رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كان من شلة الحرافيش».. يحيى الرخاوى أديب الطب النفسى (بروفايل)

يحيي الرخاوي
يحيي الرخاوي

عن عمر ناهز التاسعة والثمانين رحل عن عالمنا عالم النفس الدكتور يحيي الرخاوي مخلفًا وراءه تراثا ثريا من الدراسات الفكرية والكتابات العلمية في مجال الطب النفسي من بينها: «دليل الطالب الذكي في علم النفس والطب النفسي، مدرسة العراة المشي علي الصراط، عن طبيعة الحلم والإبداع، قراءات في نجيب محفوظ، أمن فيض نبض الطب النفسي، صراع الوحدة وجدل العلاقات البشرية، تزييف الوعي البشري، في شرف صحبة نجيب محفوظ، وهو الكتاب الذي سجل من خلاله صحبته بأديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، حيث كان الرخاوي واحدًا من شلة الحرافيش».

وقد مارس الدكتور يحيي الرخاوي مجال النقد الأدبي من خلال دراساته التي تناول فيها أعمال كبار المبدعين سواء نجيب محفوظ أو خيري شلبي أو يحيي حقي، ففي دراسته المعنونة بـ«نيازك الخرافة الإيقاع الحيوي بين يحيي حقي وخيري شلبي» والتي يحلل من خلالها الظواهر الخرافية ومدى تغلغلها في حياة الناس وعقولهم.

 يشير «الرخاوي» إلى أنه حين قرأت لحس العتب لخيري شلبي وعشت جزئية التداوي الفاشل القاتل بلحس قاذورات ما تبقى من أحذية الداخلين إلى مقامات الأولياء في مركز دسوق جزعت، وحين مات «خالد» الأخ الأصغر نتيجة لذلك حزنت لكنني اطمأننت للرسالة التي وصلتني، ثم فوجئت أن شقيقة فخرى الراوي المصاب بنفس المرض تقريبًا قد شفي تمامًا وبسرعة غير متوقعة من وصفة أخرى لضاربة ودع أشارت على أمه ببعض الطقوس والرقي شفي إذ تجرع من الحياة الخميرة الذائبة في الخل التي تلقت قطر الندى على نغمات الإيقاع الحيوي الكوني المنتظم. 

ويلفت «الرخاوي»: «يبدو أن هذه الجزئية من الرواية هي التي ذكرتني برواية يحيي حقي الشهيرة (قنديل أم هاشم)، لم تسعفني الذاكرة بالتفاصيل؛ فرجعت إلى الرواية فحضرني بوضوح غامض أن قطرة العين المريضة بزيت القنديل قد فشلت حتى قاربت فاطمة على العمي؛ لأن استعمال جزيئات العلم حتى الوارد منها من بلاد برة قد فشل أيضا وأوصل الحالة إلى نفس المصير لكن تواصلا ما قد تم أخيرًا بين إيقاع وعي المعالج والمريضة والكون في لحن متكامل جعل تلقي المريضة لما سبق فشله ينجح؛ وبلا دهشة.

ويوضح «الرخاوي»: لم أجد تفسيىرًا علميًا لما حدث هنا وهناك، رفضت التفسير بالايحاء السطحي، كما لم أقبل تلفيقًا مختزلًا يصفق لشعار يجع لفظتي العلم والإيمان معًا بشكل شعرت معه بالاستسهال حتى خشيت أن يصل هذذا الكلام إلى المتلقى بتلفيق مصطنع لم تقصده الرواية.