حصاد 2022.. الشام مصر والعراق والأردن: تحالف واعد

ليس هناك شك في الفوائد التي لا حصر لها التي يمكن أن تنشأ من السعي لمزيد من التعاون وتكامل أعمق للمجتمعات في جميع أنحاء العالم العربي، خاصة في تحالف الشام ودوله الثلاث مصر والعراق والاردن. 

فقد يمكن للتعاون الإقليمي متعدد الأطراف أن يحفز التغيير، ويخفف النزاعات ويخفف التوترات من خلال تطوير بنية أمنية تعاونية، فضلا عن خلق فرص العمل وتعزيز النمو عبر الأسواق، بالإضافة إلى مزايا واضحة للتعاون الوثيق المبني على التجانس الثقافي واللغوي. 

برلماني عراقي: تحالف عربي قومي عريق 

قال نسيم عبد الله العضو بالبرلمان العراقي، أن تحالف الشام قائم على عراقة وعروبة كبيرة، يتباهي العراق بمشاركته في ذلك التحالف العربي الكبير. 

فيما أشار عبد الله في تصريحاته الخاصة لـ الدستور، أن مسألة تغير الحكومات في العراق، ما راح يؤثر على مخطط وتعزير التعاون بين الدول الثلاث، أولًا وآخرًا العراق بلد عربي من الدرجة الأولى، ولديه طموح ومخططات في الوطن العربي.  

وتابع، اعتقد ان التحالف الثلاثي راح يتعزز باعتبار أن صناع القرار مصر والاردن هي دول لها تأثير في المنطقة وأحدهما مكمل للآخر، فقد تعتبر مصر ام العروبة ودولة لها ثقلها ودورها في المنطقة، وكذلك المملكة الأردنية وما لديها من مقومات اقتصادية نوعا ما، مؤكدًا إلى أن المرحلة القادمة سوف تشهد تعزيز التعاون لهذا التحالف، كما أن التحالف لا يتأثر بتغيير الحكومات في العراق، وما يتغير الحكومة فيظل المحيط العربي هو المحيط الآمن للعراق، والذي يشعر العراقيين بأن انتمائهم العربي باقي. 

كما أشار عضو البرلمان العراقي، أن هذا التحالف قد تكون فيه جوانب اقتصادية، مشيرا الى أن التحالف السياسي سوف يتعزز خلال الفترة المقبلة ما بين الدول الثلاث،  كما أن العراق لديه توجه عبر الازمنة الى مصر والأردن وايضاً سوريا، مشيرًا إلى أن صناع القرار السياسي في العراق ليس لديهم ما يعترضون عليه من هذا التحالف بل على العكس. 

مؤشرات التحرك الدبلوماسي 

وقال دكتور إياد المجالي مدير المركز الديمقراطي العربي الأردني، إنه لا شك أن مؤشرات التحرك الدبلوماسي لتحالف الشام بمحاوره الثلاث مصر والعراق والاردن قد خطى خطوات عملية واسعة في دعم المشروع السياسي القادم المشترك تجاه العديد من الملفات أبرزها الاقتصادي والسياسي والأمني في المنطقة ودول التحالف الثلاثي.

وأضاف المجالي في تصريحات خاصة لـ الدستور، ان ذلك على الرغم من الاوضاع العسيرة التي تمخضت جراء الأزمات المركبة في المنطقة وتنامي تداعيات الأزمة الأوكرانية على المسرح السياسي لدول التحالف والضغوط التي تفرضها قواعد اللعبة السياسية. 

وأشار المجالي فقد تستمر دول التحالف الثلاث في استثمار أمثل والبحث عن بدائلها في تحقيق أمني وسياسي واقتصادي عبر تفاهمات سياسية مشتركة تتجدد باستمرار واتفاقيات ثلاثية حشدت لها جانب كبير من الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة لتوجهاتها لهذا المسرح. 

غباشي: من أكثر التحالفات المهمة في الوطن العربي 

ومن جانبه، قال مختار غباشي نائب مدير الدراسات الاستراتيجية العربية، إن تحالف الشام بين الدول الثلاث مصر والعراق والأردن من أكثر التحالفات الهامة والتي ينضم اليها العديد من الدول الأخرى خلال الفترة المقبلة، والذي له صدى واسع في تعاون يشمل العديد من الدول العربية، فضلا عن خلق حلول للعديد من الازمات الاقتصادية والسياسية ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون بين الدول الثلاث. 

كما أضاف غباشي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حصاد التحالف الثلاثي تزامن مع عقد مؤتمر بغداد 2 الذي ينعقد في الأردن وشارك فيه المملكة العربية السعودية فرنسا والبحرين عمان وقطر وإيران وغيرهما ويعد مؤتمر بغداد من أهم المؤتمرات خلال عام 2022، وهو عملية بحث اقليمي للقضايا الموجودة في المنطقة، قضية سورية وطبيعة التجاذبات الإقليمية والدولية والأزمات المرتبطة بالحرب الاوكرانية خصوصًا أزمة الغذاء والطاقة والغاز، فهي قضايا ملحة. 

وأضاف أن مؤتمر بغداد 1 الذي عقد في أغسطس الماضي كان تحت قيادة رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي في ذلك التوقيت والذي يوصف بأنه الأكثر عروبة ووطنية من كثيرين في العراق، كما أن محمد شياع السوداني هو رئيس الحكومة العراقية الحالي الأقرب فكرًا من إيران، من بعده العربي.

فيما أشار إلى أنه مطلوب من الوطن العربي سحب العراق مرة أخرى الى عمق منظومة الأمن القومي العربي، ويعد هذا المؤتمر الكثيرين بيعولوا عليه ليخرج بمخرجات مهمة والمجمل هو مؤتمر هام وبحث في طياته الكثير من المشاكل في المنطقة العربية وعلى رأسها التدخل الإيراني التركي وآليات فتح آفاق حل للمشاكل الموجودة مشكلة اللاجئين والنازحين، وعلاقات العالم العربي بعضه ببعض، وكيفية عودة العراق وسوريا لعمق منظومة الأمن القومي العربي والتي من القضايا الملحة وللغاية وهناك الكثير من الأمور مرتبطة بهذا الشأن. 

  مؤتمر بغداد 2

ومن جانبه، قال دكتور الإعلام بجامعة بغداد والخبير العراقي عبد الكريم الوزان، أن مؤتمر بغداد 2، يلخص حصاد تحالف الشام الثلاثي في عام 2022، ويفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الثلاث في العام المقبل، لافتا الى أن المؤتمر ضروري جدا حيث بحث في أهم جانب وهو الجانب الأمني مع تصاعد الأحداث بالنسبة للحرب الاوكرانية، والملف النووي الإيراني وتأثير ذلك على الشرق الأوسط، وحماية العراق داخل الوطن العربي، وهو يسعى إلى تحقيق مطالب العراق الاقتصادية وسيادة العراق وأيضًا الحفاظ على موارد العراق المائية التي تتعرض دائما الى الحجب والقطع وتؤثر على الجانب العراقي. 

وأشار “الوزان” في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إضافة إلى دعوة العراق بأن تكون البلاد مسرحًا لحرب دول الجوار واتخاذ قرار معين يلزم الولايات المتحدة الأمريكية بعدم اتخاذ العراق قاعدة للحرب. 

تحالف الشام.. تحالف واعد 

وحسب صحيفة آراب نيوز، فقد قدم تحالف الشام والدول الثلاث تبني استراتيجيات التفكير المستقبلي لتوسيع التعاون الإقليمي والوصول إلى الحلول المحتملة للتحديات المحلية، لا سيما بطالة الشباب، ومكافحة الإرهاب، ومكافحة أزمة الاقتصاديات والسياسيات وغيرها.   

كما حاول الدول الثلاث مصر والأردن والعراق، التنافس الاستراتيجي وخلق فرص لمحاولة القيام بما يسبق له مثيل. 

وعلى الرغم من أنها لا تزال قيد التنفيذ، إلا أن اتفاقية عمان - بغداد - القاهرة - أو ABC - تسعى إلى تشكيل شراكة إقليمية ثلاثية من نوع ما ، تغطي شمال إفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا. 

كما يعد مشروع ABC هو مشروع طموح يهدف إلى ربط منطقة تضم ما يقدر بـ 162 مليون شخص وسيبلغ إجمالي الناتج المحلي الإجمالي 628 مليار دولار بحلول نهاية هذا العام.

وهو يبني على أكثر من ثلاثة عقود من العلاقات التعاونية المتقطعة ، بدءًا من اعتماد العراق على الأردن كقناة لوارداته وصادراته خلال الحرب العراقية الإيرانية بينما زودت مصر العمالة لتحل محل المجندين العراقيين، في المقابل، حصل الأردن على نفط رخيص وأصبح العراق أكبر مصدر للتحويلات إلى مصر.

اجتماعات ونشاطات الدول الثلاث 

ومنذ عام 2019، عُقد عدد من الاجتماعات بين قادة ومسؤولين على مستوى مجلس الوزراء من مصر والأردن والعراق.

كما كان التعاون المشترك لمواجهة تحديات مثل تداعيات الحرب في أوكرانيا، أهمية كبرى لوزراء خارجية الدول الثلاث، بالإضافة إلى الرغبة في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة التطرف وتقليل اعتماد العراق على إيران هي وراء هذا المسعى.

كما أن الرغبة في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وبالنسبة لمصر والأردن تقف وراء هذا المسعى. 

وعلى الجانب الاقتصادي، يبدو أن الدول الثلاث مهتمة بالعمل على تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار في البنية التحتية والزراعة والبناء، مع إنشاء روابط طاقة جديدة، لا سيما خطوط أنابيب النفط والغاز الجديدة. 

تعزيز التعاون الثلاثي

عقد قادة الدول الثلاث خمس قمم ، بما في ذلك قمة اليوم، منذ عام 2019 لمناقشة تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الثلاثية.

بالإضافة إلى ذلك، عقد القادة الثلاثة قمة مع الإمارات والبحرين في مدينة العلمين الجديدة بمصر في أغسطس الماضي وأخرى مع الإمارات العربية المتحدة في مدينة العقبة الأردنية الساحلية في مارس لتعزيز الشراكة بين الدول العربية.

وقد شرعت الدول الثلاث في عدد من المشاريع المشتركة الحيوية، بما في ذلك مشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث ومدينة صناعية على الحدود العراقية الأردنية، وكلاهما شارفت على الاكتمال.