رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ظهور أول حالة جدرى القرود.. هل يتحول إلى جائحة مثل كورونا؟

جريدة الدستور

حين انتشر فيروس جدري القرود عالميًا منذ ما يقرب من عام أو أقل، لم يأبه العالم إلى الأمر اعتقادًا أنه مجرد متحور جديد لفيروس كورونا تصعد إصاباته في فترة زمنية محددة ثم تهدأ مرة أخرى، إلا أن مع مرور الوقت اتضح أن الأمر ليس كذلك.

سرعان ما انتشر الفيروس في كثير من دول العالم محققًا أرقام عالية في الإصابات والوفيات، ما بدأ ينذر بأنه ربما هناك جائحة جديدة أتية قريبًا، لاسيما أن الدول العربية كانت بعيدة عن تلك الإصابات ولكنها أصبحت الآن قريبة بشكل كبير.

في سبتمبر الماضي أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر عزل أول حالة مصابة بجدري القرود في البلاد لمريض يبلغ 42 عامًا، وقالت الوزارة وقتها: "في إطار المتابعة المستمرة للوضع الوبائي فقد ثبتت إيجابية مواطن مصري للإصابة بفيروس جدري القرود، حيث تم اكتشاف إصابته من خلال إجراءات الترصد الوبائي التي تقوم بها الوزارة وتم عزله في إحدى المستشفيات المخصصة للعزل".

ومؤخرًا أعلنت السلطات الصحية في مصر تسجيل أول حالة إصابة بفيروس جدري القردة لشخص يبلغ من العمر 39 عامًا، وتم اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة تجاه المصاب ومخالطيه اللصيقين، ونقل المريض لتلقى العلاج بأحد المستشفيات التابعة للوزارة".

وبذلك تكون مصر سجلت حالتين إصابة بجدري القرود على فترات متباعدة، فهل ينذر ذلك الأمر بجائحة قريبة تتكرر مثل كورونا؟.

طبيب: "الأمر لن يتحول إلى جائحة في مصر"

يجيب على ذلك التساؤل الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة العامة السابق بجامعة عين شمس، والذي ينفي أن يتحول الأمر إلى جائحة أو كارثة كبرى في مصر، مبينًا أن العدوى بذلك الفيروس ومنبع انتشارها هو العلاقات الجنسية الشاذة.

يضيف: "مصر ليست من بين الدول التي يتم فيها ممارسة تلك الأمور بكثرة، والحالات التي أتت إلى مصر جاءت من الخارج وليس عدوى من داخل البلاد، ويمكن السيطرة عليها من خلال عزلها وأخذ الاحتياطات تجاه المخالطين لها".

وبين أن انتشار جدري القرود ناتج عن خلل في المناعة ويصيب من هم الأقل مناعة، لذلك احتمالية تحوله إلى جائحة أو وباء عالمي في مصر ضعيفة ولكن ربما يزيد انتشاره في دول العالم لاسيما الأوروبية.

أرقام عن إصابات جدري القرود في مصر

إلى الآن سجلت قارة أفريقيا هذا العام 202 حالة وفاة بسبب جدري القرود، بينما بلغ معدل الوفيات في أفريقيا 19.3% في 13 دولة، وبالفعل تسعى السلطات الصحية الإفريقية للحصول على لقاحات تخص جدري القرود.

وبات هناك حديثًا عن إنتاج لقاح يخص جدري القرود وستحصل أفريقيا على أول دفعة، وتشار في إنتاج اللقاح كوريا الجنوبية، في وقت يتفشى فيه الفيروس داخل الدول الغربية الغنية، بينما قدر الباحثون أن جرعة واحدة من اللقاح ستكون فعالة بنسبة 78% في الحماية من العدوى بعد 14 يومًا.

الأرقام ليست دليل

وعن ذلك يوضح العقبة أن انخفاض انتشار فيروسي كورونا وجدري القرود خلال الفترة الماضية لا يعني انتهائهما، لأن الحالات التي تصاب ولا يتم التبليغ عنها تعتبر هي الأكثر: "بعض المرضى لا يعرفون أن ذلك الأمر إصابة بجدري القرود والبعض الآخر يتعامل معه على أنه دور برد إلا بعد ظهور عرض جلدي".

ويضيف: "في الوقت الحالي على المصريين زيادة الإجراءات الاحترازية والالتزام بها في كل مكان حتى لا يتفاقم وضع كورونا، ومتابعة مخالطي الحالات لجدري القرود بات أمر ضروري وهام في الوقت الحالي وكذلك الطلاب في المدارس".

ووصل عدد الحالات في أمريكا 459 حالة، بينما سجلت فرنسا نحو ألفين و239 إصابة بفيروس جدري القرود، وهناك 845 إصابة إصابة رصدت في منطقة إيل دو فرانس بالعاصمة باريس، وسجلت ألمانيا 4 حالات بينما كوريا الجنوبية حالتان.