رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

وجّه قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالة بمناسبة اليوم العالميّ لذوي الاحتياجات الخاصّة، كتب فيها نحن جميعًا، كما قال الرّسول بولس، نحمل كنز الحياة في آنِيَةٍ مِن خَزَف، ويدعونا اليوم العالميّ لذوي الاحتياجات الخاصّة لكي نفهم أنّ هشاشتنا لا تحجب بأيّ شكل من الأشكال "نورَ بِشارةِ مَجْدِ المسيح"، بل تكشف لنا أنّ "تِلكَ القُدرَة الفائِقَة (هي) لله لا مِن عِندِنا".

وتابع: «في الواقع، لقد أُعطي لكلّ واحد منا، بدون استحقاق وبدون تميِيز، الإنجيل بأكمله، ومعه المهمّة السّارة لكي يعلنه، جميعنا مدعوّون لأن نقدّم للآخرين شهادة لمحبّة الله الخلاصيّة، التي تذهب أبعد من نواقصنا، وتقدّم لنا قربه، وكلمته وقوّته وتعطي معنى لحياتنا. إنَّ نَقل الإنجيل، في الواقع، ليس مهمّة محفوظة لقليلين، بل يصبح ضرورة أساسيّة لكلِّ من اختبر اللقاء والصّداقة مع الله».

وتابع البابا فرنسيس يقول إنَّ الثّقة بالله، وخبرة حنانه، وتعزيّة رفقته، ليست امتيازات محفوظة لقليلين، ولا امتيازات لمن نال تنشئة مُتقنة وطويلة أما رحمته فتسمح بأن يعرفها ويلتقي بها بطريقة مميزة الذي لا يتّكل على ونفسه ويشعر بالحاجة إلى أن يستسلم للرب ويتقاسم مع الإخوة. إنّها حكمة تنمو شيئًا فشيئًا كلّما زاد وعينا لمحدوديّتنا، وتسمح لنا بأن نقدّر بشكل أكبر خيار الله المحب بأن ينحني على ضعفنا.  إنّه إدراك يحرّرنا من حزن التذمّر ويسمح للقلب بأن ينفتح على التسبيح. 

وتابع أنَّ فرح الذي يملأ وجه الذي يلتقي بيسوع ويوكل إليه حياته ليس وهمًا أو ثمرة سذاجة، بل هو انبعاث قوّة قيامته في حياة مطبوعة بالهشاشة. إنّها سُلطة تعليميّة حقيقيّة للهشاشة، وإذا تمَّ الإصغاء إليها لجعلت مجتمعاتنا أكثر إنسانيّة وأخوّة، ودفعت كلّ واحدٍ منّا لكي يفهم أنّ السّعادة هي خبز لا يمكن للإنسان أن يأكله وحده. كم سيساعدنا أن ندرك أنّنا بحاجة بعضنا إلى بعض، لكي تكون علاقاتنا أقلّ عدائيّة مع الذين هم بقربنا! وكم ستدفعنا حقيقة أنّ الشّعوب لا تخلُص وحدها، لكي نبحث عن حلول للصّراعات العبثيّة التي نعيشها!

وأضاف بابا الفاتيكان قائلا:  «نريد اليوم، أن نتذكّر آلام جميع النّساء والرّجال ذوي الاحتياجات الخاصّة الذين يعيشون في حالة حرب، أو الذين أصبح لديهم احتياجات خاصّة بسبب المعارك. كم من الأشخاص - في أوكرانيا وفي ميادين الحرب الأخرى – هم محبوسين في الأماكن التي تدور فيها المعارك وليس لديهم الإمكانيّة حتّى ليهربوا! من الأهمية بمكان أن نوليهم اهتمامًا خاصًّا، وأن نسهّل بكلّ طريقة ممكنة وصولهم إلى المساعدات الإنسانيّة».

وتابع أنَّ السُلطة التعليميّة للهشاشة هي موهبة، يمكنكم بها أنتم - أيّها الإخوة والأخوات ذوو الاحتياجات الخاصّة – أن تُغنوا الكنيسة يمكن لحضوركم أن يساهم في تغيير الواقع الذي نعيش فيه، وأن يجعله أكثر إنسانيّة وضيافة بدون هشاشة ومحدوديّة وبدون عقبات يجب تجاوزها، لن يكون هناك بشريّة حقيقيّة.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أشكركم على المبادرات التي تُحيون بها هذا اليوم العالميّ للأشخاص ذوي الاحتياجات.