رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستعمار الرياضى «2».. المغرب يضع فيفا فى مأزق بعد الوصول للمربع الذهبى

منتخب المغرب
منتخب المغرب

وضع المنتخب المغربي، السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في مأزق كبير بسبب التقليل من شأن الكرة الإفريقية والمواهب بالقارة السمراء، بعد السير على نهج سابقيه في نفس المنصب وتقليل عدد مقاعد إفريقيا في المونديال رغم زيادة العدد إلى 48 دولة في مونديال 2026، بدلا من 32.

ومنح «فيفا» قارة إفريقيا 9 مقاعد وملحق ثلاثي فقط وهو ظلم بين مقارنة بالمقاعد التي تم منحها للقارات الأخرى، وعلى رأسها أوروبا التي وصل عدد مقاعدها إلى 16 مقعدا بما يعادل وصول دولة من بين كل ثلاثة دول أوروبية إلى نهائيات المونديال، على عكس إفريقيا التي يصل منها دولة من بين 6 دول.

وأعلن الاتحاد الدولي مؤخراً عدد مقاعد المونديال المقبل بواقع 16 مقعدا مباشرا لقارة أوروبا (UEFA)، مقابل 9 مقاعد مباشرة لمنطقة إفريقيا (CAF) و8 مقاعد مباشرة لمنطقة آسيا (AFC) برغم الفارق الكبير بين آسيا وإفريقيا على مستوى الكرة وكذلك على مستوى عدد الدول.

وهناك 6 مقاعد مباشرة لمنطقة أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي (CONCACAF)، و6 مقاعد مباشرة لمنطقة أمريكا الجنوبية (CONMEBOL)، ومقعد واحد مباشر لمنطقة أوقيانوسيا (OFC)، على أن تكون الدولة المنظمة مؤهلة تلقائيا ويخصم مكانها من الحصة المخصصة للمنطقة التابعة لها، وأخيرًا تأهل فريقين عن طريق الملحق على أن تلعب مباريات الملحق بين قارة أمريكا، إفريقيا وآسيا.

وعد قديم من رئيس الفيفا 

عانت المنتخبات الإفريقية من ويلات التحكيم على مدار بطولات كأس العالم، ولم يتمكن أي منتخب إفريقي من عبور دور الثمانية إلى المربع الذهبي، قبل إنجاز المغرب في 2022، لدرجة أن جوسيب بلات الرئيس السابق للفيفا تعهد بزيادة مقاعد قارة افريقيا إلى 6 مقاعد بدلاً من 5 مقاعد بداية من مونديال البرازيل 2014، في حال وصول أي من منتخبات إفريقيا المشاركة إلى المربع الذهبي.

وكان منتخب غانا قاب قوسين أو أدنى من الوصول للمربع الذهبى في مونديال 2010 الذي استضافته جنوب إفريقيا، إلا أن لويس سواريز نجم منتخب أوروجواى حرم غانا من هذا الإنجاز وكان سببًا غير مباشرًا فى عدم زيادة مقاعد إفريقيا في نهائيات كأس العالم، عندما تصدى لتسديدة جيان اسانمواه لاعب غانا بيده وهي على خط المرمى الخالي في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة ليحتسب الحكم ضربة جزاء ويمنح سواريز الكارت الأحمر ويضيع جيان ضربة الجزاء ويحرم غانا من الصول للمربع الذهبي.

قلة المقاعد حرمت الكبار من الظهور فى قطر

ولاشك أن هناك منتخبات إفريقية كانت الأجدر بالتواجد في بطولة كأس العالم 2022، عن منتخبات كثيرة على مستوى أوروبا وأسيا، لكن قلة المقاعد حرمت المنتخبات الإفريقية من التواجد في ذلك العرس، أمثال مصر والجزائر ونيجيريا، بخلاف المنتخبات الخمس التي شاركت في المونديال وهي السنغال والمغرب وتونس وغانا والكاميرون.

على عكس قارة آسيا التي حظيت بظهور 6 منتخبات منها في مونديال قطر برغم تواضع الكرة الأسيوية مقارنة بنظيرتها الإفريقية، حيث شاركت كوريا الجنوبية والسعودية وإيران واليابان وأستراليا بالإضافة لقطر الدولة المنظمة.

وهو الأمر الذي صعب من مهمة المنتخبات الإفريقية في جولة الحسم التي جرت بنظام الذهاب والإياب بين المنتخبات العشر التي وصلت للمرحلة الأخيرة من التصفيات، ودفع المنتخبات الثلاث مصر والجزائر ونيجيريا ثمنها بالابتعاد عن مونديال قطر.

 

ملحمة أسود الأطلسى تعيد إفريقيا للصورة

وأعادت الملحمة التي صنعها نجوم المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022، قارة إفريقيا للصورة من جديد على المستوى العالمي، بعدما كان الجميع قد اعتاد على أن تكون منتخبات إفريقيا مجرد عدد لاستكمال فرق بطولات كأس العالم، بعدما اكتفى الكثير من المنتخبات بالتمثيل المشرف في بطولات كأس العالم.

واختلفت الأوضاع كثيرًا بالنسبة للاعبي المنتخب المغربي ما بين عشية وضحها، بعد أن كان البعض منهم يعاني الإحباط مع الأندية قبل انطلاق بطولة كأس العالم، تحول الأمر تمامًا وبات الجميع نجومًا فوق العادة ومحط أنظار باقي أندية أوروبا وعلى رأسها برشلونة الإسباني.

وودع أسود الأطلسي بطولة كأس العالم التي اختتمت فعالياتها مؤخرًا في قطر مرفوعي الرأس برغم الخسارة 1-2 أمام كراوتيا وصيف مونديال 2018، ومن قبلها الخسارة أمام فرنسا بطل العالم في 2018 بهدفين نظيفين في مباراة نصف النهائي، بأداء راق خلال المباراتين، ومستوى مشرف للغاية من جانب لاعبي أسود الأطلسي على مدار مباريات البطولة التي تمكنوا خلالها من الوصول للمربع الذهبي لأول مرة في التاريخ العربي والإفريقي.

وعانى لاعبو المنتخب المغربي من الإحباط وتراجع المستوى مع أنديتهم خلال الموسم الجاري، لدرجة أن البعض كان معروضا للبيع في انتقالات يناير المقبل، إلا أن الوضع تغير تمامًا بعد تألق نجوم المغرب مع منتخب بلادهم خلال بطولة كأس العالم، الأمر الذي فتح أمامهم أبوابًا كبرى وفرصًا أخرى للنجاح والتألق.

يأتي ياسين بونو حارس المغرب في مقدمة نجوم المنتخب بعدما تألق بشكل غير عادي، وكذلك النصيري لأنهما في أسوأ مواسمها مع إشبيلية الإسباني، في حين مر حكيم زياش بتراجع مخيف مع تشيلسي الإنجليزي، لكنه عاد للتألق بشكل لافت للنظر.

ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لسفيان بوفال وعزالدين أوناحي اللذين كانا يمران بوضع مُزر مع متذيل ترتيب الدوري الفرنسي فريق أونجي، لدرجة أن الثنائي كانا معروضين للبيع خلال انتقالات يناير بأي سعر، إلا أن الوضع تغير تمامًا بعد تألقهما لدرجة أن أوناحى أصبح مطلب فرق كبرى فى مقدمتها برشلونة الإسباني.

ورحل رومان سايس عن البريميرليج الصيف الماضي نحو بشكتاش سابع الدوري التركي، بسبب عدم قدرته على مجاراة سرعة الدوري الإنجليزي، إلا أنه استعاد مستواه بشكل ملحوظ خلال مونديال قطر.

ولم يكن أشرف حكيمي خلال الموسم الحالي كما عهدناه مع باريس سان جيرمان، إلا أنه تفوق على نفسه بشكل لافت للنظر وقدم مستوى رائعا في البطولة، حتى كان متفوقا على كليان مبابي نجم فرنسا وزميله في باريس سان جيرمان خلال مباراة المنتخبين في الدور نصف النهائي التي انتهت بخسارة المغرب بهدفين نظيفين.

وتعجب الجميع من المستوى العالي الذي قدمه سفيان أمرابط العقل المفكر للمنتخب المغربي خلال بطولة كأس العالم، رغم أنه يلعب في صفوف فريق فيورنتينا عاشر الدوري الإيطالي.

وعانى نايف أكرد من الإصابات مع وستهام خلال الأشهر الأخيرة، لكنه كان حاضرًا بشكل رائع فى المونديال وكان على قدر الحدث، بخلاف باقي نجوم الفريق الذين اتسموا بالشجاعة والرغبة في تقديم أقصى ما لديهم من أجل منتخب بلادهم.