رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هبة خليف: واجهت فقد البصر وأعمل في تنمية مهارات الأطفال ذوي الإعاقة

هبة
هبة

تهتم وزارة التضامن بقضية العنف ضد المرأة التي أصبحت ناقوس خطر يدق حياة كل سيدة تدفع ثمناً لهذه الظاهرة التي يجب التصدي لها بكل قوة.

وفي هذا الإطار أجرت “الدستور” حوارا مع هبة خليف، صاحبة الـ 43 عاما، والتي بدأت كلمتها بجملة: "طول عمري بحلم أن الناس تشوفني بعيني أنا.. مش بعينهم، تشوف هبة زي ما هي، مش زي ما هم متخيلينها".


وأكملت تقديم نفسها: "أعمل في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، بمشروع تكافؤ الفرص الاجتماعية وتنمية الشباب، أم لفتاة عندها 16 سنة، عندي إعاقة بصرية من أول ما اتولدت، تخرجت من مدرسة النور للمكفوفين بالإسكندرية، والتحقت بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وبعدها حصلت على منحة من الحكومة البريطانية، للحصول على درجة الماجستير من جامعة برمنجهام، وغير متزوجة الآن".

هنا بدأت هبة تقرأ بيدها من جهاز "برايل نوت الإلكتروني": "أكثر التحديات التى كان لها تأثيرا سلبيا على نفسي، أن المجتمع يضع العوائق والأفكار المسبقة عن الفتاة ذات الإعاقة البصرية، ويرى أنها لا تصلح أن تكون مستقلة، ولا أن تكون مسئولة عن بيت وأسرة، ولا يمكنها أن تعمل بشكل مستقل، ومثل هذه القوالب، لا نستطيع أن نخرج منها بسهولة".

وتكمل: "أحاول أن أساعد من حولي، خاصة من ذوي الإعاقة البصرية، وأدفعهم لتحدي الظروف التي تحيط بهم، وأن يكون لهم حلم وطموح وهدف يسعون للوصول إليه، ليكون دافعا لهم للوصول لأعلى مستوى في العمل".

تعمل هبة متطوعة في تنمية مهارات الأطفال ذوي الإعاقة، ومتعددي الإعاقة والتوحد، بمركز دنيتنا، التابع لجمعية دنيتنا بالإسكندرية، واستطاعت أن تساعد الكثير منهم للالتحاق بمدرسة النور، بعد أن بدأوا يتحدثون ويتفاعلون مع العالم حولهم، مستفيدة من دراستها في الماجستير عن "تأثير النوع الاجتماعي والإعاقة على تعليم الفتيات ذوي الإعاقة البصرية"، وتساعدها ابنتها بالتطوع معها في هذا النشاط بالجمعية.

تقدم هبة أيضا إرشادا أسريا لأسر الأطفال والشباب ذوى الإعاقة حتى يستطيعوا أن يوصلوا أبناءهم لأعلى مستوى يمكن أن يصلوا إليه في التعليم والعمل وفي الإندماج الشامل مع من حولهم.

وتستكمل: "إحنا لينا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات، و نفس المسؤوليات، الإعاقة لم تكن عائقا يوقف الإنسان عن حلمه، حياتنا نتمنى أن نعيشها مثل أي شخص في المجتمع، الإعاقة ليست حكما على الشخص بأن يعيش حياته من غير استقلالية، وليست مبررا لأن يتدخل الآخرون في حياته وقراراته بدعوى أنهم يساعدونه".

وتتابع: "لما هحتاج مساعدة هطلبها من حد، زى ما أي حد بيطلب المساعدة من دكتور لما يتعب، أو نروح لمكان عشان عايزين نتعلم، كل واحد عنده إعاقة أو لا يوجد لديه إعاقة يحتاج للمساعدة من شخص آخر، لو نظرنا بنظرة أشمل هنلاقى مش بس ذوى الإعاقة الذي يحتاج للمساعدة، ولكن كلنا نحتاج المساعدة، كل واحد بيعرف حاجة، والناس بتحتاج له فيها، كلنا بنكمل بعض".

وجهت هبة رسالتها للمجتمع قائلة: "ياريت ذوي الإعاقة يكونوا جوه المجتمع مش على هامش المجتمع، خاصة الفتيات، يتعلمن في نفس المدارس والكليات التي يؤهلهن المجموع للالتحاق بها ويحبون أن يدرسن فيها، ويشتغلن الأعمال المناسبة لمهاراتهن ولقدراتهن، مثل أي شخص في المجتمع، لأنهن ببساطة يستحققن هذه الحياة".
 

وتوجه رسالة للفتاة ذات الإعاقة البصرية: "أبحثي عن نقاط القوة بداخلك، وحاولي أن تستثمريها، للأحسن، وكما تتلقين مساعدات ممن حولك، حاولى أن تقومي أنت أيضا بدور إيجابي في المجتمع، وتحاولي أن تقدمي المساعدة، لتصبحي عنصرا فاعلا وقوة فعالة في المجتمع".