رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف غير تلسكوب جيمس ويب الفضائى علم الفلك بعد عقود من التخطيط؟

تلسكوب جيمس ويب الفضائي
تلسكوب جيمس ويب الفضائي

قال موقع "ذا فيرج" الأمريكي المعني بالتكنولوجيا، أنه بالتزامن مع عيد الميلاد في 2022، تجمع علماء الفلك وعشاق الفضاء في جميع أنحاء العالم لمشاهدة الإطلاق الذي طال انتظاره لتلسكوب جيمس ويب الفضائي.

وعلى الرغم من كونه قطعة هندسية رائعة، إلا أن التلسكوب لم يخل من المشاكل  من تجاوز الميزانية وتأخر الجدول الزمني إلى تسميته على اسم مدير ناسا السابق الذي اتهم بكونه معاديا للمثليين.

وبعيًدا عن المشاكل والجدل، أصبح واضحًا أن قدرات التلسكوب هائلة، وقد سمح بالفعل لعلماء الفلك بالحصول على مناظر جديدة وكشف الألغاز حول مجموعة كبيرة من موضوعات الفضاء.

وبما أن الضوء يستغرق وقتًا للانتقال من مصدره إلينا هنا على الأرض، فمن خلال النظر إلى المجرات البعيدة للغاية، يمكن لعلماء الفلك، في الواقع، أن ينظروا إلى الوراء في لرؤية المجرات التي تشكلت منذ أكثر من 13 مليار سنة.

على الرغم من وجود بعض الجدل بين علماء الفلك حول دقة بعض الاكتشافات الأولى للمجرات المبكرة، حيث لم تتم معايرة أداة JWST بالكامل، لذلك كان هناك مجال للنقاش حول عمر المجرات البعيدة بالضبط.

ودعمت النتائج الحديثة فكرة أن JWST قد رصدت المجرات من أول 350 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، وهذا يجعل هذه المجرات أقدم المجرات التي تم رصدها على الإطلاق.

وتمكن التلسكوب من اكتشاف ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية لأول مرة، واكتشف مؤخرًا مجموعة من المركبات الأخرى في الغلاف الجوي للكوكب WASP-39b أيضًا، بما في ذلك بخار الماء وثاني أكسيد الكبريت.

وهذا لا يعني فقط أن العلماء يمكنهم رؤية تكوين الغلاف الجوي للكوكب، ولكن يمكنهم أيضًا رؤية كيفية تفاعل الغلاف الجوي مع الضوء من النجم المضيف للكوكب، حيث يتم إنشاء ثاني أكسيد الكبريت عن طريق التفاعلات الكيميائية مع الضوء.

ويعد التعرف على الأغلفة الجوية للكواكب الخارجية أمرا بالغ الأهمية إذا أردنا العثور على كواكب شبيهة بالأرض والبحث عن الحياة.

ويمكن لأدوات الجيل السابق تحديد الكواكب الخارجية وتحديد المعلومات الأساسية مثل كتلتها أو قطرها ومدى بعدها عن نجمها، ولكن لفهم ما سيكون عليه الحال على أحد هذه الكواكب، نحتاج إلى معرفة غلافها الجوي.

ومع بيانات من JWST، سيتمكن علماء الفلك من البحث عن كواكب صالحة للسكن خارج نظامنا الشمسي، وليست الكواكب البعيدة فقط هي التي تجذب انتباه التلسكوب والعاملين عليه، حيث تم استخدام المرصد لدراسة الكواكب في نظامنا الشمسي، بما في ذلك نبتون والمشتري، وسيتم استخدامه قريبا لدراسة أورانوس أيضًا.