رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إشارات بوتين ولافروف.. هل تنتهى الحرب الأوكرانية عبر المفاوضات؟

بوتين
بوتين

قال الدكتور إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع وزير خارجيته سيرجي لافروف، يبعثان الآن من موسكو بإشارات واضحة المغزى عن رغبة روسيا في التفاوض مع غيرها من الأطراف ذات العلاقة بالحرب الأوكرانية بحثًا عن تسوية مقبولة لها.

وأضاف مقلد، أن كييف هي التي ترفض التفاوض، وهذا هو ما ورد علي لسان الرئيس بوتين في تصريح غير مسبوق تناقلته وسائل الإعلام الدولية، وخضع بطبيعة الحال للكثير من التفسيرات؛ لتقييم مدى جديته وأهميته، عند هذا المنعطف من تطور مجريات هذه الحرب.

ويرى مقلد، أنه عندما يطلق الرئيس الروسي، وهو المسئول الأول في روسيا والعالم، عن إدارة حربه في أوكرانيا، هذه الإشارات حول رغبته في التفاوض باعتباره النهاية الحتمية لكل النزاعات المسلحة في العالم بنص كلماته، فإن ما صرح به يعني أنه راجع الموقف العسكري الراهن بكل تداعياته ومضاعفاته واحتمالاته التي ينذر بها، وانتهي من تقييمه له بأن الخيار الأسلم والأقل تكلفة ومخاطرة، لم يعد في مواصلة هذه الحرب أو في استمرارها، وإنما في وقفها، والانطلاق من ذلك لمحاولة التوصل لتسوية سياسية مقبولة لكل الأطراف. 

 

خياران لا ثالث لهما

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن بوتين أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما إما اللجوء إلى التصعيد باستخدام أسلحة نوعية جديدة أشد تدميرًا مما يستخدمه الآن، وهو ما يعني دفع هذه الحرب نحو مجهول رهيب، سوف يكون كارثيًا بلا حدود في كل الأحوال، أو اللجوء لخيار التهدئة والتفاوض الدبلوماسي، لإنهائها بصورة واقعية ومتوازنة ومقبولة لكل أطرافها. وهو الاحتمال الذي تحقق فعلًا لأنه الأكثر عقلانية في مثل هذه الظروف والأوضاع الدولية متناهية الحساسية والخطورة والتعقيد.

وتابع مقلد بقوله: نحن أمام تحول إيجابي مهم لا بد وأن يؤخذ على محمل الجد، وليس باستخفاف أو عدم اكتراث أو بنثر الشكوك حول دوافعه لقطع الطريق أمامه، وإغلاق كل منافذ التسوية والحل السياسي لأزمة هذه الحرب. 

ومضى قائلًا: الوضع في أوكرانيا خطير للغاية، وشبح الحرب النووية يخيم في الأفق،  والتصعيد في حالة رفض العرض الروسي بالاستعداد للتفاوض سوف يكون عملًا جنونيًا متهورًا وغير مسئول، وليكن التفاوض صعبًا وشاقًا ومعقدًا، ولكنه يظل أفضل كثيرًا من مواصلة حرب خرجت عن مسارها وضلت هدفها وانحرفت لمسارات هي أبعد ما تكون عن تلك التي بدأت أو انطلقت منها..

واختتم مقلد تصريحاته بالقول: أصبحت الحرب مع الوقت حربًا كبيرة ومدمرة وتنذر بمحرقة نووية عالمية شاملة إذا لم تتوقف وتنتهي. حرب ألحقت بالعالم من الخسائر الفادحة والمكلفة ما يفوق الحصر. وهذه لحظة لإعمال العقل وتوخي أقصى الحرص والحذر في التعامل معها، وليست لحظة للمكابرة أو المكايدة أو العناد الذي لن تكون نتيجته سوى الدمار والانتحار.