رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فكرونى

ليال شتوية باردة، فنجان من مشروبك الساخن، صوت آت من بعيد أسمعه الآن «دا صوت الست» تشدو فكروني ازاي هو انا نسيتك.. تخيلتها الآن، نعم هى واقفة على المسرح تغنى، تأخذ روحك وتطير «كمان يا ست»، «الله يا ست» دون أن تنطق بكلمة واحدة فقط تسمع الصوت الآتِ من بعيد.. تستمتع وتقول: « اه.. اااه لو عاد الزمن» ويتشتت تفكيرك وتسمعها تقول «وعايزنا نرجع زي زمان» قول للزمان ارجع يا زمان"، ثم تعود مرة أخرى لـ«فكرونى» وحبيبك الذي لم تنساه.

الآن تلتقط هاتفك وتطالع ماذا حدث اليوم بعيدًا عن الصخب السياسي، يوم ميلاد سهير ذكي، ومقطع لها تتمايل على أنغام ألف ليلة وليلة لـ أم كلثوم، بسمة رسمت على وجهك الآن، وسؤال يباغتك لماذا تغيرنا كل هذا التغير، هل أصبحنا نكره الفن، أصبحنا لا نعتمده في أفراحنا، لا بل الكلمة السهلة دائمًا "متدين بطبعه"، لا يهم إذا كانت أخبار الحوادث أكثر من أخبار العمل.
لا.. لن استدرجك للأخبار والأمور المعقدة، فقط ألعب معك لعبة طريفة، أنعش عقلك بها، ويمكن قلبك لا عقلك، لما أم كلثوم وسهير ذكي، بالأمس، اختارت مجلة أمريكية أم كلثوم ضمن أفضل 200 مطرب في التاريخ، واليوم كما قلت لك يوم ميلاد «سهير».

دعني أروي لك قصة ربما لا تعرفها، في أوج شهرتها قابلت «سهير» العبقري محمد عبدالوهاب، وسألها عن أم كلثوم وماذا فعلت عندما علمت أنكِ ترقصين على موسيقى أغانيها، فردت وقالت «قلبان.. بايني عملت قلبان».

سهير كانت تعمل في ملهى ليلي بمصر الجديدة، ولذكائها قررت ترقص على نغمات «أنت عمري» في حضور الأستاذ محمد حسنين هيكل، ولأنه «الأستاذ» أراد أن يعرف الثنائي سومة وعبدالوهاب بأن هناك فتاة تضيف لحلاوة الغنوة حلاوة، أداء عبقري، بسمة، أداء حركي أخاذ.

عبدالوهاب كان هادئًا وتعامل مع الموقف بذكاء متناهٍ، وذهب لمكان عمل "سهير"، وبعدها ذهب لـ«أم كلثوم» التي استشاطت غضبًا، وقال لها «لو بس شوفتيها، راقية جدًا».

أم كلثوم هدأت ونظمت حفل ودعت «سهير»، لكن دون أن تدري أن «سومة» منظمة الحفل، مساعدو «ذكي» أبلغوها أن «الست» ستكون موجودة وسترى بنفسها.

تدري ماذا حدث، أم كلثوم تجلس أمام سهير ذكي مباشرة وكأنها تقول لها «وريني بقى بترقصي على موسيقى الأغاني بتاعتي إزاي»، وبعد الرقص ذهبت «ذكي» لـ «الست» والمفاجأة أن «سومة» قالت لها «إنتي إزاي شاطرة كده».

لا أدري لعلك لا تعرف هذه القصة، لكنك تأكدت الآن لماذا قلت لك إننا أصبحنا نكره الفن، قد تكون مختلفًا معي في حبك لفن الرقص، لكننا لن نختلف أبدًا على صوت الست أو «فكروني».