رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تأخر الشتاء فى مصر هذا العام؟.. خبراء يجيبون

جريدة الدستور

أين الشتاء؟.. تساؤل يتردد على لسان المصريين خلال الفترة الحالية، بسبب التقلبات الجوية وشدة درجة الحرارة في وقت من المفترض فيه أن تكون منخفضة إيذانًا ببدء فصل الشتاء، أو متوسطة لوجود فصل الخريف بين فصلي الشتاء والصيف.

وبالفعل يشكو كثيرون من ارتفاع درجات الحرارة بشدة، بسبب التغيرات المناخية الحالية التي تعبث بكل دول العالم، فتُحدث احترارًا في أوقات الشتاء والعكس، وتعزز من كثرة وشدة الظواهر الطبيعية مثل السيول والأعاصير وغيرها.

 

الأرصاد تتوقع

وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية أن يكون الشتاء بداية من الأربعاء المقبل، بحيث تبدأ الأجواء في التغير وتنخفض الكتلة الهوائية، بحسب الدكتور محمود شاهين مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية.

وأوضح في مداخلة هاتفية له، أن حالة الطقس ما زالت مستقرة بشكل كبير على كل أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى أن هناك شبورة مائية كثيفة هذه الفترة على الطرق السريعة والصحراوية.

وبين في مداخلة هاتفية له، أن درجة الحرارة ستنخفض بمعدل درجتين إلى 3 درجات مع بداية فصل الشتاء جغرافيًا: "الطقس سيكون لطيفًا خلال فترات النهار ومائلًا للبرودة في ساعات الليل".

فلماذا تأخر الشتاء إلى هذا الوقت؟ وما هو تفسير الظواهر المناخية التي تحدث في فصول غير مناسبة داخل مصر وخارجها؟. "الدستور" استطلعت آراء الخبراء حول الأسباب.

 

خبير يجيب

الدكتور مجدي علام، استشاري التغيرات المناخية، يوضح أن التأخير جاء بسبب زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مبينًا أن الثورة الصناعية هي من تسببت في زيادة تلك الغازات التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض.

ويوضح: "الثورة الصناعية اعتمدت على الفحم لتوليد الطاقة، ثم بعد ذلك تم استخدام البترول، ثم خرجت مخرجات زادت من الاحتباس الحراري في الطقس، وهي مخرجات متعلقة بشكل وثيق بمنتجات البترول والنفط والفحم، وهو الوقود السائد إلى الآن".

وبين: "تلك الأنواع من الوقود تتسبب في زيادة نسبة الكربون والنيتروجين والكبريت، وهم المسببين للاحتباس الحراري بانضمامهم إلى الغلاف الجوي، الذي أصبح حاليًا يسمح بدخول الأشعة تحت الحمراء المُسببة لزيادة درجة حرارة الكرة الأرضية ولا يسمح بخروجها للفضاء الكوني".

كما أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن فصل الشتاء اقترب موعده وسيحدث انقلابًا شتويًا، موضحًا أن فصل الشتاء يصل طوله إلى 88 يومًا و23 ساعة و38 دقيقة، وينتهي يوم الإثنين 20 مارس 2023.

وبين المعهد أنه من المعلوم فلكيًا في فصل الشتاء، تسقط أشعة الشمس متعامدة على مدار الجدي 23 درجة ونصف جنوبًا، وتكون أشعة الشمس شديدة الميل على نصف الكرة الشمالي وشبه عمودية على نصف الكرة الجنوبي فيما عدا مدار الجدي، ويقل طول النهار عن طول الليل في نصف الكرة الشمالي.

وبحسب علام، فإن ما جعل الشتاء يتأخر في الوقت الحالي هو الاحتباس الحراري بمعنى أن الغلاف الجوي أصبح يحبس الحرارة التي تأتي من سطح الأرض، وهي الأشعة تحت الحمراء، والتي كانت تمتص الأرض جزءًا منها للحفاظ على التدفئة ثم ترد باقي الأشعة إلى الفضاء ليتشتت؛ فلا تؤثر على الأرض.

وبين: "أما الآن فإن كلمة الاحتباس الحراري ترجمتها أن الغلاف الجوي يحبس الحرارة فوق سطح الكرة نفسها بدلًا من أن تكون مرآة لعكس تلك الغازات المسببة للاحترار فتتحول إلى إسفنجة ماصة".

وعن استمرار تأخر الشتاء كل عام، يقول: "طالما هناك تغيرات مناخية تستمر التقلبات في الفصول، ولا يمكن وقف التغيرات المناخية، ولكن يمكننا التكيف معها حتى لا تصل درجة حرارة الأرض إلى 1.5 نسبة مئوية في العام 2050 وهو ما حذر منه الخبراء المعنيون بالأرصاد".