رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالوهاب: أم كلثوم لمست بإحساسها الواعى أن الرأى العام يمجّ الأغنية الخليعة

عبد الوهاب وأم كلثوم
عبد الوهاب وأم كلثوم

عبدالوهاب: أم كلثوم لمست بإحساسها الواعي أن الرأي العام يمجّ الأغنية الخليعة، كان هذا أحد محاور المقال الذي كتبه موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، عن كوكب الشرق أم كلثوم والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1898، ونشر في مجلة الكواكب.

ويستهل عبدالوهاب مقاله لافتًا إلى ذكريات لقائه الأول مع أم كلثوم: "قد لا يعرف الكثيرون أني والآنسة أم كلثوم ظهرنا سويًا، ولأول وآخر مرة حتى الآن، منذ أكثر من عشرين عامًا، نعم ظهرنا سويًا وغنينا سويًا أغنية "على قد الليل ما يطول"، كان ذلك منذ أكثر من عشرين عامًا، في منزل والد الصديق "أبوبكر خيرت" المهندس المعروف، وكان المنزل في شارع خيرت.

وقيل لي قبيل الحفلة أنني سأغني مع أم كلثوم، ففرحت واعتبرت هذا الخبر بشرى كبيرة لمطرب غير معروف تمامًا، لم يخط إلى مدارج الشهرة بعد، في حين أن أم كلثوم كانت وقتذاك قد وطدت قدمها وعرفت منذ سبع سنوات أو تزيد، وعرفها الناس وأعجبوا بصوتها وفنها الرفيع".

 عبدالوهاب يغني مع أم كلثوم

ويمضي عبدالوهاب مضيفًا: "غنيت مع أم كلثوم، وأحسست وأنا إلى جوارها أنني أتحدث إلى أستاذ، وأن هذه الحفلة يتوقف عليها شىء غير قليل من مصيري كمطرب ناشئ. وسمعنا في هذه الحفلة، بين من سمعنا الأستاذ حسن أنور وكيل معهد الموسيقى وقتذاك، فهمس في أذني بأنني أديت دوري على أكمل وجه، وأنني أحسنت الأداء. وحسبته يجاملني ولكن هذه الهمسات توالت عليّ من صاحب الحفلة وكثيرين غيره".

"ولم آبه إلا لشهادة أم كلثوم التي قالت لي همسًا: "أنت كوييس"، وأحسست بفخر عظيم أن أغني مع مطربة لها مكانة عميقة في وقت لم أكن أتمتع بهذه المكانة، وهكذا غنيت مع أم كلثوم".

سر عظمة أم كلثوم كما يصفها عبدالوهاب

ويلفت محمد عبدالوهاب في مقاله عن أم كلثوم وسر عظمتها إلى: وأم كلثوم قد جمعت في صوتها كل هذه المواهب، وأم كلثوم تتمتع بكل ما يجب أن يتوافر في المغني الذي عليه أن يسمع الآلاف وأن يبدد السأم الذي قد يعتورهم، وأن يظل يشدو ويشدو متنقلًا من "مقام" إلى "مقام" في سهولة ويسر وهذه سر عظمة أم كلثوم.

وأما عن أم كلثوم التي ساهمت في الطفرة الفنية الحديثة، فهذا معروف وملموس، فلولا حسن تدبيرها ولولا ما تتمتع به من عقلية واعية، لما استطاعت أن تحتضن الأستاذ الشاعر أحمد رامي، وأن تجعله يتعاون معها، وأن يجود بالمعاني الرائعة التي تؤديها أم كلثوم أحسن أداء.

فقد لمست بإحساسها الواعي أن الرأي العام سوف يمج الأغاني الخليعة ذات المعاني المبتذلة، وأن الرأي العام لن يقبل مستقبلًا طقاطيق وأغاني من نوع "إيه اللي جرى في المندرة"، فقربت إليها "رامي" وتعاونا معًا على النهوض بفن الغناء، معنى وأداء، وكانت أن بدأت بطفرة رائعة "الشك يحيي الغرام"، وتعد أم كلثوم قد ساهمت بعقلها وقلبها في رفعة فن الغناء.

306316572_3317444418542944_2210816251972041141_n
306316572_3317444418542944_2210816251972041141_n
306511619_3317444498542936_7871518164292973657_n
306511619_3317444498542936_7871518164292973657_n