رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكريسماس فى فلسطين.. أمنيات الحرية وبركات الميلاد تبعث الروح من جديد

عيد الميلاد فى بيت
عيد الميلاد فى بيت لحم

زينت شجرة الميلاد ساحة كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، إيذانا بانطلاق احتفالات أعياد الميلاد، لتطلق أملا جديدا لعام جديد قد يحمل فى طياته بزوغ فجر جديد.

ونرصد من خلال التقرير التالي أبرز مشاهد الاحتفالات في المدينة المقدسة:

أكد رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي الفلسطينية المقدسة ديمتري دلياني، أن احتفالات عيد الميلاد فى مدينة بيت لحم هى شاهد على تاريخ هذه المدينة وتاريخ فلسطين، هذا التاريخ الذي يتكون من عنصرين اثنين هما العنصر ذات الطابع والهوية المسيحية والطابع والهوية الإسلامية فقط لا غير.

وأضاف «دلياني» في تصريحات لـ«الدستور» أن هذه الاحتفالات حيث جميع أعين المسيحيين حول العالم تتجه نحو بيت لحم وتذكر اسم المدينة فى جميع صلوات العيد بكافة كنائس العالم، هي تذكير للعالم بأن هذه الأرض لم تكن يهودية، بل كانت دائما لأهلها وأصحابها بغض النظر عن ديانتهم، وقبل اغتصاب هذه الأرض من قبل الصهاينة كانت ديانتهم معروفة هي الدين المسيحي والإسلامي.

وتابع دلياني: «لذلك نعتبر أن عيد الميلاد هو عيد وطني بحسب السلطة الفلسطينية لأنه يحمل بالإضافة إلى المدلولات الدينية، يحمل مدلولات وطنية تثبت حقنا في هذه الأرض، وأيضا ننتظر ليلة السادس من يناير المقبل، حيث تحتفل الطوائف الشرقية بأعياد الميلاد وتتجه أنظار أكثر من 600 مليون من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية لبيت لحم ليكتمل المشهد والصورة وتتم الاحتفالات وعملية التذكير بالهوية الحقيقية لفلسطين».

وحول أمنياته للعام الجديد، قال: «أتمنى أن تقام الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لأنه استحقاق فلسطيني لنستطيع إعادة بناء النظام السياسي المنهار تماما، وإنهاء الانقسام بشكل كامل وتنطلق من هناك مبادرات وطنية تحمى مقدساتنا خاصة الحرم القدسي الشريف، وأبناءنا ولوضع حد للإجرام الذي تمارسه دول الاحتلال ومن المتوقع أن يزداد بحكم وجود عناصر أكثر فاشية وعنصرية في حكومة الاحتلال أكثر مما عاهدناه في السابق، فنحن نتجه إلى مستوى أسوأ بكثير».

كما أعرب عن أمنياته بحصول الأسرى البواسل على الحرية، الأحياء منهم، وأيضا جثامين الشهداء من الأسرى الفلسطينيين.

يونان: السلام الحقيقي الذي نتغنى به من ترانيم الميلاد الجميلة والذي نصغي إليه هو سلام مبني على الحق والعدالة

من جانبه، قال المطران منيب يونان، نحتفل مرة ثانية بعيد الميلاد المجيد، ونصغي في بيوتنا وكنائسنا إلى القراءات الميلادية الجميلة من نبوات العهد القديم إلى قصة الميلاد العجيب في الأناجيل التي هي مفعمة بالأحداث السارة والمفاجئات الإلهية وترانيم الملائكة، ولعل الميلاد يبعث فينا من جديد روح الأمل والرجاء، روح المحبة والمسامحة، روح الإيمان والتقوى فينعشنا انتعاشا حقيقياً وسط ما يدور من حولنا من أحداث أليمة لتذكرنا تجسد السلام الحقيقي في الميلاد. 

وأضاف يونان في رسالته بمناسبة أعياد الميلاد، أن السلام الحقيقي الذي نتغنى به من ترانيم الميلاد الجميلة والذي نصغي إليه هو سلام مبني على الحق والعدالة وإعطاء كل ذي حق حقه، فأشعياء النبي لا يريد سلاماً حزيناً ولا سلاماً نغيب فيه الحرب ولا سلاماً يحافظ على الوضع القائم ولا سلاماُ اقتصادياً إنما يتنبأ عن سلام العدالة الإلهية ويكون صنع العدل سلاماً، هذه الرسالة هي رسالة قديمة حديثة تنبأ بها أشعياء النبي سبعمائة عام قبل الميلاد وهذه هي رسالتنا في هذا الميلاد التي تروي ظمأ المظلوم واعطي رجاء لليائس وتمنحنا جميعاً سكوناً وطمأنينة. لذلك من له أذنان للسمع فليسمع.

وتابع: «لقد سئمنا من انتهاكات حقوق الإنسان، وتعبنا من القتل والعنف، ولا تزال مخاوفنا على مصادرة الأراضي وامتدادات المستوطنات، وجرحنا مما يحدث في القدس ولا سيما في الأقصى، ولا نزال نخاف على تضاءل عدد الفلسطينيين المسيحيين ونرى الظلمة بأم اعيينا ولا حول ولا قوة إلا بالله».

واختتم يونان تصريحاته قائلا إن الميلاد يبعث فينا من جديد روح الصمود في الإيمان.

عطالله حنا: عيدالميلاد فى فلسطين له نكهة خاصة

وقال المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، من بلدة الرامة بالقرب من مدينة الناصرة، عيد الميلاد في فلسطين له نكهة خاصة؛ لأن الذي نحتفي بميلاده، وأعنى بذلك السيد المسيح، ولد في فلسطين، وانطلقت رسالته من فلسطين إلى مشارق الأرض ومغاربها، ولذلك فإن الحضور المسيحي في فلسطين، هو حضور أصيل وعريق والفلسطينيون جميعًا يفتخرون بأن أرضهم هي أرض الميلاد، وأرض المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وقال عطاالله نحن كفلسطينين نفتخر بهذا التاريخ، وبهذا التراث العريق الذي نحمله في بلادنا، والتي تحمله أرضنا المقدسة، ومن مدينة بيت لحم في كل عام، تنطلق رسالة الميلاد إلى مشارق الأرض ومغاربها، ونناشد العالم بأسره أن يلتفت إلى فلسطين وقضيتها، وأن يكون العالم إلى جانب شعبنا في نضاله وكفاحه من أجل الحرية.

وتابع، هنالك تقاليد وعادات كثيرة في بيت لحم، والقدس، والناصرة، وفي كافة أرجاء الأراضي المقدسة، وخلال السنوات الأخيرة نشهد احتفالات في كل المناطق والقرى والمدن، منها إضاءة شجرة عيد الميلاد، وكأن الفلسطينين يريدون أن يقولوا للعالم، إنه بالرغم من كل آلامنا وأحزاننا وجراحنا، نحن نريد أن نفرح ونعيد، نريد أن نشعر بالعيد وبالتالي الاحتلال ينغص علينا، ويريدنا أن نعيش في حالة من الألم والحزن والكبت، ولكننا صامدون ثابتون في وطننا وسنبقى نحتفل من المناسبات والأعياد، ولن تتمكن السلطات الاحتلالية الغاشمة من النيل من انتمائنا لهذه الأرض، وحقنا في أن نعيد ونحتفل بعيد ميلاد يسوع المسيح.