رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع مشارف العام الجديد.. ما هي سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية؟

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

تزامنا مع قرب حلول بدء العام الجديد 2023، لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تلقى بظلالها، ومازال العالم يئن من وطئتها وتداعياتها على كافة المستويات، ومع تعنت جميع الأطراف بشأن التوصل لتسوية سلمية للأزمة، يتبين لنا أن مدى الحرب سيطول أكثر من اللازم، وأن العالم عليه التعايش مع حرب ممتدة وطويلة الأجل. 

وفى هذا السياق، قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هناك عدد من الملاحظات التي يمكن رصدها، والتي تدلل على صحة توقعنا باستمرار أمد الحرب، ومن هذه الملاحظات تصريحات الرئيس الروسي خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في "بيشكك" عاصمة قيرغيزستان، أن التوصل لتسوية سلمية للصراع الحالي في أوكرانيا لن يكون بالأمر اليسير، وسوف يستغرق الكثير من الوقت.

وأشار السيد إلى أن تصريحات "بوتين" تأتي بعد أيام قليلة من تهيئة الرأي العام الروسي لحرب طويلة المدى في أوكرانيا، حيث أكد بوتين أن العملية العسكرية الروسية سوف تستغرق وقتًا طويلًا، وهو ما يخالف توقعات القيادة العسكرية الروسية في بداية الصراع بأن الحرب في أوكرانيا سوف تستغرق عِدة أسابيع تتمكن خلالها القوات الروسية من تحقيق نصر سريع على الجانب الأوكراني، إلا أن الحرب امتدت لشهور عديدة ومن المتوقع أن تستمر لفترة أطول.

وأضاف فى تصريحات لـ"الدستور"، أن الملاحظة الثانية هى استمرار الهجمات الروسية حيث تكثف القوات الروسية من قصفها للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، والتي تسببت في أزمة طاقة حادة هناك بعد تدمير ما يقرب من 50% من محطات الطاقة في البلاد. 

الرئيس الروسى مستمر في استهداف الشبكة القومية للطاقة في أوكرانيا وتدميرها بالكامل

كما يستهدف الرئيس الروسى الاستمرار في استهداف الشبكة القومية للطاقة في أوكرانيا وتدميرها بالكامل، الأمر الذي تسبب في مُعاناة ملايين الأشخاص في أوكرانيا، خاصة مع حلول فصل الشتاء قارس البرودة.

وأوضح السيد أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا هو الأمر الثالث الذي يحول دون وضع نهاية للحرب الروسية الأوكرانية في القريب العاجل، هو تخطيط الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإقناع الكونجرس بتضمين مساعدة إضافية لكييف تبلغ (37 مليار) دولار فى 2023، على أن يذهب النصيب الأكبر منها لسد احتياجات الجيش الأوكرانى، والمتبقى يجرى إمداد البنوك والصناديق الخاصة بدعم تداعيات الحرب على دول حلف الناتو.

وأشار السيد إلى أن الأمر الأخير هو الدعم الأوروبي، وأخيرا فإن الأعضاء من دول الناتو يواصلون إمدادهم غير المسبوق لأوكرانيا بالأسلحة ودعمها بكافة وسائل الدعم اللازمة لمواجهة القوات الروسية، الأمر الذي يدلل على إطالة امد الحرب بشكل كبير.

واختتم السيد تصريحاته قائلا: "على كل حال، وفي ظل استمرار الدعم الغربي والأمريكي لكييف، وتعويل بوتين على استخدام فصل الشتاء والطقس البارد لصالحه، بينما تستعد فيه أوروبا لمواجهة واحد من أصعب مواسم الشتاء في ظل نقص الغاز بعد توقف الإمدادات الروسية، الأمر الذي قد يدفع الحكومات إلى اللجوء لتقنين الطاقة وانقطاع الكهرباء في فصل الشتاء؛ فإن ذلك قد يزيد من إطالة أمد الحرب".