي
البطريرك بشارة الراعي

شكلت زيارة وفد من حزب الله للبطريرك الماروني بشارة الراعي علامة فارقة لبدايات العام الجديد. بحسب ما تناقلته وسائل إعلام لبنانية محلية، ونقلت عن مصادر، أن احد أشكال التفاعل على خط البطريركية المارونية - الضاحية الجنوبية تمثّل في اجتماع المسؤول الإعلامي في بكركي وليد فياض مع بعض قياديي الحزب أخيرا للتداول في الملف الرئاسي، خصوصا من زاوية المواصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس المقبل.

وتأتي الزيارة بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين الجانبين وصلت حد القطيعة، لكن حزب الله يقول إن ظروف التباعد الاجتماعي الناجمة عن جائحة كورونا هي السبب.

ويعيش لبنان أزمة اقتصادية وحالة انسداد سياسي بعد فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد للبلاد في 10 جلسات متتالية منذ نهاية أكتوبر الماضي.

وقال المحلل السياسي اللبناني عبدالله نعمة، إن مبادرة حزب الله مع القوى المسحية اللبنانية بزيارة البطريرك، ماهي سوى انفتاح للحوار بعد قطيعة لمدة سنتين تقريبا، وكلنا نعلم أن البطريرك يريد بشدة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، كي يجنب لبنان الغرق، وهو كل يوم يهدد بأنه يجب تدويل لبنان، ويريد الأمم المتحدة أن تتولى زمام الأمور، لو بقيت القوى السياسية غير متفقة.

وأضاف نعمة في تصريحات أدلى بها إلى "الدستور"، أن البلد يغرق، والمواطن اللبناني وصل إلى مرحلة من الانهيار، تستوجب التعامل بشكل آخر من قبل القادة والسياسيين في الدولة، وعلى هذا الأساس جاءت زيارة وفد من حزب الله للبطريرك، للانفتاح الذي نعتبره أفضل من القطيعة.

الانفتاح على الحوار

وتابع بقوله: نحن نعلم أن الانفتاح على الحوار بين جميع القوى السياسية والوطنية شيء جيد، وأفضل من المناكفات بين الفرقاء السياسين، غير أن هذا الانفتاح بطبيعته ضعيف، لأن جميع القوى السياسية والحزبية في لبنان مربوطة بأجندات وقوى خارجية، وأن أي حل سياسي في لبنلن يأتي من الخارج.

وأشار المحلل السياسي اللبناني، إلى أن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لم يجهز بعد، رغم وجود بعض الإشارات الداخلية والخارجية، بأن الرئيس القادم هو إما جوزيف عون، أو سليمان فرنجية، والواضح أن الامر لم يحسم بعد، ولم تأت الكلمة النهائية من المجتمع الدولي، ولبنان مرتبط وبشكل أساسي، بالموضوع الإيراني الأمريكي، وبناء عليه، يجب أن يكون هناك موافقة سعودية وإيرانية وأمريكية وفرنسية على الرئيس القادم، وهذا طبعا كله موجود ضمنلاالمبادرة الفرنسية تجاه لبنان.

وأوضح نعمة، أن فرنسا تسعى لتحقيق الاستقرار في لبنان في أسرع وقت ممكن، متابعا: أعتقد أن هناك انتخاب لرئيسا الجمهورية في فترة قريبة جدا، تبدأ معالمه بالظهور بعد منتصف هذا الشهر، خصوصا أن جميع القوى اللبنانية والحزبية متفقة عل جوزيف عون، ولكن بعد حادث التعرض لقوى الأمم المتحدة في الجنوب، هناك بعض المآخذ دوليا على عون، والذي يتهم بأنه يغطي حزب الله أمنيا، وأن حادث الجنوب يمكن أن يطيح به من السباق، ويأتي بسليمان فرنجية، وهذا ما يريده حزب الله.