رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤتمر «أدباء مصر» يناقش حركية الإبداع في الفضاء الإلكتروني

مؤتمر أدباء مصر يناقش
مؤتمر أدباء مصر يناقش حركية الإ بداع في الفضاء الالكتروني

ناقش مؤتمر أدباء  مصر في دورته الـ 35  عبر ندوة  تحت عنوان “حركية الإبداع في الفضاء الإلكتروني”، وأدار الجلسة الكاتب الصحفي والشاعر محمود دوير الذي طرح عدة تساؤلات حول وضع حركة الإبداع الآن، وكيف يمكنها مواكبة الفضاء الإلكتروني الذي يتطور بشكل سريع، ومن ضمن هذه الأسئلة الأجناس الأدبية الجديدة، وما هو مصير الرصيد المصري من الإبداع وكيف يمكن تقديمه للأجيال الجديدة، ومسألة الصراع بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي وغيرها من الأسئلة.

قال الدكتور عاطف عبيد، مؤسس دار بتانة "إن المعرفة موجودة قبل وجود الوسيط، فالمعرفة كانت تنتج في البداية شفاهه، فالانسان البدائي عندما كان يحاول ترك خبراته فبدأ يبحث عن وسيط خارجي فبدأ النقش على المعابد والجلود ثم البردي إلى أن وصلنا إلى الفضاء السيبراني.

ولفت عبيد إلى أن “المعرفة تنقسم إلى ثلاثة أضلاع أي انها عبارة عن مثلث المعرفة، أضلاعه هي انتاج المعرفة ومعالجة المعرفة ثم الاتاحة والاستهلاك، والإنتاج هو النصوص المنتجة من مقالات وروايات وقصص، ثم معالجة أي التهيئة للاتاحة، والضلع الثالث هو الاتاحة، ومنتج المعرفة قد يكون مستهلكا أي ان الكاتب يكون قارئ في ذات الوقت”.

وأضاف عبيد: “عندما حل الفضاء الالكتروني كان الناس يعتقدوا انه سيؤثر علي الطبيعي او الواقع، والورقي ليه مزايا للبقاء وعيوب للفناء، لكن الورقي كان بارا بالمعرفة طوال أكثر من ألف عام، حيث بدات المعرفة الورقية في العراق من خلال اسري من الصين، ثم انتقل الورق والوراقين الي مصر والمغرب العربي ثم قفز في النهاية الي اوربا، الي ان تم اخترع الطباعة في المانيا وانتقلت هذه الطباعة الي العالم كله”.

وتابع: “في الحقيقة الفضاء الإلكتروني له مميزات لامعة، لكن يجب التعامل مع الوسيط الالكتروني بحذر، كما ان في الفضاء الالكتروني افاد عملية المعرفة مدي المؤلفين بكميات كبيرة من المعلومات، باعتبارها رافد رئيسي للمعرفة، فالمنتج الرقمي انتج من منتج ورقي، كما غير من الأجناس الأدبية، فمثلا عندما تتحول الرواية الي رواية مسموعة تسمي رواية وليست لها أسماء أخرى، وليس هناك ما يسمي رواية إلكترونية، ولذلك اعتبره جنس ادبي مشوه من الرواية الاصلية، فالروابط والصور والفيديوهات التي يتم اضافتها علي الرواية تؤدي الي تفريغ الرواية من مضمونها الأصلي من حيث البناء الفني للرواية”.

وأشار إلى أن هناك رواية آلية هي التي أنتجها الإنسان الآلي"الروبوت"، وهذا تحت الأبحاث وهناك فتح في هذا المجال، وستكون جيدا اذا كان هناك درجة كبيرة من الوعي لدى المثقفين في الأساس ومنتج رقمي مولود رقمي.

وذهب عبيد إلى أن من ضمن فوائد الفضاء الالكتروني انه قلل من عملية سرقة النصوص الأدبية، أدت الي زيادة الذائقة الأدبية، وبالتالي وفر معرفة جديدة ووادي الي مجتمع جديد.

ومن جهته قال خالد حماد  المحرر الثقافي بجريدة الدستور: “نماذج  عديدة لحركية الإبداع  في الفضاء الإلكتروني ومنها  المواقع المتخصصة في نشر الإبداع نموذج  موقع جهة الشعر، وموقع  صدى ذاكرة القصة القصيرة المصرية  تلك المواقع لعبت دور رئيسي  وبارز في توسيع دائرة المعرفة  عبر تقديم وجوه وكتابات شابة وأخرى غائبة عنا”.

 ولفت إلى أنه قد يكون وجود مثل النوع من الإبداع سببا وراء خلق مفاهيم ومصطلحات جديدة  مثل  مصطلح حساسية الأطراف، مصطلح الرواية الروبوت، إلى جانب الرواية الرقمية، إلى جانب كونه سببا رئيس في ظهور انتشار ما يسمى بالقصة الومضة والتي كانت بمثابة نبوءة الإيطالي  إيتالو كالفينو

وتابع: “من هنا نفهم أن حركية الإبداع في الفضاء الإلكتروني مرهونة بامتلاك ادواته، فلايمكن لمبدع ان يقدم   لى كتابة  رواية رقمية دون  أن يكون لديه خبرات مسبقة  بأدوات التكنولوجيا والبرمجة وهذا ما يشير الي هذا النوع من الإبداع  مرهون بظهور أجيال جديدة تمتلك تلك الأدوات ذلك بالضرورة إلى جانب الموهبة”.

واختتم حماد: "في نفس السياق ثمة اسئلة كثيرة ومحرضة  على معنى  الانتباه لهذا  الحركية وتفسيرها وتخليلها وإلى أي مدى يمكن الإشارة إلى أن لدنيا أدب وإبداع رقمي، وهذا ما يجعلنا  نسأل عن ما يميز الإبداع الرقمي عما هو سائد الآن وهل سبق النقد والتمظير لمفهوم الإبداع الرقمي في عالمنا العربي.

 

 من جانبه؛ قال الناقد والأكاديمي  الدكتور محمد محمود حسين: "نحن نتحدث في موضوع بل يمكن وصفه بموضوع الأجيال المستقبلية، "موضوع حركية الابداع في الفضاء الالكتروني"  يرجع بداياته  عربيا بدأ في بداية الالفية،وقد وصل اليوم الي صراع بين فئتين، فئة ترفض الشكل الجديد الذي مازال في طور الانشاء في الثقافة العربية وهذا طبيعي، وفئة اخري متحمس لهذه الفكرة، والنص الذي ينتج اليوم اختلفنا او اتفقنا عليه هو نص ربما يتطور مع تطور علاقتنا مع التكنولوجيا".

وتابع حسين: "مع تغير الحياة يتغير الوسيط، ومع تغير الوسيط شيء طبيعي ان يتغير الشكل الابداعي ويتغير التعبير في الادب، وعندما أراد الانسان الأول عغندما أراد ان يعبر عن علاقته بالحياة لجئ الي الأسطورة، ومع مرور الأيام احتاج لوسيط اخري يعبر به عن شكل الحياة ويسجل تجاربه وخبراته فسجل علي الجدران والمعابد، ومع تطور وعيه وجد هناك صعوبة في هذا التسجيل، فنظر الي ما هو مصير ما سجله فوق هذه الجدران، واذا انتقل الي مكان اخر تنقطع علاقته بكل ما سجله، لذلك لجاء الي ورق البردي والمخطوطات، ثم مع تطور الحياة ظهرت المطبعة، الي ان وصلنا الي الحاسب الالي والانترنت، وهو الوسيط الأكثر تاثيرا في حياة الناس الآن.

وأضاف أنه ليس كل ما يكتب من دراسات نقدية الكترونية حول هذا المجال هو نقد رقمي، اذا كان هناك ادب رقمي، لا يوجد ما يسمي نقد رقمي، فهناك روايات لها اصل ورقي تنقل الي رواية صوتية مسموع فهذه ليست رواية رقمية بالمعني الإبداعي الذي نعرفه، ومثلا نجيب محفوظ كتب رواية لها الأصل ورقي وقمنا بتحويلها الي ملف الكتروني وتم وضعه علي الانترنت، وبهذا نقول انه بمجرد دخول الرواية إلى الفضاء الإلكتروني أصبحت رقمية، أي انها أخذت من الوسيط صفة الرقمية.

ولفت إلى أن "السؤال هنا الذي يطرح نفسه هل استثمر الكاتب هنا الأدوات الصوتية والحركية داخل نصه، إنما الوسيط هنا ابدع لغة الكترونية جديدة علي الكاتب أن يستوعبها قبل أن يكتب، لأن هناك خلط في مفهوم الرقمية، فتحويل رواية إلى ملف الكتروني لا يعني تحول إلى رواية رقمي