رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ستتعرض مصر للمرتفع «السيبيري»؟

المرتفع السيبيري
المرتفع السيبيري

مع بداية حلول فصل الشتاء، يتوقع خبراء الأرصاد أن تصبح مصر على موعد مع ظاهرة كونية جديدة، تعد هي أضخم كتلة برودة تضربها تلك هي ما تعرف باسم المرتفع «السيبيري»، وهو ذلك المرتفع المتسبب في وصول بلدان إلى درجات حرارة تصل إلى – 50 درجة مئوية.

ولكن كيف ومتى ستكون مصر على موعد مع هذا «السيبيري»؟

صرحت الدكتورة منار غانم، عضو المكتب الإعلامي بالهيئة العامة لـ الأرصاد الجوية في حديث لها، أن الظاهرة الجوية التي تتعرض لها مصر الآن هي مرتفع جوي في أعلى طبقات الجو، وهو المسئولة عن الانخفاض في درجات الحرارة.

أما عن توقيت تعرض مصر لمرتفع جوي سيبيري، أوضحت منار أن مصر لا تتأثر بهذا المرتفع الآن، لكن من الوارد أن تتأثر به خلال فصل الشتاء الحالي.

من جانبه، أكد سمير محسن خبير الأرصاد الجوية في حديثه "للدستور" أن مناطق مثل روسيا وشمال آسيا هي المصادر التي يرد منها ذلك المرتفع الجوي السيبيري، وتبلغ درجات الحرارة بها بسببه نحو 50 درجة تحت الصفر، إذ يؤدي هذا المرتفع إلى انخفاض شديد في درجات الحرارة، لأنه مرتفع قاري بارد.

كما أوضح أن هذا المرتفع ينتج عنه تكون كتلة كبيرة من الهواء البارد، تلك الكتلة التي تتجمع أعلى منطقة سيبيريا، ويكونها شدة التبريد السطحي لها أعلى المناطق القارية، والتي تفصلها مسافات كبيرة عن التأثيرات البحرية.

وتابع أن هبوب المرتفع على منطقة شمال أفريقيا تسبب في اعتداله، وذلك بفضل الموقع المتميز لمصر ووجود البحر المتوسط، وفي الوقت نفسه أدى إلى انخفاض في درجات الحرارة ولكن ليس بشدة الانخفاض الناتج عن الكتلة الأساسية.

وكشفت هيئة الأرصاد الجوية عن المرتفع الجوي السيبيري الذي سيكون ضيف مصر في فصل الشتاء والذي بدأ الأربعاء 21 ديسمبر، بأنه عبارة عن كتلة ضخمة من الهواء البارد تتجمع فوق منطقة سيبيريا الواقعة شمال شرق أوراسيا، وتتشكل نتيجة التبريد السطحي الشديد فوق المناطق القارية البعيدة عن التأثيرات البحرية.

ويعد المرتفع الجوي السيبيري من المرتفعات الجوية القارية الباردة، وهو يحدث نتيجة ضغط الهواء البارد المرتفع، ويسود ضغط مرتفع في المناطق التي يؤثر عليها، وتنخفض فيها درجات الحرارة، لذلك تعتبر البرودة الشديدة والجفاف من أهم سمات المرتفع الجوي السيبيري.

وأوضحت هيئة الأرصاد أن المرتفع السيبيري يتجه عكس عقارب الساعة مما يجعله يبدأ في التأثير على مصر خلال فصل الشتاء، حيث يجعل درجات الحرارة تنخفض بشكل ملحوظ، لأن هذه الكتل الهوائية القادمة هي كتل شديدة البرودة، وأنه ومع مرور هذا المرتفع على البحر المتوسط الذي يحد بدوره من شدة برودة هذا المرتفع وكتلة الهوائية، ويعد هذا من أهم التوزيعات الضغطية التي تسبب انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، ومن المتوقع أن نتأثر به خلال شهر يناير وفبراير وشهر مارس أيضًا.

موعد بداية فصل الشتاء 2023

ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية، يبدأ فصل الشتاء 2022-2023 في 21 ديسمبر 2022ويستمر 3 أشهر متتالية وهم: يناير، فبراير، مارس، وينتهي فصل الشتاء في 20 مارس 2023، ثم بعد ذلك يبدأ فصل الربيع في 21 مارس 2023 ومن المتوقع أن تشهد درجات الحرارة انخفاضًا ليصل إلى قيم تتراوح من (2: 3) درجة مئوية على كافة الأنحاء.

وفي الوقت نفسه وجهت الأرصاد عدد من النصائح للمواطنين في ظل هذه الأجواء المتقلبة من الأجواء من بينها  الابتعاد عن النوافذ الزجاجية والأبواب المعدنية، وكذا تجنب الوقوف تحت الأشجار العالية والمنفردة وأعمدة الكهرباء واللوحات الإعلانية، بالإضافة إلى التأكد دائمًا من أن حقيبتي الإسعاف والطوارئ جاهزتان للاستخدام، كما وجهت النصيحة كذلك بضرورة ارتداء الكمامات أثناء الخروج في الجو المحمل بالهواء البارد لحماية الجيوب الأنفية، وضرورة الابتعاد عن الأشخاص المصابين، كما نصحت بضرورة عدم استخدام السيارة للتنقل في المناطق المغمورة بالمياه.