رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما يعد بانتخابات «نزيهة»

بورما
بورما

تعهدت المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما إجراء انتخابات "حرة ونزيهة" بمشاركة مختلف الأحزاب، وذلك خلال إحياء ذكرى الاستقلال الأربعاء بعد أيام على صدور أحكام سجن جديدة بحق الحاكمة السابقة أونغ سان سو تشي ستفضي إلى احتجازها 33 عاما خلف القضبان.

وغرقت مناطق واسعة من الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا في فوضى وأعمال عنف بين الجيش وميليشيات منذ سيطرة الجيش على السلطة قبل نحو عامين.

وتستعد الحكومة العسكرية التي اختتمت قبل أيام سلسلة من المحاكمات بحق أونغ سان سو تشي، لانتخابات جديدة في وقت لاحق هذا العام اعتبرت الولايات المتحدة أنها ستكون "صورية".

وقال رئيس المجموعة العسكرية مين أونغ هلاينغ أمام حشد من الجنود وأنصاره في نايبيداو إنه "عند الانتهاء من أحكام حالة الطوارئ، ستنظم انتخابات حرة ونزيهة تماشيا مع دستور 2008". ولم يحدد هلاينغ جدولا زمنيا.

ومن المتوقع أن ينتهي فرض حالة الطوارئ أواخر يناير، تقوم السلطات بعدها وفق الدستور بوضع خطط لإجراء انتخابات جديدة.

وكان الجيش البورمي قد أعلن من دون تقديم أي إثبات أن انتخابات نوفمبر 2020 التي فازت بها الرابطة الوطنية للديموقراطية بزعامة سو تشي، شهدت عمليات تزوير واسعة. 

وقال مراقبون دوليون آنذاك إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة إلى حد كبير.

وأعلن هلاينغ إن الجيش بصدد عقد اجتماعات مع أحزاب سياسية للتباحث في "نظام التمثيل النسبي الانتخابي" من دون مزيد من التفاصيل.

يقول المحللون إن المجموعة العسكرية قد تلغي النظام التعددي الذي أفضى إلى فوز سو تشي زعيمة الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية، بغالبية ساحقة في 2020 و2015.

جابت دبابات وراجمات صواريخ وعربات مصفحة ساحة استعراض في العاصمة نايبيداو، في مستهل عرض عسكري في الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال بورما عن بريطانيا.

وسار موظفون من القطاع العام وتلاميذ مدارس ثانوية خلف الجنود، ترافقهم فرقة موسيقية عسكرية فيما أطلقت 750 من حمامات "السلام" في الذكرى، بحسب وسائل إعلام رسمية.

وأعلنت المجموعة العسكرية التي كثيرا ما تحيي مناسبات بإصدار عفو عن سجناء، في وقت لاحق العفو عن 7012 سجينا في المناسبة، من دون تحديد ما إذا كان القرار يشمل سجناء اعتقلوا في إطار قمع المعارضة. لكنها قالت إنه لن يشمل مدانين بجرائم مثل القتل والاغتصاب والإرهاب.

وتجمع أهالي في وقت لاحق أمام سجن إنسين في رانغون أملا في أن يكون أحباؤهم ضمن المفرج عنهم، بحسب وسائل إعلام محلية.

ولم يرد المتحدث باسم المجموعة العسكرية على سؤال عما إذا كانت السلطات ستنقل سو تشي من سجنها لتضعها في الإقامة الجبرية في إطار العفو.

وقال سكرتير جمعية مساعدة السجناء السياسيين بو كيي، "لا زلنا بصدد جمع المعلومات وليس لدينا تفاصيل بعد حول عدد السجناء السياسيين الذين أفرج عنهم.

وأعلنت بورما استقلالها عن المستعمر البريطاني في الرابع من يناير 1948م بعد قتال استمر لفترة طويلة بقيادة الجنرال أونغ سان، والد الزعيمة المدنية السابق.

ومنحت الحكومة العسكرية مئات الجوائز والميداليات لمؤيديها في الفترة التي سبقت إحياء الذكرى، لأشخاص من بينهم راهب يعرف بتحريضه على الكراهية الدينية في بورما.

ومُنح الراهب ويراثو - الذي لقّبته مجلة "تايم" في العام 2013 "بن لادن البوذي" بعد أعمال شغب دامية طائفية - لقب "ثيري بيانشي" الثلاثاء، "لعمله المتميز لصالح اتحاد ميانمار".

وعادة ما يتم إحياء المناسبة بمسابقات ومسيرات وتجمعات في الحدائق والمساحات العامة.

وأفاد مراسلو فرانس برس عن تعزيز التواجد الأمني في العاصمة التجارية رانغون التي شهدت عددا من الهجمات بقنابل في الأشهر القليلة الماضية.

من ناحيته وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمناسبة "أخلص التحيات" للمجموعة الحاكمة، مضيفا أنه يتطلع إلى "تعزيز" العلاقات، على ما ذكرت صحيفة غلوبال نيو لايت أوف ميانمار الرسمية.

وروسيا حليف ومزود سلاح رئيسي للحكومة العسكرية المعزولة التي قالت إن غزو موسكو لأوكرانيا قبل عام تقريبا "مبرر".


وحلقت طائران من طراز سوخوي إس يو-30 وطائرتا ميغ-29 خلال العرض، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.


ولا يزال أكثر من 13 ألف شخص اعتقلوا في حملة قمع استهدفت المعارضة، يقبعون في السجون بحسب ارقام نشرتها الثلاثاء جمعية مساعدة السجناء السياسيين.