رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسات بائسة.. هل تعود أوروبا لعصور الظلام بعد الفشل فى تأمين الغاز؟

الغاز
الغاز

لم تف عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بالغرض المنشود، بل جاءت بنتائج عكسية، بعد فشل الدول الأوروبية في تأمين احتياجاتهم من الغاز، ما يهدد بعودة القارة الأوروبية لعصور الظلام مرة أخرى.

وأكد موقع "إيه إس بي" الأسترالي، أنه في قلب خطة الاتحاد الأوروبي لمعاقبة روسيا، هناك محاولة للقضاء على اعتمادها على الطاقة الروسية الرخيصة التي دعمت نموها لفترة طويلة، بما في ذلك عن طريق زيادة اعتمادها على الغاز الطبيعي المسال المستورد من الولايات المتحدة وأماكن أخرى، لكن الغاز الطبيعي المسال لطالما كان بديلاً باهظ الثمن (وكثيف الكربون) للغاز عبر الأنابيب، فقبل الأزمة العسكرية الروسية الأوكرانية، كان سعره أعلى من 4 إلى 5 أضعاف، والآن، أصبح سعره باهظًا: منذ بدء الحرب، زادت تكلفة الغاز الطبيعي المسال بأكثر من الضعف.

تفاقم كبير لأزمة الغاز فى أوروبا

وتابع أنه مع خفض الكرملين تدفقات الغاز إلى أوروبا، من أجل ضمان أنه يملي الجدول الزمني للتخلص التدريجي من الإمدادات الروسية، لم يكن أمام الدول الأوروبية خيار سوى الاعتماد بشكل متزايد على واردات الغاز الطبيعي المسال، ويخلق هذا تحديات خطيرة لقاعدة التصنيع في أوروبا، لدرجة أن بعض الشركات الأوروبية تفكر الآن في تحويل الإنتاج إلى الولايات المتحدة، التي لا تقدم وقودًا أرخص فحسب، بل تقدم أيضًا إعانات ضخمة وائتمانات ضريبية بموجب قانون خفض التضخم الجديد.

وأضاف أن  قرار أوروبا بإدارة ظهرها للغاز الروسي أدى إلى زيادة احتمالية حدوث ركود عميق. لقد أدى الارتفاع الصاروخي في أسعار الغاز - التي ارتفعت بشكل مذهل 14 مرة عما كانت عليه قبل عامين - إلى زيادة التضخم وزعزعة استقرار الأسواق المالية في منطقة اليورو، لذلك ، عندما تكون اقتصادات أوروبا على شفا الانكماش ، ترتفع تكلفة المعيشة بشكل كبير ، ويلوح خطر انقطاع التيار الكهربائي في الأفق.

وأشار إلى أن تبني صانعي السياسة الأوروبيين إجراءات يائسة مثل وضع حد أقصى للأسعار والرسوم الجمركية المنظمة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع، وللحفاظ على الغاز لجأ بعض الحكومات الأوروبية إلى الفحم.

وناشد زعماء أوروبيون مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الأمريكي جو بايدن لتخفيف الضغط على اقتصاداتهم من خلال تعديل بعض البنود المثيرة للجدل في قانون خفض التضخم، بعد أشهر من التوصل إلى اتفاق لتقوية وتوسيع الناتو، بدأت العلاقات عبر الأطلسي في التدهور.