رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفة الأغنياء.. كاتب أمريكى يكشف «أسرار المليارديرات»: نجحوا عبر إدارة الوقت

المليارديرات
المليارديرات

حياتنا مليئة بالإلهاءات؛ فمع كل يوم جديد يمتلئ الهاتف برسائل البريد الإلكترونى المهمة والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية وتنبيهات الأخبار والإعلانات، وغيرها الكثير من الأشياء التى تسرق أهم مواردك ألا وهو «الوقت».. ويكمن خطر ضياع الوقت فى أنك لن تستعيده أبدًا مرة أخرى، فلديك ١٤٤٠ دقيقة فى اليوم، مثل أى شخص آخر، لكن الأمر متروك لك لاستخدامها بحكمة، وهذا ما ركز عليه الكاتب والمؤرخ الأمريكى كيفن كروس فى كتابه.

الكتاب يحمل اسم «15 SecretsSuccessful People Know About Time Management - ١٥ سرًا يعرفها الناجحون عن إدارة الوقت»، ويتضمن عددًا من المقابلات مع مئات الأشخاص الناجحين، مثل المليارديرات مارك كوبان وريتشارد برانسون وجاك دورسى، لمعرفة كيف يدير هؤلاء أوقاتهم ليصلوا فى النهاية إلى النجاح.

يدل «كروس» القارئ على كيفية تنظيم الوقت وعدم التسويف، وكذا إدارة اجتماعات مدتها ٥-١٠ دقائق وكيفية تقليل التوتر وترك العمل بحلول الساعة ٥:٠٠ مساءً دون الشعور بالذنب، مؤكدًا أن هذه المعلومات تفيد الإنسان مع اقتراب بداية العام الجديد ٢٠٢٣.

فى البداية أوضح الكاتب أن الوقت هو المورد الأكثر قيمة وندرة، وبالاعتراف بهذا المفهوم يمكن للإنسان البدء فى العد التنازلى للدقائق من لحظة استيقاظه، مؤكدًا أنه يذكر نفسه يوميًا بهذا عن طريق تسجيل مكتوب عليه «الدقائق ١٤٤٠» على باب مكتبه.

وحول اختيار الدقائق وعدم اختيار الساعات أو الثوانى، يقول: «هناك الكثير من المهام التى لا تستغرق سوى دقيقة أو دقيقتين، مثل التخلص من عدد قليل من عمليات الضغط أو كتابة بعض المهام أو غيرها من الأعمال البسيطة».

وشدد على أن الإنسان «لا يمكنه استعادة الوقت مرة أخرى بمجرد ذهابه.. يذهب إلى الأبد»، وأضاف: «بمجرد أن تدرك مدى أهمية وقتك، من المهم تحديد أهم مهامك، وبناءً على بحث أجرته الدكتورة تيريز ماكان، الأستاذة فى جامعة ميسورى سانت لويس، فإن أهم مفتاحين لإدارة الوقت الناجح هما الأولويات والآليات، بمعنى آخر، يجب أن تعرف ما يجب التركيز عليه وكيف ستنجزه».

ويرشد «كورس» جمهوره إلى أهمية إنشاء قائمة للمهام اليومية «إنها من الطقوس اليومية للعديد من الأشخاص الناجحين؛ فهم يكتبون المهام التى يحتاجون إلى إنجازها فى ذلك اليوم ويشطبونها بشكل مرضٍ من قائمتهم عند الانتهاء.. ولكن كم من هذه المهام لا يتم شطبها؟».

وتابع: «تشير الأبحاث إلى أن ٤١٪ من عناصر قائمة المهام لا تكتمل أبدًا، ولكن لماذا؟ فكر فى الأمر، فبينما تمضى فى يومك، اسأل نفسك ما المهام التى تبدأ بها أولًا؟ عادةً ما تكون المهام الأصغر والأسهل هى التى تنجزها أولًا ببساطة حتى تتمكن من إنجاز شىء ما على الرغم من عدم أهميته، وفى نهاية اليوم، تكون قد تركت تلك المهام الصعبة والمهمة إلى النهاية التى ربما كان من المفترض أن تكتمل أولًا».

ويقول جوردان هاربينجر، المؤسس المشارك لـ«The Art of Charm- Business podcast»: «استخدم تقويمًا وجدولًا ليومك يتضمن مهامك مقسمة فى مجموعات مكونة من ١٥ دقيقة.. يبدو الأمر كأنه ألم، ولكن إذا لم يكن الوقت موجودًا فى هذا الجدول، فلن يتم إنجازه، استخدم هذا الوقت، ليس فقط للمواعيد، ولكن للتدريبات، والمكالمات، وحظر بعض الرسائل على البريد الإلكترونى، وما إلى ذلك، الحيلة هى تخصيص كتلة زمنية لكل شىء يمثل أولوية حقيقية لوقتك».

وعن التسويف، قال الكاتب: «كلنا نفعل ذلك.. أنت تعد نفسك بأنك ستستيقظ مبكرًا غدًا وتبدأ روتين التمرين الذى كنت تؤجله، ولديك موعد نهائى مقبل، لكنك قررت استخدام الموبايل وتصفح Facebook أو Instagram بدلًا من العمل فيما تريده.. تريد قراءة هذا الكتاب الذى كان الجميع يناقشه، لكنك بدلًا من ذلك تنغمس فى عروض Netflix أو تشارك فى مكالمة مع صديقك، نشعر جميعًا بآثار التسويف، لكن لماذا نستمر فى وضع أنفسنا فى هذه الدورة غير المنتجة؟ يعتقد بعض الناس أنهم كسالى، لكن التسويف لا يتعلق بالكسل».

ويوضح: «التسويف هو ببساطة عادة تأجيل المهام المهمة الأقل إمتاعًا عن طريق القيام بمهام أسهل وأكثر إمتاعًا، هذا هو السبب فى أنك تجد نفسك تتصفح وسائل التواصل الاجتماعى، أو ترسل رسائل نصية إلى أصدقائك، أو تتناول الطعام، أو تشاهد Netflix لتجنب القيام بهذه المهام الأقل إمتاعًا، إنه ليس كسلًا، إنه نقص فى الحافز، فكيف تجد الدافع؟».

وتابع: «تخيل نفسك فى المستقبل، ركز على الألم الذى يسببه تسويف أعمالك فى المستقبل، على سبيل المثال، إذا كانت لديك ورقة مستحقة فى نهاية الشهر، بعبارة أخرى بمجرد أن تبدأ فى توقع كيفية تخريب نفسك فى المستقبل، يمكنك التوصل إلى حل لهزيمة نفسك والتسويف، ولكن هناك أكثر من مجرد علاج، يجب أن تدرك أيضًا كيف أننا غير كاملين ولن تستطيع إتمام كل شىء أبدًا، كما يقول رجل الأعمال الشهير آندى جروف: (هناك دائمًا المزيد الذى يتعين القيام به، والمزيد الذى يجب عليك القيام به، ودائمًا المزيد الذى يمكن القيام به).. ومع ذلك، يعرف الناجحون ما يقدرونه، لذلك يغادرون العمل فى الساعة ٥ مساءً كل يوم».

وأضاف: «إن هؤلاء الناجحين يعطون الأولوية لوقت الأسرة وممارسة الرياضة وعلاقاتهم الإنسانية، لذلك يرتبون وقتهم وفقًا لذلك ويلتزمون به، وفى الواقع، هل تعلم أن جورج دبليو بوش قرأ ٩٥ كتابًا خلال فترة وجوده فى منصبه كرئيس أمريكا؟ وجد زعيم العالم الحر الوقت لفعل شىء يستمتع به، لذلك إذا كان بإمكان الرئيس إعطاء الأولوية للقراءة، فيمكنك إعطاء الأولوية للأشياء التى تستمتع بها أيضًا».

ويقترح دان سوليفان، مدرب ريادة الأعمال، إجراء أنشطة محددة كل أسبوع على أساس ثلاثة أنواع من الأيام للحفاظ على تركيزك ونشاطك، النوع الأول، يسمى «يوم التركيز» وهو مخصص للمهام الأبرز، التى تزيد إيرادات شركتك أو عملك، والثانى يسمى «اليوم الاحتياطى» الذى يستخدم للرد على رسائل البريد الإلكترونى وعقد الاجتماعات وإجراء المكالمات وتفويض المهام، والنوع الأخير يسمى «يومًا حرًا»، حيث لا ينبغى القيام بأى عمل ويجب تخصيصه لقضاء وقت الأسرة وقضاء إجازة والعمل الخيرى.