رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نصر العرب للعرب!


لنكن متفقين من البداية على أن أي نجاح يتحقق لأي دولة عربية هو رصيد جديد مضاف لأرصدة الأمة بأكملها من الإنجازات والنجاحات، وليس فقط منسوبا إلى الدولة صاحبة النجاح أو الإنجاز، هذا هو لب الموضوع إذا ما أردتم الإيجاز!
نجاح مصر في استضافة قمة المناخ خلال الشهر الماضي هو نجاح للعرب "كل العرب" ونجاح قطر في تنظيم كأس العالم الحالي هو أيضاً نجاح للعرب، نجاح منتخب المغرب في الوصول لنصف نهائي البطولة "حتى كتابة تلك السطور" هو إنجاز رياضي عربي ونجاح لأمة العرب. الإنجازات التي تتحقق اليوم فوق الأراضي العربية، تحمل لنا البشرى بأننا قادمون وبإذن ربنا قادرون، وأنه قد آن الأوان للمارد العربي العملاق أن يستفيق من غفوته، لينفض عن جسده غبار الزمن قبل أن يتجاوزه الزمن! 
ليس هذا كلاماً مرسلاً، ولا هي أضغاث أحلام ولا محاولة للهروب من إيلام الواقع ومرارة الأيام، ليس تدثراً بالأوهام، ولا هو تصبير للنفس عبر إخضاعها للإيهام، وإنما هي حقيقة وواقع ستشهده الأمة بأسرها في مستقبل الأيام .. ما جرى أمس الأول في السعودية، والقمة العربية الصينية التي شهدها قصر اليمامة خطوة هائلة وقفزة طائلة وعلامة تقودنا نحو مستقبل جديد نسأل الله تعالي أن يكون سعيدا، ما تم في المملكة يجب التوقف أمامه وتأمله والبناء عليه إذا ما أردنا النهوض الحقيقي والارتقاء باقتصاد بلدان لغة الضاد، التي شرفها ربنا سبحانه بأن جعلها لغة قرآنه، وتبيان حلاله وحرامه. 
لقاء الرئيس الصيني بولي العهد السعودي وأكثر من ٣٠ قائدا وزعيما ومسئولا، يعد هو الأهم في ظل الظروف الراهنة المحلية، والمتغيرات الدولية الإنية، والتي تدفع بالجميع وبنا نحو تغليب المصلحة، وتعظيم الاستفادة على كل ما عداهما في الظروف الاعتيادية أو العادية أو المعتادة!
ونقول الكلمتين بالبلدى... 
(الصين حاليا يا إخواننا هي مصنع العالم، والدول العربية هي مخزن وقود العالم، المصنع محتاج لوقودنا، وإحنا محتاجين لمنتجاته، يعني من الآخر كده المصلحة ما بيننا مشتركة). 
الصين الآن هي الشريك التجاري الأول للعرب، وترسيخ العلاقات العربية الصينية بات اليوم أمراً ضرورياً وملزماً للصين وللعرب معاً! 
قبل ذلك كان الاتحاد الأوروبي صاحب الـ٢٨دولة والـ٥١٣ مليون نسمة هو شريكنا الأول، حلت محله الصين وحدها، فماذا يعني هذا؟ يعني أننا كعرب نبعث برسالة إلى الغرب مفادها أن الشرق قادم!
رسالة سيكون لها ما بعدها، وسينعكس تأثيرها "إيجابيا" على طبيعة العلاقات العربية الغربية حتى وإن ظن البعض أو توهم أو تخوف من حدوث العكس! الغرب دائماً يبحث عن المصلحة، فإذا ما قلنا إن حجم التبادل التجاري بين أمريكا والعرب قد انخفض مؤخراً بنسبة ٢٥٪، بينما يشهد التبادل العربي الصيني تزايدا مضطردا، وهو ما يعني "ضمنياً" أن العرب قد تمكنوا أخيراً من كسر القيود الغربية، والانفتاح علي اقتصادات العالم والتحرك خلاله بحرية، مضاف إلى ذلك، أنه في تعاملنا مع شريك واحد "حتي وإن بلغ تعداد سكانه مليارا و٤١٢ مليون نسمة" سيكون أيسر لنا وأفيد من تعاملنا مع عدة شركاء متفرقين" وإن بدوا في الظاهر متحدين" فما بالنا وهذا الشريك (وأقصد الصين) هو القوة الاقتصادية الثانية حالياً، والقوة العظمى الأولي مستقبلاً! 
وأخيرا نقول .. نجحت مصر "العربية" في استضافة مؤتمر المناخ، ونجحت قطر "العربية" في تنظيم كأس العالم، ونجح منتخب المغرب"العربية" في التأهل للأدوار النهائية، وجرت القمة الصينية العربية على أرض السعودية" العربية".. 
حيّا الله أمة العرب. 
ويا محلى النصر بعون الله.